في ظل الحصار المتواصل على قطاع غزة، تستمر معاناة الفلسطينيين مع نقص حاد في الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، مع تكريس الاحتلال سياسة التجويع والفوضى، وسط صمت وتواطؤ دولي. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي، أن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع أمس بلغ 73 شاحنة فقط، مشيرًا إلى أن غالبيتها تعرضت للنهب والسرقة بسبب حالة الفوضى الأمنية التي يصنعها الاحتلال بشكل منهجي فيما يُعرف بسياسة "هندسة الفوضى والتجويع". وأوضح البيان أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى 600 شاحنة من المساعدات والوقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة للقطاعات الصحية والخدماتية والغذائية، في ظل الانهيار التام للبنية التحتية بفعل العدوان المتواصل وحرب الإبادة الجماعية. ودان المكتب بشدة استمرار جريمة التجويع وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، محمّلًا الاحتلال والدول المنخرطة معه في هذه الجرائم المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية، مطالبًا بفتح المعابر بشكل فوري وإدخال كميات كافية من الغذاء وحليب الأطفال. من جهته، حذّر مدير الإغاثة الطبية في غزة من أن 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وسط عجز المنظومة الطبية عن الاستجابة، مؤكدًا أن المساعدات التي تصل قليلة وتُنهب من قبل عصابات، في وقت لا تدخل فيه أدوية أساسية كأدوية مرضى السكري، مع معاناة شديدة للنساء الحوامل نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية. مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين قال مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين على امتداد طرق قوافل المساعدات شمالي قطاع غزةوجنوبه، حيث قتلت 105 فلسطينيين وأصابت ما لا يقل عن 680 آخرين، خلال يومي 30 و31 يوليو، في منطقتي زيكيم شمال غزة وموراغ جنوب مدينة خانيونس. وأكد المكتب استمرار إطلاق النار والقصف من قبل قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين المتجمّعين حول قوافل المساعدات الغذائية، وفي محيط ما تُعرف ب"مؤسسة غزة الإنسانية"، رغم إعلان جيش الاحتلال في 27 يوليو عن "توقف مؤقت للعمليات العسكرية" في المناطق الغربية من مدينة غزة وحتى المواصي، خلال ساعات محددة بزعم تحسين الاستجابة الإنسانية. وسجّل مكتب حقوق الإنسان أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء بحثهم عن الغذاء منذ 27 مايو بلغ 1,373، بينهم 859 ارتقوا قرب "مؤسسة غزة الإنسانية"، و514 آخرين استشهدوا على امتداد الطرق المؤدية لقوافل المساعدات، مشيرًا إلى أن غالبية الضحايا من الرجال والفتيان، وأنه لا توجد أي معلومات لدى المكتب تشير إلى أنهم شاركوا في أعمال عدائية أو شكّلوا تهديدًا. ولفت التقرير إلى تزايد أعداد الوفيات في صفوف الأطفال وكبار السن والمرضى وذوي الإعاقة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، في ظل عجز هؤلاء عن الوصول إلى المناطق التي قد تتوفر فيها كميات ضئيلة من المساعدات، وغياب أي دعم لهم. وشدد مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان على أن ما يجري في غزة هو "كارثة إنسانية من صنع الإنسان" نتيجة سياسات فرضها الاحتلال، وأدت إلى تقليص حاد في كميات المساعدات المنقذة للحياة. وجدد المكتب تأكيده أن استهداف المدنيين غير المشاركين مباشرة في الأعمال العدائية، واستخدام التجويع كوسيلة حرب من خلال حرمانهم من الاحتياجات الأساسية، ومنع وصول الإغاثة، تُعد جرائم حرب، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية إذا ما ارتُكبت كجزء من هجوم واسع أو ممنهج ضد المدنيين. ورغم تحذيرات أممية وفلسطينية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يواصل الاحتلال إغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ الثاني من مارس، ضمن سياسة التجويع الممنهجة التي يستخدمها كسلاح ضد الفلسطينيين. "أونروا": فوضى توزيع المساعدات في غزة و600 ألف طفل محرومون من التعليم قال المستشار الإعلامي لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، إن عمليات