تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية بأن طائرة مُسيّرة إسرائيلية "كواد كوبتر" أطلقت، صباح أمس، النار في منطقة الشعف بحيّ التفاح شمال شرقي مدينة غزة. وأشارت إلى أن آليات الاحتلال تواصل إطلاق النار شرقي مدينة غزة. ووثق مركز غزة لحقوق الإنسان 129 حادثة قصف وإطلاق نار ارتكبتها قوات الاحتلال، وأسفرت عن استشهاد 34 فلسطينيًا وإصابة 122 آخرين، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وقال المركز في بيان له إن قوات الاحتلال استهدفت الليلة الماضية مركبة مدنية تقلّ أفرادًا من عائلة شعبان في حي الزيتون بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 11 مدنيًا بينهم 7 أطفال وسيدتان. وأوضح أن السلوك الإسرائيلي يعكس استخفافًا سافرًا بحياة المدنيين وإصرارًا على مواصلة سياسة القتل والتدمير دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني أو لالتزامات "إسرائيل" كقوة احتلال. وأضاف أن استهداف العائلة يفتقر للضرورة وقوات الاحتلال تملك أدوات مراقبة وقادرة على تحديد أن هذه المركبة لم تكن تشكل أي خطر على حياة الجنود الإسرائيليين الذين يتمركزون في منطقة بعيدة. واعتبر أن ما جرى يعكس نهج قوات الاحتلال في استباحة المدنيين، والإصرار على استكمال جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. وأكد المركز أن حماية المدنيين لا يمكن أن تتحقق إلا عبر وقف شامل ودائم للعدوان، وإلزام "إسرائيل" باحترام القانون الدولي الإنساني وتفعيل آليات العدالة الدولية لضمان إنصاف الضحايا. وفي 10 أكتوبر الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس و"إسرائيل" حيز التنفيذ، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. ثمانية آلاف معلم مستعدون للمساعدة في عودة الأطفال إلى التعليم وضع غزة كارثي قال منسق الطوارئ الأول في منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" هاميش يونغ، إن نوعية المساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون في قطاع غزة لا تقل أهمية عن كميتها. وشدد في تصريح صحفي على ضرورة السماح بدخول جميع المواد الأساسية دون قيود لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. وقال يونغ إن الفلسطينيين في غزة بحاجة لخيام ومشمعات (أغطية بلاستيكية)، ومياه شرب نظيفة. وشدد على الحاجة الماسة لتوفير الوقود والمعدات الضرورية لإنتاج المياه وتوزيعها، إلى جانب أنابيب إصلاح الآبار ومحطات التحلية. وكان المسؤول الأممي يتحدث للصحفيين بينما ينتظر شاحنات المساعدات مع فريقه على الطريق المؤدية إلى معبر كيسوفيم شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وقال يونغ: "لدينا 50 شاحنة بانتظار الإذن للتحرك وجلب مستلزمات طبية ومواد نظافة ضرورية لإنقاذ حياة الأطفال". وسمحت "إسرائيل"بدخول 653 شاحنة مساعدات لغزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري. وهذا الرقم يقل كثيرا عن الكمية المفترض دخولها بموجب الاتفاق، والتي تبلغ 600 شاحنة يوميا. ووصف المسؤول الأممي الوضع في قطاع غزة بالكارثي، مشيرا إلى أن جميع المستشفيات إما دمرت أو تضررت بشدة، فيما يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمأوى. وأكد أن اليونيسيف بحاجة لقدر كبير من الإمدادات الغذائية من أجل معالجة أثار المجاعة في شمال قطاع غزة. وأضاف: "هناك حاجة عاجلة لبذل أقصى الجهود من أجل إدخال جميع هذه الإمدادات التي أتحدث عنها". وشدد على أن "الأطفال في غزة بحاجة ماسة إلى هذا الدعم، ولا ينبغي أن نجلس وننتظر الحصول على هذه الإمدادات". وقال: "يجب أن تكون هناك 600 شاحنة محمّلة بالإمدادات يوميا، وتشمل مجموعة كاملة من المواد القادمة من القطاع الخاص والمورّدين التجاريين، إضافة إلى المساعدات الإنسانية الحيوية المقدمة من اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأممالمتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية. وذكر أن القطاع بحاجة أيضا إلى نحو 50 شاحنة وقود يوميا، وغاز الطهي الذي أكد