ولد الفنان التركي سايم دورسون (Saim Durson 1959-2021 ) في إيلازيغ، الواقعة شرق تركيا، وقد جسّد جوهر الأناضول في فنه. باستخدام تقنية الملعقة في لوحاته الزيتية، صوّر روح الأناضول النابضة بالحياة والمرنة، معبرًا عن فرحتهم بالحياة رغم الصعاب. أعماله، المتجذرة في وطنه، تفتح نافذة على الثقافة والتقاليد الغنية والعمق العاطفي لشعبه. أضفى استخدامه الديناميكي للضوء والألوان دفئًا وحيوية على لوحاته، كاشفًا عن الصورة الأناضولية الحقيقية. تُجسّد الملمس الخشن والألوان النابضة بالحياة في أعماله شغف الناس الذين صوّرهم وصمودهم، بينما تُوحي تركيباته بتناغم بين صعوبات الحياة في المنطقة ومتعها. لم يكن إتقانه لتقنية الملعقة مجرد وسيلة لتطبيق الطلاء، بل كان وسيلة لبثّ الحياة في القماش، مُبدعًا جودةً شبه نحتية تجذب المشاهدين. شهد عام 1989 نقطة تحول في مسيرته الفنية عندما التقى بالفنان والمؤرخ الفني الفرنسي ديدييه فاشر في معرض بيوغلو للفنون. وبدعم وإرشاد من ديدييه، واصل سايم العمل في مرسمه بين عامي 1989 و2003، حيث عمل في كل من إسطنبول وفرنسا. شهدت هذه الفترة تحولًا كبيرًا في مسيرته الإبداعية، حيث ألهمته لقاءاته مع الأوساط الفنية العالمية منظورًا أوسع لمواضيعه المحلية. ساعد تأثير ديدييه في صقل أسلوبه، وتطورت أعمال سايم، مازجًا تراثه الأناضولي بالتعبيرات الفنية الحديثة.أقام سايم دورسون، طوال مسيرته الفنية، 47 معرضًا فرديًا محليًا ودوليًا، مُبرزًا براعته في الرسم الزيتي باستخدام السكين. * أكاديمي وفنان سعودي