إسقاط المساعدات الجوية لم تستهدف الجهات الإنسانية مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه المواد تسقط في مناطق عشوائية داخل قطاع غزة ولا تصل إلى الوكالة أو المنظمات الإغاثية الأخرى لتوزيعها بشكل منظم. وأوضح أبو حسنة، في تصريح صحفي، أمس، أن عشرات الشاحنات تدخل يوميًا إلى القطاع، إلا أنها تتعرض للفوضى وتنهب من قبل مئات الآلاف من الفلسطينيين الجوعى في شمال وجنوبغزة، ما يمنع وصولها إلى مخازن الأممالمتحدة. وأضاف: "طالبنا الجانب الإسرائيلي بالسماح بمرور الشاحنات عبر ممرات آمنة لتصل إلى وجهتها الصحيحة، لكن الجيش الإسرائيلي يحدد طرقًا تمر عبر مناطق مكتظة بالسكان الذين يعانون من الجوع، مما يؤدي إلى حالة من الفوضى غير المسبوقة". وأشار إلى أن أكثر من 600 ألف طفل في غزة حُرموا من حقهم في التعليم نتيجة تدمير نحو 70 بالمئة من المدارس، إلى جانب تدمير الجامعات ورياض الأطفال والبنية التحتية التعليمية، وهو ما يهدد مستقبل جيل كامل. وأكد أبو حسنة أن الأونروا على أتم الاستعداد لاستئناف توزيع المساعدات الغذائية والإغاثية فور إعلان الهدنة، باعتبارها الجهة الوحيدة التي لا تزال قادرة على العمل ميدانيًا داخل القطاع، حيث تضم الوكالة نحو 13 ألف موظف، وتدير أكثر من 400 مركز توزيع في جميع أنحاء غزة. كما تواصل عيادات "أونروا" تقديم الرعاية الصحية يوميًا لنحو 18 ألف مريض، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي لآلاف الأطفال، وتشغيل آبار المياه، وجمع النفايات الصلبة، وإدارة نحو 100 مركز إيواء يأوي ما يقرب من 120 ألف نازح في غزة. الحكومة الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي الوقوف عند مسؤولياته والضغط لفتح المعابر مع قطاع غزة وجّهت الحكومة الفلسطينية نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية والإغاثية بممارسة المزيد من الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل فتح معابر قطاع غزة لإدخال شاحنات المساعدات التي تتكدس بالآلاف في محيط قطاع غزة، في الوقت الذي وصلت فيه مستويات انعدام الأمن الغذائي إلى 100 %، بحسب تقارير مؤسسات أممية مختصة، ووقف تصاعد استخدام الجوع سلاحًا لقتل أبناء شعبنا في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية. كما ثمنت الحكومة الفلسطينية، في بيان صدر أمس، الجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسات الأممية والإغاثية الدولية التي تقدم مساهماتها لأهلنا المجوّعين في قطاع غزة، خصوصًا في ظل الحاجة إلى تأمين المزيد من الموارد اللازمة لاستكمال عمليات الإغاثة على أوسع نطاق فور السماح بإدخال كميات أكبر من المساعدات وتثبيت وقف إطلاق النار. وأعربت الحكومة عن تقديرها عاليًا للتنسيق المشترك بين الأردن والإمارات وفرنسا وإسبانيا وألمانيا، الذي قاد إلى إسقاط حزم من المساعدات جوًا فوق القطاع، في ظل تصاعد أزمة الجوع ووصولها إلى مستويات خطيرة وكارثية غير مسبوقة. الخارجية الفلسطينية تحذر: الدعوات التحريضية لاقتحامات واسعة للأقصى إمعان رسمي في استهدافه أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الدعوات التحريضية والإجراءات الاحتلالية الاستعمارية استعداداً لتنفيذ اقتحامات واسعة النطاق للمسجد الأقصى، الأحد، بحجة ما يسمى "خراب الهيكل". واعتبرت الوزارة، في بيان، هذه الدعوات إمعاناً إسرائيلياً رسمياً في استهداف الأقصى، بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيا، أو هدمه بالكامل. وأكدت أن تلك الدعوات تندرج في سياسة الاحتلال الاستعمارية التوسعية العنصرية، وتوظيف أي مناسبات لأغراض تهويدية، وإدخال تغييرات جوهرية على الوضع التاريخي والسياسي والقانوني القائم للمقدسات المسيحية والإسلامية. وطالبت الوزارة مجدداً بمواقف وخطوات عملية دولية لحماية شعبنا عامة، والقدس ومقدساتها بشكل خاص. وكانت محافظة القدس قد حذرت مؤخراً من مخطط تصعيدي خطير دعت إليه ما تسمى "منظمات الهيكل" الاستعمارية المتطرفة لاقتحام واسع النطاق للمسجد الأقصى المبارك الأحد، بالتزامن مع ما يُسمى في الرواية التوراتية ب"ذكرى خراب الهيكل". سيدة فلسطينية حصلت على مساعدة غذائية مظاهرات في هولندا دعماً لغزة