منذ انطلاقتها قبل ثمانية وأربعين عامًا، أي مايزيد على أربعة عقود تواصل مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رسم معالم ريادة المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله وإكرام أهله، لتبقى منارة مضيئة يلتقي عندها حفظة القرآن من مختلف أنحاء العالم. وقد جاءت هذه العناية امتدادًا لنهج المملكة منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي جعل خدمة القرآن وأهله ركيزة أساسية في بناء الدولة ورسالتها المباركة. وفي دورتها الخامسة والأربعين، التي أقيمت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جددت المسابقة نجاحها بصورة أوسع من أي وقت مضى، بفضل الجهود الحثيثة التي قادها معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، حيث شهدت أوسع مشاركة منذ انطلاقتها بمشاركة 179 متسابقًا من 128 دولة. دورة استثنائية برؤية متجددة تميزت هذه الدورة بأنها الأكبر في تاريخ المسابقة، حيث اجتمع المشاركون في رحاب المسجد الحرام في مشهد مهيب يجسد وحدة الأمة الإسلامية حول كتاب الله، ومع توظيف التحكيم الإلكتروني تعززت العدالة والشفافية، وتحقق مستوى أعلى من الدقة في تقييم المتسابقين، في خطوة تعكس حرص الوزارة على التطوير المستمر ومواكبة مستهدفات رؤية المملكة 2030. إشراف الوزارة وجهود الوزير كان لمعالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ دور محوري في نجاح هذه الدورة، من خلال إشرافه المباشر ومتابعته المستمرة لجميع مراحلها، وحرصه على تطويرها عامًا بعد عام لتبقى في صدارة المسابقات القرآنية عالميًا، وذلك في إطار ما تحظى به الوزارة من دعم القيادة الرشيدة واهتمامها البالغ بخدمة القرآن الكريم وأهله، معتَبِرًا أن العناية بكتاب الله الكريم، وتنشئة الأجيال على نوره وهداياته، تمثل جوهر رسالة الوزارة، وركيزة أساسية في عطائها لخدمة الإسلام والمسلمين. جوائز سخية ودعم كريم ومما يميز هذه الدورة ما خُصص لها من جوائز مالية بلغت أربعة ملايين ريال، في صورة تعكس سخاء القيادة السعودية وحرصها على تكريم أهل القرآن، وتشجيع المتسابقين على مواصلة مسيرتهم المباركة مع كتاب الله الكريم. رسالة عالمية وخاتمة لم تعد المسابقة مجرد حدث للتنافس، بل غدت رسالة عالمية تنشر نور القرآن وتبرز قيمه السمحة، وتؤكد دور المملكة في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال. وما تشهده اليوم من نجاح متجدد إنما هو امتداد لنهج تأسس مع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – ويتجدد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – في صورة تعكس عناية القيادة الرشيدة بكتاب الله وأهله جيلاً بعد جيل