تبيّن بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2025 أن النساء العاملات يواجهن مستويات أعلى من الضغط النفسي مقارنة بالرجال، إذ ترتفع معدلات الاكتئاب لديهن بنسبة 1.5 مرة، فيما تسجّل اضطرابات القلق نسبًا أكبر بين النساء بسبب تعدد الأدوار وتراكم المسؤوليات اليومية. في هذا السياق تؤكد البروفيسورة أميرة الحوفي أن الضغوط التي تواجهها المرأة العاملة لا تُدار بالقوة الجسدية وحدها، بل بتنظيم كيمياء التوازن النفسي داخلها، والمتمثلة في أربعة هرمونات تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الاستقرار والقدرة على الاستمرار. ثبات المزاج توضح البروفيسور أميرة الحوفي أن هرمون السيروتونين يمثل حجر الأساس في توازن المرأة العاملة، خصوصًا في ظل ما توضحه تقارير منظمة الصحة العالمية من ارتفاع الضغوط لدى النساء العاملات في المناصب القيادية نتيجة تشابك الأدوار بين العمل والمنزل والأبناء. هذا الهرمون يمنح صفاء الذهن وهدوء القرار، ويرتفع من خلال التعرض لضوء الشمس غير الحارق، ممارسة الرياضة، النوم الجيد، وأعمال الامتنان، ما يعزز قدرة المرأة على الحفاظ على هدوئها وسط بيئة متطلبة. طاقة التحمل عن هرمون الإندورفين، توضّح البروفيسور الحوفي أنه خط الدفاع الأول ضد الإرهاق المتراكم الذي تكشفه إحصاءات الصحة النفسية العالمية، إذ تعاني ملايين النساء من الإجهاد المستمر. ارتفاع الإندورفين عبر الضحك، التمارين الهوائية، والمشي السريع يمنح المرأة قدرة أعلى على مواجهة الضغوط المهنية والأسرية دون استنزاف. دافع الإنجاز تبين البروفيسور الحوفي أن الدوبامين هو الهرمون المسؤول عن الإحساس بالإنجاز والدافع نحو الإبداع. وترى أن وضع أهداف صغيرة، وتدوين المهام، والاحتفال بالإنجازات اليومية يعزز مستويات الدوبامين، ويُسهِم في رفع التركيز وتقليل التشتت، وهي مشكلة تمرّ بها امرأة من كل اثنتين وفق دراسات القيادة الحديثة. تهديد صامت تحذر الحوفي من خطورة الاكتئاب الذي يصيب 280 مليون شخص عالميًا، مؤكدة أن النساء هن الأكثر تأثرًا به وفق تقارير 2025. تظهر علاماته في الإرهاق المستمر، فقدان الشغف، الحساسية الزائدة، ضعف التركيز، والشعور بالضغط الدائم. وتشدّد على أن إدراك هذه العلامات خطوة أساسية لحماية المرأة العاملة من الانهيار النفسي، إلى جانب ضرورة وجود دعم بيئي ومؤسسي يراعي صحتها النفسية. علامات التوازن وتشير إلى أن المرأة المتزنة نفسيًا تظهر عليها سمات واضحة وهي: هدوء تحت الضغط، مرونة في التكيف، إدارة واعية للوقت والطاقة، علاقات صحية، وشغف دائم للتطور. هذا التوازن – كما تؤكد – ليس نتيجة ظرف عابر، بل نتيجة إدارة واعية لكيمياء السعادة الداخلية بالتزامن مع بيئة داعمة وأدوار موزونة. قوة التواصل أما الأوكسيتوسين، فتصفه البروفيسور الحوفي بأنه حجر الأساس في بناء العلاقات الإنسانية الداعمة داخل بيئة العمل وخارجها. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الدعم الاجتماعي أحد أهم عوامل الحماية النفسية للنساء العاملات. ارتفاع الأوكسيتوسين يعزز التواصل الإيجابي، والتقدير المتبادل، والشعور بالأمان الاجتماعي، مما ينعكس مباشرة على جودة الأداء المهني.