تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح المدنيين في قطاع غزة، حيث يمضي عداد الأيام محملا بالمآسي، وسط قصف وجوع وعطش يفتك بالنازحين والمحرومين من المأوى. ويتصاعد عدد الضحايا الفلسطينيين، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في استهداف الفلسطينيين بلا هوادة. في هذا السياق، حذر الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي من تعاظم قدرات كتائب القسام، مؤكدا أن إرسال مزيد من القوات إلى غزة سيعرضها لخطر متزايد. فجر أمس، استشهد 10 فلسطينيين، بينهم أربعة أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف ثلاث خيام للنازحين غرب خان يونس جنوبي القطاع. ووفق آخر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة الشهداء منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي إلى 2701 شهيد و7432 إصابة، أما منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، فقد بلغ عدد الشهداء 52,810، والمصابين 119,473. ميدانيا، صعدت القوات الإسرائيلية من هجماتها، حيث فتحت نيران طائرات كواد كابتر على حي التفاح شرق مدينة غزة، واستهدفت بقصف مدفعي شمال النصيرات وسط القطاع, كما تعرضت بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس لإطلاق نار مكثف، بالتوازي مع قصف مدفعي شرقي غزة. وفي شمال القطاع، أُطلقت نيران من الآليات الإسرائيلية غرب بيت لاهيا، بينما استهدفت طائرات مسيرة نازحين في منطقة ارميضة شرق بني سهيلا. من جهته، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من "موجة موت صامت" في القطاع، مؤكدا أن الحصار والتجويع يتسببان بوفاة أعداد متزايدة من كبار السن والأطفال، حيث استشهد 14 مسنا خلال أسبوع واحد فقط نتيجة الجوع والإغلاق. حرب الإبادة أفادت مصادر طبية بأن القطاع الصحي في قطاع غزة يشهد عجزا خطيرا في المستهلكات والأجهزة الطبية الخاصة بجراحات العيون، حيث إن 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، فيما أن 4000 آخرين مهددون بفقدانه. وأضافت أن تواصل حرب الابادة تتسبب في انهيار شبه كامل للخدمات الجراحية، خاصة لأمراض الشبكية واعتلال الشبكية الناتج عن السكري والنزيف الداخلي. وأشارت إلى أن مستشفى العيون بمدينة غزة لا يمتلك حاليا سوى 3 مقصات جراحية مستهلكة تُستخدم بشكل متكرر، ما يضاعف المخاطر على حياة المرضى ويمنع إنقاذهم. وأوضحت أن العديد من إصابات العيون الناجمة عن الانفجارات تحتاج إلى مواد طبية مثل الهيلون والخيوط الدقيقة، وهي على وشك النفاذ الكامل. وقالت المصادر الطبية: إن مستشفى العيون على وشك إعلان فقدان القدرة على تقديم أي خدمات جراحية، ما لم يتم التدخل الفوري والعاجل من الجهات المعنية والمنظمات الدولية. 2701 شهيد منذ مارس الماضي العواقب الكارثية حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، من مخاطر إطالة أمد الحصار على قطاع غزة المتواصل منذ 9 أسابيع، على الأوضاع الإنسانية لعدد لا يحصى من المواطنين. وأوضحت "الأونروا"، في بيان نشرته على منصة "أكس"، أمس، أن لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول، وفرقها في غزة جاهزة لتوسيع نطاق عمليات إيصال المساعدات. ونوهت إلى أن إسرائيل تمنع منذ أكثر من تسعة أسابيع دخول جميع المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية إلى قطاع غزة. من جهته، أكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في بيان نشره على حسابه بمنصة "إكس"، يوم أمس، أن "الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار إسرائيلي تام للشهر الثالث على التوالي"، في إطار الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام. وقال، إن 70 % من فلسطينيي قطاع غزة داخل مناطق تتواجد فيها قوات إسرائيلية، أو تحت أوامر تهجير، أو كليهما. وشدد على أن الأممالمتحدة وشركاءها مستعدون لتكثيف تقديم المساعدات لقطاع غزة فور رفع الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 2 مارس الماضي. وفي معرض وصفها للوضع بقطاع غزة، قالت "أوتشا": "الفلسطينيون يموتون وسط حصار إسرائيلي تام للشهر الثالث على التوالي". ومؤخرا، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قطاع غزة منطقة مجاعة، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية المتعمدة هناك. قطاع غزة يموت عطشًا أطلقت "سلطة المياه الفلسطينية" نداءً عاجلاً، حذّرت فيه من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة الانهيار شبه الكامل في خدمات المياه والصرف الصحي، بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وأوضحت سلطة المياه، في بيان لها أمس، أن تدمير الاحتلال للبنية التحتية، وقطع التيار الكهربائي، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الأساسية، أدى إلى توقف شبه تام في تقديم الخدمات المائية، مؤكدة أن غزة أصبحت "منطقة تموت عطشاً". وبحسب التقييمات الفنية، فإن 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي في القطاع تعرّضت لأضرار جسيمة، كما انخفضت كميات استخراج المياه بنسبة تتراوح بين 70 و80 %، مما أدى إلى انخفاض معدل استهلاك الفرد من المياه إلى ما بين 3 و5 لترات يومياً، وهو ما يقل كثيراً عن الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ. ونبّهت سلطة المياه إلى أن تصريف المياه العادمة في المناطق السكنية، وامتلاء أحواض تجميع مياه الأمطار، يهددان بتفشي الأمراض، في ظل اضطرار السكان لاستخدام مياه مالحة وغير صالحة للشرب. وأكدت أن هذه السياسات