أنه ضروري جدا للسكان في غزة. وأكد أن الوصول الآمن داخل القطاع شرط أساسي لتوزيع المساعدات، وقال: "نحتاج إلى حرية الحركة في جميع أنحاء غزة، حتى نتمكن من إيصال الإمدادات إلى أكثر الأطفال ضعفا، وإلى أمهاتهم وعائلاتهم الذين يعتنون بها". ثمانية آلاف معلم أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن أكثر من 8 آلاف معلم تابعين لها في قطاع غزة مستعدون للمساعدة في عودة الأطفال إلى التعلم واستئناف تعليمهم. وشددت الأونروا، في تصريح نشرته عبر صفحتها على منصة "إكس"، أمس، على أنها أكبر منظمة إنسانية تعمل في قطاع غزة، ويجب السماح لها بأداء مهامها دون أي عوائق. وأضافت أن "أطفال غزة حُرموا من التعليم لفترة طويلة جدا"، مؤكدة ضرورة تمكينهم من العودة إلى مدارسهم في أسرع وقت ممكن. 170 ألف جريج قال مدير جمعية الإغاثة الطبية في مدينة غزة إن هناك 170 ألف جريج بحاجة لعمليات جراحية ولا يمكن إجراؤها بسبب نقص المعدات الطبية. واشارت مصادر في غزة إلى أن قوات الاحتلال قتلت 1670 من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، وجرحت نحو 3500 آخرين، واعتقلت 361، علاوة على تدمير أو إخراج 38 مستشفى عن الخدمة، واستهداف 96 مركزا للرعاية الصحية، وتدمير أو إعطاب 197 سيارة إسعاف. ومنذ اندلاع الحرب شنت قوات الاحتلال 788 هجوما مباشرا على مرافق الرعاية الصحية وكوادرها وسلاسل إمدادها، بحسب البيانات الرسمية. وكان مستشفى شهداء الأقصى من بين أكثر المستشفيات والمرافق الصحية عرضة للقصف والاستهداف، ويقول الدقران إن الاحتلال استهدف المستشفى 14 مرة، أسفرت عن خسائر مادية وخروج أقسام عن الخدمة. ويصف الناطق باسم المستشفى الواقع الصحي فيه بأنه "كارثي ومأساوي"، ولا تشكل الخيام الطبية بديلا عنه، وإنما خيارا اضطراريا، ويقول إنها "غير صحية وغير موائمة لتقديم الخدمات الطبية المتنوعة، ويقتصر العمل فيها على المبيت، وتقديم الحد الأدنى من الخدمات الصحية، وبمستوى أقل مما تتطلبه الحالة الصحية للجريح أو المريض". وتغلق إسرائيل معابر قطاع غزة بشكل كامل منذ الثاني من مارس الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء وجميع مستلزمات الحياة، في حين تتكدس آلاف الشاحنات عند الجانب المصري من معبر رفح (البري بين قطاع غزة ومصر) بانتظار السماح بدخولها، لكن إسرائيل لا تزال ترفض فتح المعبر وتربط ذلك بإعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين المتبقية. استشهاد 34 فلسطينيًا المطالبة بمحاسبة إسرائيل طالب المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الاتحاد الأوروبي بمحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تدمير المشاريع الممولة أوروبيًا في قطاع غزة. وأكد المركز الحقوقي في بيانٍ له أمس، أن التدمير استهدف بني تحتية ووحدات سكنية موّلها الاتحاد الأوروبي جزئيًا أو كليًا خلال ما وصفه ب"الإبادة الجماعية في غزة". وأشار المركز إلى أن الهجمات الإسرائيلية استهدفت منظومات حيوية لضمان الحقوق الأساسية للمدنيين، بما في ذلك الماء والصحة والتعليم والسكن اللائق. ووثّق "الأورومتوسطي" تدمير محطات لتحلية المياه ومستشفيات وعيادات ومراكز صحية ومدارس، فضلًا عن وحدات سكنية بُنيت ضمن برامج إعادة الإعمار المموّلة من الاتحاد الأوروبي. وأكد أن القصور الأوروبي في استخدام أدوات الضغط على "إسرائيل" يعني أن تدمير الأصول المموّلة أوروبيًا وترويع المدنيين قد يمر من دون أيّ كلفة سياسية أو قانونية. واعتبر أن استمرار الاتحاد الأوروبي في موقع المراقب الصامت يمثل تخلّيًا عن واجباته القانونية والسياسية والأخلاقية. وشدّد "الأورومتوسطي" على ضرورة أن يفتح الاتحاد الأوروبي تحقيقًا رسميًا وينشر تقريرًا علنيًا مفصلًا عن الخسائر في الأصول الممولة أوروبيًا في غزة، كما رأى أنه يجب مطالبة "إسرائيل" بدفع تعويضات كاملة وفورية عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت الممولة من المال العام الأوروبي. وتابع أن الدول الأوروبية مدعوة لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في