صقر فقد في الأسياح وعثر عليه في العراق

يؤمن هواة القنص بالصقور ومربّوها والمولعون بها بوجود رابط عاطفي وروحي بين الصقار وطيره، لا يضاهيه سوى ذلك الرابط نفسه بينه وبين أيٍّ من أفراد أسرته المقربين. ولهذا، فهم لا يلومون أي صقار فقد صقره في أي ظرف من الظروف عندما تسيطر عليه نوبة من الحزن، بل ويشعرون بالألم نفسه. ومن أكثر الظروف التي تفقد فيها الصقور هو ضياعها أو - بالأصح - هروبها وعدم عودتها إلى صقارها أثناء الهدد أو التدريبات الدورية.
هذا ما حدث مع الصقار بدر العوض، الذي فقد أحد صقوره شمال محافظة الأسياح أثناء إقامة مهرجان الصقور بمنطقة القصيم قبل شهر رمضان، ما جعله يفقد الأمل في عودته أو العثور عليه. وقد شعر بدر بالحزن، كما هو حال أي صقار فقد صقراً قريبًا منه. لكن هذا الحزن تبدّد عندما وصلته بعض الأخبار بعد نحو ثلاثة أسابيع عبر إحدى مجموعات هواة الصقور، تزف له خبر العثور على صقره في العراق، وتحديدًا في محافظة الأنبار، قبل أن يتلقى اتصالًا مباشرًا يؤكد له ذلك.
وكان الصقر يحمل في إحدى رجليه خاتمًا (حِجْلًا) يحمل اسم صاحبه ورقم الاتصال به. وذكر بدر، مالك الصقر، لصحيفة "الرياض" قائلًا: "جرت العادة، ومن باب الحرص على الصقور الجيدة، أن يقوم المالك بزراعة أو تركيب شريحة تتبع للصقر، والتي تساعد كثيرًا في العثور عليه وتتبع تنقلاته وتحديد آخر نقطة وصل إليها. وكنتُ بصدد تركيب تلك الشريحة قبل ضياعه."