قال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ». بين الزوج وزوجته التي اختارها لتكون شريكة لحياته، حاملة معه كل لحظاتها، ومنذ بدايتها معه بكل أفراحها وبكل ما تحمل من أعبائها تكون الرحمة والمودة والتيسير والألفة بينهما، فهي رحلة حياة، وليس بسفر عابر، ومن مهر الزواج وعقده وما يكتب فيه، تكون البداية والسعادة وعدم التكلف، وعدم إثقال كاهل الزوج بغلاء في المهر أو تكاليف فرح لساعة أو ساعتين في ليلة واحدة، ومن هذا الباب والدعوة للتيسير والمودة. وانطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية، أطلق فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالحدود الشمالية مبادرة "مودة ويسر"، والتي تهدف إلى نشر ثقافة خفض المهور وتيسير الزواج، والتوعية بآثار التكاليف الباهظة على الشباب والمجتمع، بما يسهم في تقليل معدلات العزوف عن الزواج، وتعزيز مفهوم الزواج القائم على المودة والتفاهم، وتسليط الضوء على الآثار السلبية للمغالاة في المهور، إضافة إلى تفعيل دور الوجهاء والأعيان في المجتمع للدعوة إلى تيسير الزواج ونبذ المغالاه في المهور. جميلة هي الحياة حينما تقوم وتتكئ وتبنى على البساطة والحب دون تكلف، ودون أطماع مادية، حتى وإن لم تكن المشكلة كامنة في مهر الزواج المقدم للبنت؛ فالبعض يتكلف كثيراً في ليلة العرس، وما يصاحبها من مصاريف باهظة وكأنه ينظم لمهرجان، وليس لعرس جماله في بساطته وهدفه هو إعلانه، تجدهم يبالغون في تقديم الدعوات وكأن قيمته في عدد حضوره، وما يلحق ذلك من أعباء، يبالغون حتى في تزيين صالة الفرح بشاشات وديكورات وكأنها بيت لهم، بأموال طائلة لليلة واحدة، يبالغون وكأنهم يدخلون في تحدٍ مع أنفسهم حتى بعلمهم أنهم غير قادرين، يبالغون في تحمل الديون من أجل إرضاء كبريائهم، ونظرة الناس لهم، هنا تكمن المشكلة وتبدأ معوقات الحياة ومشكلات الزوجين، أيها الشاب!ديون وأموال هذه الليلة ستبقى لسنوات طويلة بعضها يجر بعضاً ،وربما تكون أكبر عائقاً للسعادة الزوجية فيما بعد، سهلوا ويسروا متطلبات الزواج، وابنوا بيوتكم على الحب والبركة، فالزواج وما يلحق به من حفل ومهر مودة ويسر وليس منافسة في التبذير والمظاهر.