الإسرائيلية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، ونظام روما الأساسي. وطالبت سلطة المياه المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتوفير الحماية للكوادر الفنية، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية في تنفيذ التدخلات الطارئة وخطط التعافي. كما دعت المجتمع الدولي إلى الوقف الفوري للعدوان، وإنهاء الممارسات المنهجية للاحتلال، ورفع الحصار لتمكين إدخال مستلزمات المياه والصرف الصحي، وتوفير الحماية العاجلة للعاملين في قطاع المياه. اعتصام في مدرسة "الأونروا" اعتصم أولياء أمور وطالبات، أمس، في مدرسة بنات القدس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في بلدة سلوان جنوبالقدسالمحتلة، احتجاجا على إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة. ورفعت المشاركات في الاعتصام شعارات من ضمنها: "من حق أطفالنا أن يتعلموا، افتحوا أبواب المدرسة"، "لا يوجد مكان بديل لأطفالنا"، و"مدرسة بنات القدس يجب أن تكون مفتوحة الأبواب"، "حقنا في التعليم". ويوم الخميس الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال المدارس التابعة للأونروا في مدينة القدس، وأجبرت الطلبة والطواقم التعليمية والإدارية على إخلائها ومغادرتها فورا، مع دخول قرار إغلاق 6 مدارس تابعة للأونروا حيز التنفيذ. واعتبرت محافظة القدس، إقدام سلطات الاحتلال على إغلاق مدارس (الأونروا) في القدس، والتي يتلقى فيها أكثر من 800 طالب وطالبة حقهم المشروع في التعليم، اعتداءً صارخًا على مؤسسة أممية تتمتع بالحصانة والامتيازات التي تكفلها وتحميها القوانين والاتفاقيات الدولية. وأضافت المحافظة: إن هذا القرار الجائر يشكّل تصعيداً خطيراً في الهجمة الممنهجة التي تقودها سلطات الاحتلال بهدف تقويض دور وكالة الأونروا، كمدخل لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإلغاء حق العودة، وهو ما يمثل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. بدورها، قالت وكالة "الأونروا"، إن إغلاق المدارس في القدسالشرقية انتهاك خطير لامتيازات وحصانات الأممالمتحدة، وتجربة صادمة للأطفال الذين يواجهون خطر فقدان حقهم في التعليم بشكل فوري، إذ أن العام الدراسي الحالي مستمر حتى 20 يونيو 2025. كما استنكرت وزارة التربية والتعليم العالي إغلاق الاحتلال مدارس "الأونروا" في القدسالمحتلة. وأشارت الوزارة إلى أن هذا الاعتداء يمثل جريمة بحق التعليم ويندرج في إطار هجمة ممنهجة ومتواصلة على التعليم المقدسي، ويتنافى مع منظومة الأعراف والقوانين الدولية؛ وفي مقدمتها الحق في التعليم واتفاقية حقوق الطفل. وجددت "التربية"، مطالبتها المؤسسات الدولية وفي مقدمتها اليونسكو واليونيسيف بتحمل مسؤولياتها والدفاع عن حق الأطفال اللاجئين في التعليم الحر والآمن، لافتةً إلى أن هذا الاستهداف سيتواصل بحق المدارس الأخرى في حال عدم ردعه ولجم الاحتلال عن مضيه في حربه التي تطال التعليم المقدسي. ودانت منظمة التعاون الإسلامي، قرار سلطات الاحتلال بإغلاق مدارس "الأونروا"، واعتبرت أن ذلك يأتي في إطار الإجراءات والسياسات غير القانونية التي تستهدف وجود الوكالة ودورها خاصة في مدينة القدس، في إطار محاولاتها المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم الأصيل في العودة. وكانت سلطات الاحتلال سلمت في 8 أبريل الماضي، 3 مدارس في مخيم شعفاط، ومدرسة في كل من صور باهر، سلوان، ووادي الجوز قرارا يمنع دخول أي شخص إلى المبنى المدرسي بعد تاريخ 8 مايو 2025، بما في ذلك المديرين والمعلمين والموظفين وأولياء الأمور. وكانت "الأونروا" قد قالت إن تنفيذ الاحتلال لقراره بإغلاق المدارس الستة سيحرم 800 طفل وطفلة من حقهم في التعليم، ما يشكل انتهاكًا لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي. وأقرت الكنيست الإسرائيلية في أكتوبر 2024 قانونًا يحظر نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في "إسرائيل". هيئة شؤون الأسرى أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت ما لا يقل عن 770 طفلًا من الضفة الغربيةالمحتلة تقل أعمارهم عن 18 عامًا، منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة. وأشارت الهيئة إلى أن هذا الرقم لا يشمل من أبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه لاحقًا. وأكدت أن عمليات الاعتقال تمت في ظروف قاسية، وغالبًا ما تضمنت انتهاكات جسدية ونفسية بحق الأطفال المعتقلين، ما يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تضمن حماية حقوق الأطفال. المستوطنون في باحات الأقصى اقتحم مستوطنون متطرفون، أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت "دائرة الأوقاف الإسلامية" في القدسالمحتلة بأن عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد. وفرضت شرطة الاحتلال قيودا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين للأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند بوابات المسجد. وكانت "جماعات الهيكل" المزعوم طالبت وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بفتح المسجد الأقصى بشكل كامل خلال ما يسمى "يوم القدس"، في 26 مايو الجاري، والسماح بحرية الطقوس التلمودية الكاملة داخل المسجد، بما في ذلك إدخال ما أسموها "الأدوات المقدسة" مثل "الطاليت، التيفيلين ومخطوطات التوراة". ويتعرض المسجد الأقصى يوميا عدا الجمعة والسبت، إلى سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيا ومكانيا. الاحتلال يعتقل 770 طفلاً منذ حرب الإبادة حرب الإبادة والمجاعة تتواصل في غزة مستوطنون يقتحمون الأقصى