في حياة كل إنسان، لحظات تواجهه فيها الأمراض، فتكون بمثابة رسائل صغيرة تحمل في طياتها دروسًا عميقة، تذكره بقيم الحياة وأهميتها. ويُقال إن أصغر رسالة تقول للإنسان: (ما أضعفك!). فالمرض يُظهر ضعفنا البشري ويكشف عن هشاشتنا أمام قوة القدر، ويُذكرنا بأن الصحة هي أغلى كنوز الحياة. عندما يزورنا المرض، تتضاءل أمام أعيننا كل متع الدنيا، وتصبح أمنياتنا بسيطة، فنعرف حينها أن صحتنا نعمة لا تقدر بثمن. يذكرنا المرض بأننا قد نغفل عن نعم الله حين نكون بصحة جيدة، وأن العافية ليست مجرد غياب المرض، بل هي حياة مليئة بالنشاط والقدرة على العيش بشكل طبيعي. ففي لحظات الألم والمعاناة، نشعر بقيمة العافية ، أن تعود إلينا بسرعة، لأنها كما يقول المثل: (إذا دامت جُهْلُت، وإذا فُقدت عُرفت). المرض يُعلم الإنسان أن حياته ليست مضمونة، وأن الصحة ليست شيئًا يُخزن أو يُحتفظ به، بل هي هبة من الله، يجب أن نحافظ عليها ونشكر الله عليها. فالمعافى بعد مرضه يتمنى أن لا يبتلى مرة أخرى، لأنه أدرك أن الصحة هي أغلى ما يملكه الإنسان، وأنها تُمهد الطريق للسعادة والنجاح. وفي هذا السياق، يقول الشاعر الحكيم: (وكَسرةُ الخُبز في أكنافِ عافيةٍ أَلذُّ طَعْماً من السلوى مع السقمِ). أي أن القليل من الطعام عندما يُؤكل في صحة، أطيب وألذ من أطيب المأكولات مع مرض أو سقم. أسأل الله أن يمنَّ علينا جميعًا بالصحة والعافية، وأن يرزقنا حسن الختام، وأن يشفّي مرضانا ومرضى المسلمين شفاءً لا يغادر سقمًا. فالعافية نعمة عظيمة، ومرضنا رسالة لتصحيح المسار، لنُعيد حساباتنا مع الله، ونُكثر من الشكر والامتنان على نعمة الصحة والعافية، فهي أمانة في أعناقنا، يحب علينا أن نحافظ عليها ونحمد الله عليها في كل وقت وحين.