الذهب يتراجع من قمته التاريخية وسط انتعاش الدولار وترقب لقرارات ترامب

شهدت أسعار الذهب تراجعًا يوم الخميس، بعد أن لامست أعلى مستوى لها في ثلاثة أشهر تقريبًا خلال الجلسة السابقة. انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 2752.76 دولار للأوقية بحلول الساعة 0755 بتوقيت جرينتش. وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.4% لتسجل 2761 دولار للأوقية.
الدولار يستعيد قوته وتأثيره
ساهمت استعادة الدولار لقوته، مع ارتفاعه إلى مستوى 108 دولارات، في دفع المستثمرين إلى جني الأرباح من الذهب. وأوضح أجاي كيديا، مدير "كيديا كوموديتيز"، أن الحركة الحالية للذهب تعد تصحيحًا فنيًا، رغم توقعاته بأن تظل النغمة الإيجابية للمعدن الأصفر مستمرة على المدى الطويل.
سياسات ترامب: محفز محتمل للتضخم
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعزمه فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على المكسيك وكندا و10% على الصين اعتبارًا من 1 فبراير، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق. كما أشار ترامب إلى إمكانية فرض رسوم على الواردات الأوروبية.
وأكد إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد العالمي في "تاستليف"، أن التأثير النهائي لهذه السياسات يعتمد على مدى تأثيرها التضخمي. وإذا تزايد التضخم، فقد تحد هذه السياسات من تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يعيق ارتفاع الذهب.
الأسواق المالية والتضخم الأمريكي
تترقب الأسواق اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي يومي 28 و29 يناير وسط تكهنات بالحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة. في حين يساهم ضعف التضخم العالمي في دعم الذهب كملاذ آمن. وأشار محللون إلى أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى تقليل العجز التجاري، ولكنها في الوقت نفسه قد ترفع التضخم بشكل كبير.
انخفضت المعادن الثمينة الأخرى يوم الخميس:
الفضة بنسبة 0.6% إلى 30.62 دولار للأوقية.
البلاتين بنسبة 0.4% إلى 941.85 دولار.
البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 973.68 دولار.
أما النحاس، فقد تأثر بالتوترات التجارية، حيث انخفضت العقود الآجلة للنحاس بنسبة 0.8% إلى 91673.50 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، نتيجة مخاوف من ضعف الطلب الصيني على المعادن الصناعية.
حالة من عدم اليقين تحيط بالأسواق
بينما تراجعت أسعار الذهب، لا تزال الأسواق تتوقع تقلبات كبيرة مع استعداد المستثمرين للتعامل مع تأثيرات التعريفات الجمركية والسياسات الاقتصادية الأمريكية. يرى المحللون أن زيادة الرسوم الجمركية قد ترفع التضخم في الولايات المتحدة، مما يدعم الدولار على المدى الطويل ويضعف الطلب على الذهب.