ستة آلاف شاحنة مساعدات تنتظر السماح بالدخول 38 شهيداً بينهم 24 من منتظري المساعدات أعلن جيش الاحتلال، أمس، تعليقًا "تكتيكيًا محليًا" للعمليات العسكرية اليومية في مناطق المواصي ودير البلح ومدينة غزة، وذلك من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً، "بناءً على توجيهات المستوى السياسي"، على حدّ تعبيره. وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الخطوة تأتي في إطار ما وصفه ب"الجهود الإنسانية لتوسيع إدخال المساعدات"، ولفت إلى أن القرار "جرى تنسيقه مع الأممالمتحدة والمنظمات الدولية"، وسيشمل كذلك "ممرات مؤمّنة بشكل مستدام" من السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة ليلًا، بهدف تمكين قوافل الإغاثة من التحرك الآمن داخل قطاع غزة. يأتي ذلك بينما تتصاعد التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية، لا سيّما بعد اعتداء قوات الاحتلال، فجر أمس، على سفينة "حنظلة" في المياه الدولية خلال توجهها لكسر الحصار عن غزة، في خطوة أثارت تنديدًا واسعًا ووصفت بأنها "جريمة إرهاب وقرصنة". في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تسجيل 5 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 127 حالة، من بينهم 85 طفلًا؛ وسط تحذيرات من أن استمرار منع دخول المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المنكوب. وتحذّر منظمات أممية ومؤسسات إغاثية من أن المنظومة الصحية في القطاع على شفا الانهيار، مع تصاعد مخاوف من وقوع وفيات جماعية بين الأطفال نتيجة سوء التغذية والأمراض، في ظل انعدام المياه الصالحة للشرب والدواء والرعاية الصحية. منتظرو المساعدات استشهد 38 مواطناً، بينهم طفلان، وأصيب آخرون، أمس، بينهم 24 من منتظري المساعدات جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية، نقلاً عن مصادر طبية، باستشهاد 6 مواطنين بينهم طفلان، وإصابة آخرين بنيران الاحتلال قرب مركز توزيع مساعدات جنوب غرب خان يونس. وأضافت المصادر ذاتها، أن ستة موطنين استشهدوا، وأصيب آخرون، في استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في شارع الطينة شمال مدينة رفح. ومع استهداف الاحتلال المباشر والمتواصل لمنتظري المساعدات في أنحاء متفرقة من القطاع، استشهد ستة مواطنين، وأصيب 50 آخرون، بالرصاص في محور نتساريم وسط القطاع. كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات في محور "زكيم" شمال القطاع. من جهته قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إنه ينوي الدعوة إلى عقد جلسة طارئة للمجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية والكابينيت المصغّر، وذلك على خلفية استبعاده من الاجتماع الذي ناقش مسألة "الهدنة في قطاع غزة وزيادة إدخال المساعدات الإنسانية" إلى القطاع. وخلال مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية ("كان - ريشيت بيت")، قال بن غفير إن ممثلًا عن مكتب رئيس الحكومة اتصل به وأبلغه قائلًا: "انظر، لم نود أن تُدنّس حرمة السبت"، على حد تعبيره. وعلّق الوزير بالقول: "هذا أغبى عذر سمعته. هاتفي مفتوح 24/7 في أيام السبت، وإذا لزم الأمر أتنقّل في السبت. أنا وزير الأمن القومي". واعتبر بن غفير أن استبعاده من الاجتماع يعود إلى مواقفه السياسية، موضحًا: "من وجهة نظري، ما يحصل هو تقوية لحماس. نحن قادرون على تجاوز إنذار الرئيس دونالد ترمب. حتى الآن، هو يكرّر نفس العبارات، بينما إسرائيل تواصل إرسال الغذاء" إلى القطاع، بحسب وصفه. وفيما يتعلّق بصورة إسرائيل الدولية في ظل التقارير المتزايدة عن المجاعة في غزة، صرّح بن غفير قائلًا: "تعلّمنا شيئًا واحدًا من إيران، وهو أنّ العالم يحترمنا عندما نتحرّك بقوة وبحزم وبسرعة". وأضاف: "يجب الشروع في عملية لاحتلال القطاع، وتشجيع الهجرة، وقتل آلاف من مقاتلي حماس. لدينا الآن فرصة سانحة". ورغم التصعيد في تصريحاته، لم يهدّد بن غفير بالانسحاب من الحكومة، بل قال: "عندما يحين وقت الاستقالة – سنستقيل. لكني أرغب في بقاء هذه الحكومة، لأنها تقوم بعمل جيد. لقد عدت إليها فقط عندما عادت للقتال. يجب أن نسلك مسارًا مختلفًا، أن ننتصر، أن ندمّرهم، وأن نُشجع الهجرة من غزة". وكان