نفت قيادة الجيش اللبناني، أمس (الأحد)، صحة ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية حول قيام طائرات تابعة لسلاح الجو اللبناني بخرق الأجواء السورية لرصد تحركات عسكرية على الحدود. وقالت القيادة، في بيان رسمي: إن "الوحدات العسكرية تراقب الوضع عند الحدود وتتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتها وضبطها"، مؤكدة أن" لا صحة إطلاقاً لما يُشاع عن تنفيذ طلعات جوية فوق الأراضي السورية". وأضاف البيان أن "التنسيق مع السلطات السورية مستمر لمتابعة أي تطورات ميدانية"، داعياً وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة في نشر الأخبار، نظراً لحساسيتها وتداعياتها الأمنية". وكانت مناطق لبنانية حدودية قد تعرضت في مارس الماضي لقصف مصدره الأراضي السورية، أدى إلى مقتل سبعة مواطنين وإصابة أكثر من خمسين آخرين، ما دفع الجيش اللبناني حينها إلى الرد على مصادر النيران. وفي الساعات الأخيرة، انتشرت أخبار عن تهديدات من مجموعات مسلحة سورية باقتحام الأراضي اللبنانية، وخطف عسكريين لمبادلتهم بسجناء في سجن رومية، وذلك عقب وفاة السجين السوري أسامة الجاعور داخل السجن؛ نتيجة نوبة قلبية، وفق الرواية الرسمية. وفي موازاة التطورات الأمنية، شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون في مقابلة تلفزيونية على أن رسالة لبنان إلى إيران "واضحة وصريحة"، قائلاً: "أبلغنا المسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمهم أمين مجلس الأمن القومي علي لاريجاني، أن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وتترقب الأوساط السياسية وصول الموفدين الأمريكيين توم براك ومورغان أورتاغوس إلى بيروت، في زيارة تهدف إلى بحث "خطة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية"، وذلك بعد أيام من تصريحات مثيرة للجدل أطلقها نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الذي حذر من أن تجريد الحزب من سلاحه قد يقود إلى "حرب أهلية". تصريحات قاسم أثارت ردود فعل حادة، حيث أكد رئيس الحكومة نواف سلام رفضه لما وصفه ب"التهديد المبطن"، مجدداً تمسك حكومته بقرار "التاريخي" بحصر السلاح بالمؤسسات الشرعية، في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولاياتالمتحدة، وأنهى المواجهة العسكرية الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل. وتواصل إسرائيل- رغم الاتفاق- شن ضربات متفرقة على مناطق لبنانية تقول: إنها تستهدف مستودعات أسلحة ومواقع تابعة لحزب الله، مهددة بتوسيع عملياتها ما لم يُنفذ قرار نزع السلاح. وبحسب محللين، فإن الموقف اللبناني الرسمي تجاه إيران وحزب الله يُعد "الأكثر صراحة" منذ عقود، ويعكس رغبة متنامية لدى السلطات في فرض سيادة الدولة، وحصر قرار السلم والحرب بيد مؤسساتها الشرعية.