في خطوة تعكس عمق العلاقات السعودية - الصينية وتطور التعاون في المجالات الإعلامية والثقافية، وقّعت جريدة «الرياض» وجريدة «الشعب الصينية»، أمس الخميس، مذكرة تفاهم تهدف إلى توطيد الشراكة الصحفية وتعزيز تبادل الخبرات والمحتوى الإعلامي بين الجانبين. واستقبل الزميل رئيس التحرير الوفد الصيني في قاعة أ. تركي السديري -رحمه الله-، بمقر جريدة «الرياض»، بحضور قيادات التحرير في الصحيفتين وعدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية، وسط أجواء ودية تؤكد متانة العلاقات بين البلدين. وتهدف مذكرة التفاهم التي جرى التوقيع عليها في قاعة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان رحمه الله إلى تبادل الخبرات والمحتوى الصحفي والمقالات التحليلية بين الجريدتين بما يسهم في إثراء الساحة الإعلامية لدى الطرفين. وكذلك التعاون في مجالات التدريب وتطوير المهارات الصحفية من خلال برامج مشتركة وورش عمل ودورات في مجالات الصحافة الرقمية وصناعة المحتوى. إضافة لتنظيم فعاليات إعلامية وثقافية مشتركة تُعزّز الحوار الحضاري بين الشعبين السعودي والصيني. وترجمة ونشر المواد الصحفية باللغتين العربية والصينية لتمكين القرّاء في البلدين من الاطلاع على القضايا المشتركة من منظور مهني ومتوازن. وفي بداية اللقاء رحّب رئيس تحرير جريدة «الرياض» الأستاذ هاني وفا بزيارة وفد صحيفة الشعب الصينية لجريدة الرياض، معبّرًا عن اعتزازه بتوقيع مذكرة تفاهم بين الصحيفتين التي ستفتح آفاقًا واسعة للتعاون الإعلامي والثقافي بين المؤسستين العريقتين. وأكد أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا لنهج جريدة «الرياض» في الانفتاح على التجارب الإعلامية الدولية وتبادل الخبرات المهنية والتقنية، بما يسهم في تطوير الأداء الصحفي وتعزيز المحتوى النوعي الذي يخدم القارئ المحلي والعالمي على حد سواء. وأشار أ. هاني إلى أن الصحافة السعودية تعيش مرحلة ازدهار بدعم القيادة الرشيدة، ما يجعل التعاون مع مؤسسات إعلامية عالمية مثل صحيفة الشعب الصينية فرصةً مهمة لتبادل المعارف وتطوير أدوات الاتصال ونقل الصورة المشرقة عن البلدين الصديقين. واختتم حديثه بالإشادة بالعلاقات السعودية-الصينية المتنامية في مختلف المجالات، مؤكدًا أن هذا التعاون الإعلامي سيكون إضافة نوعية لمسيرة العلاقات الثنائية، ومصدرًا لتقريب الشعوب وتعزيز التفاهم الثقافي والإعلامي المشترك. من جهته عبّر رئيس صحيفة الشعب الصينية السيد يو شاو ليانغ عن سعادته بتوثيق أواصر التعاون الإعلامي بين المؤسستين، مشيدًا بالدور المهني البارز الذي تؤديه جريدة الرياض في الساحة الإعلامية العربية، وما تمثله من نموذج للصحافة السعودية الرصينة والمواكبة للتحولات الوطنية الكبرى في ظل رؤية المملكة 2030. وخلال مراسم التوقيع، أكد أن هذه المذكرة تمثل خطوة نوعية نحو تعزيز التبادل الصحفي والثقافي بين الصين والمملكة العربية السعودية، بما يسهم في بناء جسور من الفهم والتواصل بين الشعبين الصديقين، وتبادل الخبرات في مجالات التحرير والإنتاج الإعلامي والتقنيات الرقمية. وأضاف: أن صحيفة الشعب الصينية، باعتبارها اللسان الإعلامي الرسمي للحزب الشيوعي الصيني، تولي اهتمامًا كبيرًا للتعاون مع المؤسسات الإعلامية العربية الرائدة، مشيرًا إلى أن جريدة الرياض تمتلك رصيدًا مميزًا من المهنية والمصداقية يجعلها شريكًا مثاليًا في تطوير المحتوى وتوسيع جسور التفاهم المشترك. واتفق الجانبان على إطلاق صفحة أسبوعية باللغة الصينية تعكس تطورات المشهد السعودي في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية، وتعرّف القارئ الصيني بملامح النهضة السعودية المتسارعة في إطار رؤية المملكة 2030، إلى جانب استعراض أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتأتي هذه الخطوة لتؤكد الدور المتنامي للإعلام في بناء جسور التفاهم بين الشعوب، وترسيخ الحضور السعودي في المنصات الدولية بوصفه شريكًا فاعلًا في الحوار الثقافي والحضاري العالمي. ومن المقرر أن تُشكّل مذكرة التفاهم لجنة عمل مشتركة من الجانبين لوضع خطة تنفيذية تشمل: تبادل المقالات الأسبوعية، وتنظيم لقاءات إعلامية دورية، وإعداد برامج تدريبية متبادلة بين الصحيفتين. وبعد التوقيع اصطحب رئيس التحرير ضيوفه في جولة على أقسام جريدة الرياض المختلفة. وخلال زيارة الوفد لقسم الانتاج بالجريدة تفاجأ الوفد الصيني أن برنامج «الانديزاين» الذي تعمل عليه جريدة الرياض هو البرنامج الذي تعمل عليه صحيفة الشعب الصينية. وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية ومناقشة سبل تنفيذ بنود المذكرة على أرض الواقع، إلى جانب استعراض أبرز التجارب التحريرية لدى الجانبين، وطرح مقترحات عملية لتطوير التعاون الإعلامي المشترك. وقد عبّر أعضاء الوفد الصيني عن تقديرهم لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكدين أن الزيارة تعكس عمق العلاقات بين المؤسستين ودور الإعلام في توثيق روابط الصداقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية. واختُتمت المناسبة بتبادل الهدايا التذكارية بين الجانبين، في أجواء ودية عكست روح التعاون والانفتاح الإعلامي المشترك. كما التُقطت الصور التذكارية الجماعية التي جمعت رئيسي التحرير وأعضاء الوفد الصيني وقيادات جريدة «الرياض»، في ختام يومٍ احتفالي يؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الإعلامية بين أكبر مؤسستين صحفيتين في البلدين وفي نهاية المناسبة أقامت جريدة «الرياض» مأدبة غداء في مقرها على شرف وفد صحيفة الشعب الصينية، بحضور رئيسي التحرير وعدد من قيادات الصحيفتين.