في عددها ال452 الصادر لشهري يناير – فبراير 2025م (السنة الثالثة والأربعين)، تسلط مجلة "الأمن والحياة" الصادرة عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الضوء على عام من الإنجازات الأمنية والعلمية التي حظيت بإشادة عربية واسعة، لا سيما من مجلس وزراء الداخلية العرب الذي ثمّن في دورته الثانية والأربعين جهود الجامعة في دعم العمل الأمني العربي المشترك، وتطوير استراتيجياته في مواجهة الجريمة وتحديات الأمن المعاصر. يأتي العدد في سياق احتفائي بدور الجامعة كمركز علمي معتمد للمجلس، وما حققته خلال عام 2024م من برامج تدريبية، وشراكات استراتيجية، وأنشطة بحثية استهدفت بناء الكفاءات وتطوير الأداء الأمني في العالم العربي. وتشير افتتاحية العدد إلى حجم الدعم الذي تحظى به الجامعة من حكومة المملكة العربية السعودية، ودورها المحوري في تأهيل الكوادر الأمنية وتحديث مناهج التعليم الأمني بما يواكب التحولات الإقليمية والدولية. يتوقف العدد عند أبرز مخرجات الدورة 42 للمجلس الوزاري، والتي شملت 56 توصية تتعلق بأنشطة وبرامج الجامعة، منها 39 توصية تتطلب العمل على مشاريع تنفيذية، و10 توصيات تُعنى بإشادة الجهات المشاركة بجهود الجامعة، إلى جانب 7 توصيات تشجّع الدول على الانخراط الأوسع في برامجها، وبيان رسمي مشترك صادر عن المجلس الوزاري يثني على جهود الجامعة في دوراتها المتعاقبة. ويستعرض العدد إنجازات أكاديمية تمثلت في تنفيذ 45 نشاطًا علميًا داخل 21 دولة عربية، و8 دراسات بحثية تناولت قضايا أمنية راهنة، إلى جانب إصدار 4 أعداد من مجلة "الأمن والحياة"، وتوقيع 3 مذكرات تفاهم مع منظمات عربية، وبلوغ عدد المستفيدين من برامج الجامعة 4763 مستفيدًا، بالتعاون مع 27 جهة أمنية عربية. كما يضم العدد ملفًا حول الجريمة المنظمة العابرة للحدود، يشتمل على دراسات ومقالات تحليلية، منها مقال عن "الجريمة الإلكترونية المنظمة العابرة للحدود الوطنية"، ودراسة مترجمة بعنوان "تاريخ الجريمة العابرة للحدود"، تتناول الأبعاد التاريخية والتشريعية لهذه الظاهرة، وتحديات مكافحتها في ظل تطور تقنيات الاتصال والتنسيق الدولي. وفي تغطية للفعاليات، توثق المجلة أبرز الأنشطة التي نظمتها الجامعة، ومنها ندوة "حقوق الإنسان أمام تحديات العصر الرقمي" في المغرب، وفعالية علمية احتضنتها القاهرة برعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول الذكاء الاصطناعي وأبعاده الأمنية، إلى جانب لقاءات ثنائية مع منظمات إقليمية لتعزيز التكامل المؤسسي في مواجهة التحديات المستجدة. بهذا الطرح، يُجسّد العدد 452 من "الأمن والحياة" صورة شاملة لما تم إنجازه خلال عام حافل بالتحولات الأمنية، ويؤكد التزام جامعة نايف بدورها كمؤسسة علمية مرجعية تسهم في صوغ السياسات الأمنية العربية، عبر التكامل بين الخبرة العلمية والعمل الميداني، وتعزيز مفاهيم الأمن الشامل والتنمية المستدامة في العالم العربي.