سمحت إسرائيل، بدخول فريق مصري إلى قطاع غزة للمشاركة في استخراج جثث رهائن إسرائيليين قُتلوا خلال الحرب، وذلك بعد ضغوط مباشرة من الإدارة الأميركية، بحسب ما كشفت وسائل إعلام عبرية. وقالت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق شخصياً على دخول الطاقم المصري بعد أسابيع من الرفض، موضحة أن القرار جاء عقب اتهامات وجهها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لحركة حماس بالمماطلة في تسليم جثث الأسرى ال13 المتبقين في القطاع. ونقلت القناة عن مصادر أمنية قولها إن الموافقة جاءت في إطار اتصالات سياسية مستمرة بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن، مضيفة أن الفريق المصري دخل غزة مصحوباً بمعدات متخصصة لتحديد مواقع الرفات وانتشالها. وأكدت المصادر أن المهمة تجري تحت إشراف مباشر من اللجنة الأمنية المشتركة المنبثقة عن اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح مسؤول أمني لقناة i24NEWS أن الخطوة الإسرائيلية "تأتي بعد ضوء أخضر من المستوى السياسي"، مشيراً إلى أن الجانب المصري تقدم بطلب رسمي للمشاركة في العملية لأسباب إنسانية وبهدف تسريع تسليم الجثامين. وجاء هذا التطور بعد اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أكد خلاله نتنياهو "التزام إسرائيل بإعادة رفات جميع الرهائن"، مضيفاً أن "المهمة لم تنته بعد، وأن الحكومة ستواصل الضغط حتى استعادة كل المفقودين". وكان الوزير الأميركي قد التقى صباح السبت عائلات الجنود الإسرائيليين الذين تحتجز حركة حماس جثامينهم، وقال عقب اللقاء إن الحركة "لا تُبدي أي استعجال لإعادة الجثامين"، مشدداً على أن واشنطن "تتفهم موقف إسرائيل، خاصة أن بين القتلى مواطنين أميركيين". وبحسب الخطة الإنسانية التي أقرّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاشر من أكتوبر الجاري، تلتزم حماس بتسليم رفات 28 أسيراً على مرحلتين، مقابل إفراج إسرائيل عن جثامين 15 فلسطينياً مقابل كل إسرائيلي. وحتى الآن، سُلِّمت 15 جثة فقط، فيما لا تزال 13 أخرى داخل القطاع. من جانبها، أكدت حركة حماس أن عملية استخراج الجثامين معقدة وتتطلب وقتاً طويلاً بسبب الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب المستمرة منذ عامين، مشيرة إلى أن بعض المناطق التي يُعتقد أن الجثث دُفنت فيها لا تزال مغلقة أمام فرق الإنقاذ.