أكد أنه يتاجر بالطائفة.. وزير خارجية لبنان: لا رجعة في قرار نزع سلاح حزب الله

يتصاعد الجدل في لبنان حول قرار الحكومة الأخير القاضي بحصر السلاح بيد الدولة، الذي وُصف بالتاريخي، وسط تباين المواقف بين مؤيد لتنفيذه ورافض له.
وأكد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، أن قرار نزع سلاح حزب الله لا رجعة فيه، مشدداً على أن الحكومة تمضي في مسار تاريخي يعيد للدولة سيادتها الكاملة. وأضاف رجي في مقابلة مع"العربية"، أمس (الأربعاء)، أن حزب الله"يتاجر بالطائفة الشيعية ويصادر قرارها"، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني قد يطلب مهلة إضافية لتقديم خطته التنفيذية، على أن تُعرض في سبتمبر المقبل.
ووجّه الوزير انتقادات مباشرة للتدخل الإيراني، مؤكداً أن بيروت أبلغت طهران مراراً برفضها التدخل في شؤونها الداخلية، مشيراً في هذا السياق إلى رفضه لقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي زار بيروت الأسبوع الماضي، قائلاً:" حتى لو كان لدي وقت، لما التقيته".
وفي موازاة ذلك، كشفت مصادر مطلعة أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله ورئيس حركة"أمل"، دعا الحزب إلى التعاون مع الجيش اللبناني في ملف نزع السلاح. وأكد بري أنه" لا فائدة من استخدام الشارع" للاعتراض على قرار الحكومة، مشدداً على أهمية دعم التمديد لقوات"اليونيفيل" في الجنوب.
وكانت الحكومة اللبنانية، قد أقرت مطلع أغسطس الجاري خطة لحصر السلاح بيد الدولة، على أن يبدأ تنفيذها تدريجياً حتى نهاية العام 2025، في إطار مبادرة أمريكية حملها المبعوث توماس برّاك تضمنت تفاصيل دقيقة لكيفية نزع سلاح الحزب، غير أن حزب الله أعلن رفضه القاطع للقرار واعتبره "غير موجود"، مؤكداً تمسكه بسلاحه، فيما خرج أنصاره في مسيرات بالدراجات النارية في عدة مناطق لبنانية احتجاجاً على الخطة ودعماً للحزب.
ويرى مراقبون أن موقف الحكومة اللبنانية الحالي يعكس محاولة لإعادة التموضع في محيطها العربي والدولي بعد سنوات من العزلة السياسية. وأكد وزير الخارجية رجي أن السلطة الحالية"أعادت لبنان إلى ساحته العربية والدولية"، داعياً جميع القوى السياسية إلى الانضمام لمشروع الدولة ومغادرة منطق "الدويلات".