يحتفي الشعب السعودي هذا العام بالذكرى الحادية عشرة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – ملكاً للمملكة العربية السعودية. ففي الثالث من ربيع الآخر 1436ه الموافق 23 يناير 2015م، بايع السعوديون قائد الحزم والعزم، ليواصل مسيرة البناء والتنمية التي أسسها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأبناؤه الملوك من بعده. هذه الذكرى الوطنية تمثل تجديداً للولاء، وتأكيداً على وحدة الشعب والقيادة، وتقديراً لمسيرة حافلة بالمنجزات التاريخية التي وضعت المملكة في مصاف الدول المتقدمة. ولد الملك سلمان في الرياض عام 1354ه (1935م)، ونشأ في بيت الحكم والسياسة والإدارة. وتولى إمارة الرياض لأكثر من خمسين عاماً، وأسهم خلالها في تحويلها من بلدة صغيرة إلى واحدة من أسرع العواصم نمواً في العالم. وفي 2011م تولى وزارة الدفاع، وأشرف على تطوير القوات المسلحة وتعزيز قدراتها. وفي 2012م عُيّن ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء. وفي 23 يناير 2015م بويع ملكاً للمملكة العربية السعودية. ومن أهم الإنجازات الوطنية في 11 عاماً، الرؤية والتحول الوطني حيث إطلاق رؤية السعودية 2030 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- كخطة استراتيجية للتحول الوطني وتنويع مصادر الدخل. وتأسيس برامج نوعية مثل: برنامج التحول الوطني، برنامج الإسكان، برنامج جودة الحياة، برنامج تنمية القدرات البشرية. ومن المشاريع العملاقة نيوم: مدينة المستقبل العالمية، ومشروع البحر الأحمر أيقونة السياحة البيئية. ومشروع الدرعية: قلب التاريخ ووجهة ثقافية وسياحية، ومشروع القدية: مدينة الترفيه والرياضة والفنون، ومشروع السودة: وجهة سياحية جبلية عالمية. "أكبر اقتصاد" واستطاع الملك سلمان في 11 عامًا من حكمه تنمية الاقتصاد السعودي ووضعه على خريطة الاقتصاد العالمي، فمنذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عام 2015م، شهد الاقتصاد السعودي نقلة تاريخية جعلت المملكة لاعبًا عالميًا في أسواق المال والطاقة والتنمية المستدامة. ويمكن تلخيص أبرز معالم هذا التحول التحول في قطاع الطاقة حيث عززت المملكة موقعها كأكبر مصدر للنفط، لكنها في الوقت نفسه توسعت في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح. وأطلقت مبادرات كبرى مثل مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لتعزيز الاستدامة وجذب الاستثمارات البيئية. ومن الإصلاحات الاقتصادية والمالية طرح شركة أرامكو للاكتتاب العام كأكبر اكتتاب في العالم، ما جعل السوق السعودي محط أنظار المستثمرين العالميين. وعمل -حفظه الله- على تعزيز الشفافية والحوكمة في الأسواق المالية، وانضمام السوق السعودي إلى مؤشرات عالمية مثل MSCI وFTSE. ورفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، وتسهيل الأنظمة للمستثمرين المحليين والأجانب. وفي عهد الملك سلمان، أصبحت المملكة ضمن أكبر 20 اقتصادًا في العالم وأكثرها تأثيرًا عبر مشاركتها الفاعلة في قمم العشرين. واستضافة قمة العشرين بالرياض 2020 عززت حضور المملكة كصوت مؤثر في الاقتصاد العالمي. وتوسعت الاستثمارات السعودية الخارجية عبر صندوق الاستثمارات العامة، الذي أصبح أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم. وفي مجال السياحة والخدمات اللوجستية تم إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية فتح أبواب المملكة للعالم، ورفع أعداد الزوار إلى أكثر من 100 مليون سنويًا. وتطوير مشاريع المطارات والموانئ والطرق السريعة وتعززت مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط بين ثلاث قارات. وبفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة للملك سلمان تمت العديد من الإصلاحات الجريئة التي تزامنت مع رؤية 2030، وانتقل الاقتصاد السعودي من مرحلة الاعتماد شبه الكلي على النفط إلى اقتصاد عالمي متنوع ومؤثر. واليوم، تعد المملكة قوة اقتصادية صاعدة، ووجهة استثمارية جاذبة، وركيزة أساسية في استقرار الاقتصاد العالمي. "تنمية وتطوير" ومنذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وضعت المملكة التنمية الاجتماعية في صميم أولوياتها. فقد أدرك الملك سلمان أن بناء الإنسان هو أساس التنمية، وأن الاستثمار في المجتمع هو الطريق لتحقيق النهضة المستدامة. وجاءت هذه التوجهات متوافقة مع رؤية السعودية 2030 التي جعلت الإنسان السعودي محور التنمية وهدفها الأول. فعمل على تمكين الإنسان السعودي بشكل عام وتمكين المرأة بوجه خاص، فشهد عهد الملك سلمان نقلة نوعية في تمكين المرأة، حيث فُتحت أمامها