يوم جديد، وأحداث جديدة، ومقال جديد، أبحر فيه وإياكم من خلال ملتقى "دنيا الرياضة" في الجريدة الكبرى "الرياض"، نعم، أحبتي، أقولها وينتابني الألم والحرقة والحزن الشديد على حال إعلامنا الرياضي، وأقولها ومن هذا المنبر العريق إن الإعلام الحالي هو إعلام آخر حكاية، ولماذا؟ قبل أن أبحر في مقالي لهذا الأسبوع وجب القول والتوضيح إن ما نشاهده عبر بعض -ولن أعمم- وسائل التواصل والقنوات الفضائية وبعض الصحف أياً كانت، لا يمت للإعلام البتة، وليس له صلة بالإعلام، وأعجب بأن الإعلام -مع الأسف- أصبح مهنة لمن لا مهنة له! ولعلي أوضح للشارع الرياضي أولاً ولكل من يقرأ هذا المقال بأن الحرقة التي بداخلي وأنا أسطر سطور هذا المقال لا يمكن أن توزن بميزان، ولا يمكن لكلمات أن تصفها، ولا يمكن لقلم أن يكتبها، فمع الأسف لو كتبت ما كتبت عن وضع الإعلام الرياضي الحالي لجف حبر قلمي قبل أن أصف المشهد، وإليكم التفاصيل. أحبتي عجبي لأمر البعض -ولن أعمم-، فهناك من هو قائد ومعلم ومبدع في هذا المجال، ولكن لعلي أنطلق في سطور النقد لأصحاب المصادر، ولمن يقدمون لنا التعاقدات قبل مصدرها الحقيقي، ولمن هم يتحدثون ويصرحون بأسماء الأندية والكيانات الرياضية، والبعض أخذته العزة أحياناً لكي يصرح باسم أحد المسؤولين أو باسم سمو وزير الرياضة أو باسم رئيس النادي أو باسم أحد المدربين أو باسم أحد اللاعبين أو باسم من يتعاقد مع اللاعبين، ومع احترامي لهؤلاء القوم، هل أنتم تعملون في مجالس إدارات الأندية؟ أو هل أنتم مقربون من أصحاب القرار حتى تصرحوا بما لا تعلمون؟ هنا وقفة، أعلم بأن المصادر والمعلومة جزء لا يتجزأ من مهارات الصحفي، ولكن أن تكون هذه المعلومة موثقة لديه، ولديه مصدر يستطيع أن يقدم له المعلومة بكل وضوح وأمانة، فهنا له الحق في الحديث، وله الحق في السبق، ولكن ليس على حساب المتابع، وليس على حساب المشاهدات، وليس على حساب المهنة، فالبعض لا يعلم من أين يبدأ، أو كيف يبدأ، ولا يقرأ، ولم يقرأ مبادئ الإعلام. ومن هناك أنتقل لبعض، ولن أعمم فالتعميم لغة الجهلاء، وليس العقلاء من يتقدمون ويتصدرون البرامج الرياضية، وهذه رسالة لهم ليس أجمع، أرجوكم ثم أرجوكم، الكلمة لديكم محسوبة، وما تتحدثون به وما ترسلونه من أحاديث ورسائل من خلال المنابر التي أنتم تنتمون لها قبل أن تكونوا محاسبين عليها أمام المتلقي، فهناك حساب يرصد كل ما تقدمونه، ورب كلمة تقولها تهوي بك سبعين خريفاً، وعلى ذلك أرجوكم ثم أرجوكم ابتعدوا عن الميول والتعصب لصالح أنديتكم، فأنت لست مشجعاً عادياً أو شخصاً عامياً أو تتحدث في مجلسك الخاص. فهناك وأمام شاشة التلفاز يجب عليك أن تقول كلمة الحق حتى وإن يكن على حساب الكيان الذي هو قريب لعقلك وقلبك. هنا لقطة ما قبل الختام: أيها الأحبة الزملاء! لست بأعلمكم، ولست بأفضل منكم، ومازلت أتعلم منكم جميعاً فرداً فرداً، صغيركم وكبيركم، على الرغم من أنني أكملت في هذا المجال أكثر من 15 سنة ولكني مازلت طالباً أتعلم منكم جميعاً، نحن مقبلون على نقلة نوعية ليس لها مثيل في تاريخ الرياضة السعودية، لذا وجب علينا جميعاً أن نواكب ونتقدم ونتصدر كل الأحداث الرياضية المقبلة، وأن نكون على قدر العمل والطموح الذي تطمح له قيادتنا الحكيمة وقيادتنا الرياضية. والختام دائماً يأتي برسالة أقدمها من خلال هذا المنبر العظيم لمن هو مسؤول عن الإعلام الرياضي، ليس عيباً أن يكون هناك اختبار مهني وعلمي يقدمه أساتذة الإعلام في الجامعات لكل من يعمل في هذه المهنة حتى لا يكون فيها إلا من يستحقها... دمتم بود.