بن غفير قد نشر مساء السبت بيانًا قال فيه إنه أبلغ مسؤولًا في مكتب رئيس الحكومة أن "ما يجري هو خضوع لحملة الكذب التي تديرها حماس، والتي تعرّض حياة جنود الجيش للخطر"، معتبرًا أن هذا الخضوع "أخطر بكثير بعد أن أعلن رئيس الحكومة، أنه يبحث عن طرق بديلة لتحرير الأسرى". واختتم بن غفير بالقول: "يبدو أن الطريقة البديلة هي الخضوع لحماس ولحملاتها الكاذبة، وزيادة المساعدات الإنسانية التي تصلها مباشرة. هذا النهج يبعدنا عن استعادة الأسرى، ويُبعدنا أكثر عن تحقيق النصر الكامل في الحرب"، بحسب وصفه. الإنزالات الجوية للمساعدات قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الإنزالات الجوية للإمدادات الإنسانية مهينة ولا تعالج حالة التجويع في غزة، مطالباً بفتح الممرات البرية المؤدية إلى القطاع لإدخالها بكميات كافية. وأضاف المرصد الأورومتوسطي، في بيان، أن إنزال المساعدات عبر الجو حلقة إضافية في إذلال الفلسطينيين وامتهان كرامتهم وهندسة التجويع لخدمة الأهداف السياسية والعسكرية الإسرائيلية. وأكد أن هذا الأسلوب يحمل مخاطر حقيقية على أرواح المدنيين نظرًا لتكدسهم في مساحة تقل عن 15 % من مساحة القطاع. وأشار إلى أنه "بعد أشهر من التجويع القاسي فإن الإنزالات الجوية لا توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية ولا تعالج الوضع الكارثي الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلية المتعمدة". وحذر المرصد الأورومتوسطي من التلاعب بهدف تخفيف الضغوط الدولية التي بدأت تضج بسياسة التجويع وما أفضت إليه من وضع إنساني كارثي في قطاع غزة الذي سجل وفاة 55 حالة رسميًا نتيجة التجويع في أسبوع. وفي وقت سابق، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، أن الإنزال الجوي للمساعدات لن ينهي المجاعة المتفاقمة في قطاع غزة، ويمكن أن يتسبب بقتل مدنيين. وقال لازاريني، في تصريحات صحفية أمس، إن "الإنزال الجوي للمساعدات على غزة مجرد تشتيت للأنظار وذر للرماد في العيون". وأضاف أن الإنزال الجوي للمساعدات "لن يوقف المجاعة المتفاقمة في غزة، فهي مكلفة وغير مجدية، ومن الممكن أن تقتل المدنيين". وشدد أن إيصال المساعدات برًا "أسهل بكثير، وأكثر فاعلية وسرعة وأمانا وكرامة لأهالي غزة". وأشار إلى أن لدى الوكالة ما يعادل 6 آلاف شاحنة مساعدات في الأردن ومصر تنتظر الضوء الأخضر لدخول غزة، داعيًا إلى "رفع الحصار وفتح المعابر والسماح للأمم المتحدة وشركائها بالعمل في غزة دون عوائق. 600 شاحنة إغاثية أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع يحتاج يوميًا 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود، لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان. وقال المكتب في بيان أمس: "رغم تداول أرقام عن نية إدخال عشرات الشاحنات، فإن هذه الخطوة تبقى محدودة ولا تكفي لكسر المجاعة". وأضاف أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية، مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ 148 يومًا بشكل متواصل. وأشار إلى أن 250,000 علبة حليب شهريًا مطلوبة لإنقاذ الأطفال الرُّضّع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية. وأكد أن الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فورًا، وفتح المعابر دون شروط، وضمان تدفق حليب الأطفال والمساعدات والوقد بشكل دائم وكامل، بعيدًان عن الحلول الترقيعية أو الجزئية المؤقتة. فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح طالب مدير عام وزارة الصحة في غزة د. منير البرش بإجراءات فورية وعاجلة لإنقاذ الأرواح، والاجلاء الطبي العاجل للجرحى من القطاع، مشددًا على أنه لا قيمة للهدنة التكتيكية التي أعلن عنها الاحتلال ما لم تتحول لفرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح. وأكد البرش في تصريح صحفي أمس، على ضرورة القيام بإجراءات فورية، وعاجلة لإنقاذ الأرواح، عبر الإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة بإصابات في الدماغ والعمود الفقري، وللجرحى الذين هم بحاجة لعمليات معقدة تتطلب تقنيات غير متوفرة في غزة. كما طالب بنقل المرضى الذين يتهددهم الموت إذا لم يُنقلوا فورًا للعلاج. ودعا البرش