أبواب العمل في مختلف القطاعات، وتبوأت مناصب قيادية في الوزارات والسلك الدبلوماسي ومجلس الشورى، إلى جانب مشاركتها في المحافل الدولية. كما وجه -حفظه الله- على رعاية الشباب، فأُطلقت في عهده برامج لتمكين الشباب في الابتكار وريادة الأعمال مثل منشآت وبرنامج حاضنات ومسرعات الأعمال، ما أتاح لهم فرصًا جديدة في سوق العمل. كما نال التعليم والتأهيل جل اهتمامه فوجه بتعزيز جودة التعليم وربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل، وإطلاق برامج الابتعاث والتدريب الداخلي والخارجي لتأهيل الكفاءات الوطنية. وازدهر دعم الأسرة وتحسين جودة الحياة في عهده، حيث تم إطلاق برنامج جودة الحياة الذي يستهدف تحسين أنماط المعيشة وتوفير بيئة مجتمعية وثقافية وترفيهية متكاملة. وتوفير برامج سكنية للأسر السعودية مثل سكني، الذي ساعد مئات الآلاف من المواطنين على امتلاك منازل. وتم تطوير البنية التحتية الصحية والاجتماعية، بما في ذلك التوسع في المدن الطبية والمستشفيات التخصصية، وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية الرقمية. وتم تعزيز التكافل والمسؤولية الاجتماعية، حيث تم تأسيس منصات وطنية رائدة مثل منصة إحسان للعمل الخيري، التي تجاوزت تبرعاتها مليارات الريالات لدعم الأسر المحتاجة. وإطلاق مبادرة سند محمد بن سلمان لدعم فئات المجتمع الأكثر حاجة، خصوصًا الشباب المقبلين على الزواج. وتطوير أنظمة الحماية الاجتماعية والتأمينات لضمان حياة كريمة للمواطنين، وخاصة فئة كبار السن وذوي الإعاقة. "ركائز اجتماعية" وتعاظمت جهود المملكة في مجال الثقافة والترفيه خلال 11 عامًا من عهد الملك سلمان، فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين للحكم شهد قطاعا الثقافة والترفيه قفزة تاريخية جعلتهما من أبرز ركائز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، وبما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي جعلت الثقافة والفنون والترفيه جزءًا أساسيًا من جودة الحياة. ففي قطاع الثقافة تم تأسيس وزارة الثقافة (2018م): وهي خطوة مفصلية لتوحيد الجهود وتنظيم المشهد الثقافي. وإنشاء هيئات ثقافية متخصصة: مثل هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة المتاحف، وهيئة الموسيقى، وهيئة الأفلام، وهيئة التراث، ما أتاح بيئة مؤسسية لتطوير كل قطاع بشكل متخصص. المشاركات الثقافية عالميًا منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الحكم عام 2015م، حققت المملكة حضورًا ثقافيًا عالميًا واسعًا، يؤكد مكانتها كحاضنة للتراث وكمركز للإبداع الحديث. هذه المشاركات جاءت في إطار رؤية السعودية 2030 التي جعلت الثقافة إحدى ركائز التنمية الوطنية ومجالًا لتعزيز القوة الناعمة للمملكة. والانضمام لمنظمة اليونسكو والمواقع التراثية العالمية وتسجيل واحة الأحساء كأكبر واحة نخيل طبيعية في العالم (2018). وتسجيل منطقة حمى الثقافية في نجران ضمن التراث العالمي (2021). وإبراز حي الطريف بالدرعية، ومدائن صالح، ومواقع أخرى كرموز حضارية سعودية أمام العالم. والمملكة لم تكتفِ بتطوير الداخل ثقافيًا، بل حملت هويتها إلى العالم عبر المتاحف والمعارض والسينما والفنون والموسيقى، لتقدم نفسها كدولة ذات إرث عريق وإبداع معاصر. هذه المشاركات أسهمت في بناء جسور التفاهم مع شعوب العالم، وترسيخ صورة المملكة كوجهة ثقافية عالمية. " قطاع الترفيه" وفي قطاع الترفيه تم تأسيس الهيئة العامة للترفيه (2016م): لتكون الجهة المسؤولة عن تنظيم وتطوير الفعاليات الترفيهية، وإطلاق مواسم السعودية، وجذب الفعاليات العالمية: استضافة حفلات موسيقية عالمية، عروض مسرحية، مهرجانات أفلام، وبطولات رياضية ذات طابع ترفيهي. وإنشاء مدن ومجمعات ترفيهية مثل مشروع القدية، وتطوير المتنزهات والمرافق العامة. وتنويع الاقتصاد: جعل الترفيه أحد القطاعات الاقتصادية الجديدة، ما أسهم في توفير آلاف الوظائف وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية. ماكان له الأثر المجتمعي والاقتصادي ورفع جودة الحياة للمواطنين والمقيمين عبر توفير خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة. وزيادة الإنفاق الداخلي على الثقافة والترفيه بدلاً من السفر للخارج. تعزيز الهوية الوطنية من خلال إبراز التراث السعودي وتقديمه للعالم في إطار معاصر. واحتلت المملكة مكانة عالمية حيث أصبحت وجهة رئيسة للفعاليات الثقافية والترفيهية الكبرى على مستوى المنطقة والعالم. وعلى مدى 11 عامًا، تحولت الثقافة والترفيه في عهد الملك سلمان إلى صناعة متكاملة، تقوم على البنية المؤسسية والمشاريع