إصدار الأوامر أو تنفيذها أمام جهات الاختصاص، ودعم مسارات القضاء الدولي ذات الصلة. أحياء غزَّة مهدَّدة طالبت سلطة المياه في غزة، بإدخال المعدات ومولدات الكهرباء وقطع الغيار لصيانة القطاع المدمر بالكامل عقب عامين من حرب الإبادة الجماعيَّة "الإسرائيلية". وقالت سلطة المياه في تصريح صحفي أمس، "لا نستطيع تشغيل المولدات أكثر من 6 ساعات لأنها قد تتعرض للتوقف التام". وطالبت المبعوث الأممي للشؤون الإنسانية بإدخال المعدات لتشغيل محطات المياه، مشيرةً إلى أن هناك تداخل بين قنوات المياه والصرف الصحي ما يهدد بانتشار الأمراض. وأوضحت أنَّ الاجتياح "الإسرائيلي" تسبب في وقف محطات المياه، مضيفةً أنها "تبذل جهودا مضنية لتجاوز الدمار". وأكدت سلطة المياه أنَّ أحياء غزة مهددة بفيضانات مع قرب الشتاء إن لم يتم معالجة مشكلة صرف المياه بأسرع وقت. وتابعت "نحن أمام كارثة بيئية جراء تسرب مياه الصرف الصحي واختلاطها بالمياه الجوفية". وبعد عامين من العدوان "الإسرائيلي" يعيش قطاع غزة اليوم تحديات جمّة، وذلك مع استمرار ندرة الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء، مما يجعل الاحتياجات الحياتية الأساسية تحديا يوميا في ظل شح الموارد واستمرار الحصار. تصاعد اعتداءات المستوطنين شهدت مناطق واسعة من الضفة الغربية خلال ساعات الليلة الماضية وصباح أمس، سلسلة اعتداءات متزامنة نفذتها ميليشيات المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال، استهدفت بشكل أساسي المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون. ففي محيط بلدة ترمسعيا شمال رام الله، هاجمت مجموعات من المستوطنين المزارعين الفلسطينيين أثناء عملهم في أراضيهم ما أدى إصابة فلسطيني بالرأس، وأطلقت تهديداتٍ بإحراق الأشجار في حال عودتهم إلى المنطقة. وفي بلدة مخماس شمال القدسالمحتلة، منعت مجموعات مسلحة من المستوطنين، تحت حماية جيش الاحتلال، الأهالي من دخول أراضيهم لقطف الزيتون، في حين وثق شهود عيان اعتداءات طالت المزارعين بالشتائم والدفع. وفي كوبر شمال رام الله، قمعت قوات الاحتلال فعالية تضامنية لقطف الزيتون، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز باتجاه الأهالي والصحفيين الذين كانوا يغطون الحدث، ما أدى إلى وقوع حالات اختناق وإصابات طفيفة، بينما أُجبر المزارعون على مغادرة أراضيهم بعد أن فشلوا في الوصول إلى حقولهم. كما منعت ميليشيات المستوطنين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة الفنجل شرق نابلس، في الوقت الذي واصل فيه جيش الاحتلال اقتحاماته للقرى والمدن شمالي الضفة، حيث أطلق النار تجاه مزارعين في بيت لقيا جنوب غرب رام الله خلال عملهم في أراضيهم. وفي محافظة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد الطفل محمد الحلاق (11 عامًا) في قرية الريحية، وأزالت صوره ورايات الفصائل من بيت العزاء، وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة، في الوقت الذي استمر فيه التحقيق الميداني مع أفراد العائلة. كما صعّدت قوات الاحتلال من اقتحاماتها فجر امس لمدن وبلدات عدة؛ فأغلقت مداخل حوارة وبيتا وأودلا جنوب نابلس بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية، ونفذت حملة اعتقالات طالت عددًا من الشبان في جنين وبلدة بيت قاد شرق المدينة، إضافة إلى اقتحام بيت سيرا قضاء رام الله وعناتا شمال شرق القدس، حيث داهمت منزل الأسير المحرر والمبعد إلى مصر محمود عيسى. وشهد مخيم قلنديا شمال القدس إطلاقًا مكثفًا للقنابل الصوتية خلال عملية اقتحام واسعة، فيما استُهدفت قوات الاحتلال بعبوة محلية الصنع أثناء اقتحامها مخيم عسكر القديم شرق نابلس. كما طالت الاقتحامات بلدات نعلين غربي رام الله والبرج جنوب الخليل، في ظل استمرار العدوان الذي يرافق موسم الزيتون، والذي يعد أحد أبرز رموز الصمود الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال والاستيطان. تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة استعدادات لاستئناف التعليم في غزة