لإدخال المستلزمات الطبية والغذائية بشكل عاجل وفي مقدمتها الحليب العلاجي للأطفال والرضّع، والمكملات الغذائية عالية البروتين والسعرات (مثل الإنشور). كما أشار إلى ضرورة إدخال محاليل جلوكوز مركّزة (20% و50%)، وأغذية علاجية جاهزة (RUTF)، ومضادات حيوية وريدية، ومصادر البروتين كاللحوم والبيض والألبان والسكر. وشدد البرش على أن هذه الهدنة لن تعني شيئًا إن لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، وكل تأخير يُقاس بجنازة جديدة، وكل صمتٍ يعني طفلًا آخر يموت في حضن أمّه بلا دواء ولا حليب. الخارجية الفلسطينية اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ردود الفعل الإسرائيلية التي صدرت عن أكثر من مسؤول بُعيد القرار الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين "معادية للسلام"، ورافضة للحلول السياسية والتفاوضية للصراع. وأوضحت الوزارة في بيان،أمس، أن ردود الفعل هذه تُبقي الباب مفتوحاً على استمرار دوامة العنف، والحروب، والتوترات في المنطقة، وتعكس في الوقت ذاته إصراراً إسرائيلياً على التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية العادلة والمشروعة، كما جاءت في قرارات الأممالمتحدة، وتحظى بإجماع دولي. وأردفت: ما يجري يعد ترجمة لمخططات استعمارية توسعية تتزامن مع سياسة إسرائيلية رسمية تهدف إلى تعميق جرائم الإبادة، والتجويع، والتهجير، والضم التي ترتكبها حكومة الاحتلال بشكل يومي، كما تظهر بوضوح في قطاع غزة، وفي الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية، وجميع إجراءات الاحتلال أحادية الجانب غير القانونية الرامية إلى تقويض فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وفي مقدمتها مسلسل القرارات الإسرائيلية بشأن تعميق جريمة التطهير العرقي والضم. وشددت الوزارة مجدداً على أن اعترافات الدول بدولة فلسطين هي استحقاق وواجب سياسي وقانوني ينسجم مع القانون الدولي والشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، وانتصار لصمود الشعب الفلسطيني في أرض آبائه وأجداده، وتمسكه بحقه في تقرير المصير وتطلعه الدائم إلى الحرية والاستقلال. وأكدت على أن تلك الاعترافات والجهد الإقليمي والدولي المبذول لإنجاح المؤتمر الأممي في نيويورك وتجسيد دولة فلسطين على الأرض يجلبان السلم والاستقرار والازدهار لشعوب ودول المنطقة والعالم. وأشارت إلى أنها تواصل بذل المزيد من الجهود مع الدول التي ما زالت مترددة أو تدرس الإقدام على خطوة الاعتراف، وتطالب جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين بالانحياز إلى القانون الدولي بعيداً عن أية حسابات سياسية ضيقة. هدم المنازل في القدس أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عائلتين مقدسيتين على هدم منزليهما في مدينة القدسالمحتلة. وأفادت محافظة القدس، بأن بلدية الاحتلال أجبرت عائلة القراعين على تنفيذ هدم ذاتي قسري لمنزلها في حي الفاروق بجبل المكبر، تجنبًا لدفع غرامات باهظة، وتنفيذ الهدم بجرافات الاحتلال. وأوضحت أن 6 شقق سكنية تحولت إلى ركام، بعدما اضطرت عائلة الحلواني إلى هدم بنايتها السكنية قسريًا بضغط من بلدية الاحتلال في بلدة بيت حنينا شمال القدس، مما أدى إلى تشريد نحو 30 فردًا، بينهم أطفال. وتأتي هذه الجريمة في إطار التصعيد المتواصل لعمليات الهدم في مدينة القدس، ضمن مخطط الاحتلال لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين وتغيير طابعها الديموغرافي. وبحسب معطيات مقدسية، هدم الاحتلال أكثر من 153 منشأة هدمها أو جرفها وأجبر أصحابها على الهدم خلال النصف الأول من عام 2025. جريمة قرصنة أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح اقتحام بحرية الاحتلال الإسرائيلي لسفينة "حنظلة"، واعتقال المتضامنين الدوليين على متنها، معتبرا ذلك "جريمة قرصنة"، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، واستمرارا لسياسة العقاب الجماعي بحق سكان غزة. وحمّل فتوح في بيان، أمس، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين، مشيدا بشجاعتهم، ومؤكداً ضرورة مواصلة الجهود لكسر الحصار المفروض على القطاع. أطفال يبحثون عن الطعام هدم المنازل في القدس مساعدات تنتظر