العملاقة، وتسهم في الاقتصاد الوطني وتشكيل مجتمع نابض بالحياة. واليوم، أصبحت المملكة نموذجًا عربيًا وإقليميًا في استثمار الثقافة والترفيه كقوة ناعمة وأداة للتنمية الشاملة. "أعمال خيرية" ويُعرف الملك سلمان بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويتولى رئاسة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية، لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات. ومنذ عام 1956م، تولّى الملك سلمان رئاسة مجلس إدارة العديد من اللجان الإنسانية والخدماتية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في العديد من المناطق المنكوبة حول العالم، سواء المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية. وقد نال خادم الحرمين الشريفين عن جهوده الإنسانية هذه العديد من الأوسمة والميداليات من دول عدة. الشهادات الفخرية والأوسمة والجوائز الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى في مكة المكرمة، الدكتوراه الفخرية في الدراسات التاريخية والحضارية من جامعة الملك سعود بالرياض، الدكتوراه الفخرية في مجال تعزيز الوحدة الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملّية الإسلامية في دلهي بالهند، الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية، الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة موسكو؛ الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة في مصر، الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية (خدمة الإسلام والوسطية) من الجامعة الإسلامية بماليزيا، الدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة سراييفو البوسنية للعلوم والتقنية عام 2013م، الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة مالايا في ماليزيا، الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين الصينية. " زمالات وتألق" كما حصل الملك سلمان على العديد والأوسمة ومنها: زمالة بادن باول الكشفية في السويد.، قلادة الشريف الحسين بن على وهي أرفع وسام في المملكة الأردنية الهاشمية، قلادة مبارك الكبير أرفع وسام في دولة الكويت.، قلادة النيل وهي أرفع وسام في جمهورية مصر العربية.، وسام "كنت" من أكاديمية برلين - براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية. وسام بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس عام 1985م، وسام الكفاءة الفكرية المغربي في الدار البيضاء وسام البوسنة والهرسك الذهبي، الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى، وسام نجمة القدس.وو وسام "سكتونا" الذي يعد أعلى وسام في جمهورية الفلبين، وسام من الجمهورية اليونانية.: وسام نسر الاستيك من درجة القلادة أرفع وسام في الولاياتالمتحدة المكسيكية، وسام القلادة الكبرى وهو أعلى وسام في دولة فلسطين. وسام ياروسلاف الحكيم من الدرجة الأولى وهو وسام الدولة الأعلى في جمهورية أوكرانيا. الوسام الأعلى في جمهورية مالي. وسام الجمهورية وهو أعلى وسام في تركيا، وسام الأسد الوطني، الذي يعد أرفع وسام في جمهورية السنغال، وسام الاستحقاق الوطني الذي يعد أعلى وسام في جمهورية النيجر، وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى. وسام نجمة جيبوتي الكبرى، وسام الهلال الأخضر القمري من درجة الهلال الأكبر، وسام زايد الذي يعد أعلى وسام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسام الدولة الأول "وسام التاج" الذي يعد أعلى الأوسمة الماليزية، وسام (نجمة الجمهورية الإندونيسية) الذي يعد أعلى أوسمة الجمهورية، وسام الأسرة المالكة للعرش من سلطنة بروناي دار السلام. وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة. وسام الشرف السيراليوني، وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، درع الأممالمتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم، جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة للخدمة الإنسانية، جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي، جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في خدمة المعوقين وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة، جائزة الشخصية القيادية الفخرية في مجال رعاية الأيتام، خلال حفل التكريم بجائزة السنابل للمسؤولية المجتمعية لمؤسسات رعاية الأيتام بدول الخليج 2017م. جائزة الإنجاز الفريد المتميز الممنوحة له من السلطان أحمد شاه، سلطان ولاية باهانج الماليزية، جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام من مؤسسة الملك فيصل الخيرية.