أعشق السينما، كلما غصت في هذا العالم، كلما زاد عشقي له، بعد مهرجان الجونة، حضرت مهرجان القاهرة، ومهرجان القاهرة يساعدك على حضور الأفلام فقط، حيث لا توجد مساحات لقاء إلا خارج المكان، لا يوجد سوى فود كورت مزدحم دائما لا يسمح بجلسات مريحة تلتقي فيها الناس، ولأنني لم أكن أريد الابتعاد عن مكان حضور الأفلام، كان النشاط الوحيد المتاح هو مشاهدة الأفلام، وهو أمر جاء على مزاجي، على مدى أربعة أيام حضرت 13 فيلما، وكان الهدف أن أستمر بقية أيام المهرجان على هذا المعدل، ثلاثة إلى أربعة أفلام في اليوم، لولا أن تعرضت لحادث منعني من المتابعة. بسرعة شديدة سأذكر الأفلام التي شدتني والتي تجعل حضور مهرجانات السينما حدثا يثريني ويشبع حبي لهذا الفن. فيلم المسار الأزرق، كان فيلم الافتتاح، وهو فيلم برازيلي من إخراج غابرييل ماسكارو، يحكي قصة غرائبية عن امرأة تبلغ 77 عاما، تجبر على التقاعد وإخلاء منزلها والتوجه إلى مكان يؤوي المتقاعدين، وتخضع لوصاية ابنتها وتبدأ برحلة عجيبة حيث تجري وراء حلم ركوب طائرة. فيلم فلانة هو فيلم وثائقي للمخرجة العراقية زهراء غندور، تحكي فيه عن الظلم الاجتماعي الذي يقع على الفتيات اللاتي لا يرغب فيهن أهاليهن فيوضعن في دار هي عبارة عن سجن تتعرض فيه الفتيات لكل أنواع القهر. الفيلم الذي أعجبني بقوة كان الفيلم الفلسطيني للأخوين عرب وطرزان ناصر، كان يا ما كان في غزة، وهو فيلم روائي يحكي عن الحياة التي يجبر الفلسطينيون على خوضها ضمن الخيارات المحدودة التي يدفعهم لها الاحتلال، فيلم مختلف لأنه يجعلك تشاهد كيف يعيش الإنسان الفلسطيني، وليس كيف يموت كما تعودنا. فيلم أوديسة البهجة لمخرج من كوسوفو زعيم تيرزيكي، يحكي من وجهة نظر طفل في العاشرة الحرب التي خاضتها كوسوفو، وهو نفس السن التي كان عليها المخرج في تلك الحرب. فيلم ممتع، لأنه أيضا يتحدث عن تأثير الحرب على الحياة اليومية لطفل يبحث عن البهجة وسط تعقيدات الحرب. فيلم زنقة ملقا للمخرجة المغربية مريم توزاني يحكي عن امرأة كبيرة في السن تعيش في طنجة وحدها وتواجه قرار ابنتها ببيع الشقة التي تعيش فيها وتحاول الالتفاف حول هذا القرار بعدة مغامرات تتعرف فيها من جديد على الحب والحياة، فيلم رقيق تهديه مريم إلى جدتها الإسبانية. فاتني أن أشاهد فيلما كنت حريصة جدا على مشاهدته وهو الفيلم السعودي ضد السينما، للمخرج علي سعيد، الذي نال جائزة التحكيم في المهرجان.. قريبا بحول الله سأحضر مهرجانا جديدا، وأوافيكم بأفلامه.