يوم جديد وأحداث جديدة، ومقال جديد، أبحر فيه وإياكم من خلال ملتقى الدنيا الرياضة بالجريدة الكبرى "الرياض"، ولعلي أنطلق في بحر مقالي اليوم بسؤال أتعجب منه ولم أجد له إجابة، وهو أكل هذا؟ لماذا أيها المتعصبون؟، ولن ألوم الجمهور في الشارع الرياضي السعودي ولكن كل اللوم وكل الأسى وكل الحسرة على زملاء المهنة الذين يتابعهم ملايين من أفراد الوطن الغالي، المشهد الذي شاهدته بعد خسارة الهلال في كافة وسائل التواصل الاجتماعي مخيف ومعيب، ولا يقبل وليس فيه أخلاق ولا وطنية ولا مبادئ، وكأني أحسست في لحظة بأن هذا الفريق ليس فريقاً سعودياً بل فريقاً من كوكب زحل. عن أي رياضة أنتم تتحدثون؟ وعن أي مبادئ أنتم تقدمون؟ وعن أي علم أنتم تعرفون؟ ما حدث لا يقبله من هو مرفوع عنه القلم فما بالك بعاقل يسمي نفسه صحفياً أو إعلامياً أو صاحب كلمة أو مقدم رأي. أحبتي أقولها وأكررها دائماً وأبداً، كتب على مدخل اللجنة الأولمبية الدولية كلمة (سلام)، وماذا يعني السلام في عرف الإعلام؛ يعني الحياد والصدق وقول الحقيقة وتقديم الرأي بدون المساس بجهة أو كيان، وما يحدث وحدث من الإعلام الرياضي السعودي هو نحر للسلام ونحر للعلم ونحر للصحافة وتقليل من الإعلام، كل هذا لماذا؟ أريد شخصاً عاقلاً يجيبني، كل هذا لماذا..؟! لأنه الهلال، وماذا فعل بكم الهلال، ألم يشرفكم في المحفل العالمي؟ ألم يهزم أبطال آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية؟ يا قوم حدثوا العاقل بما يعقل، أنتم ومع احترامي للبعض منكم لا تفقهون أمراً في علم الإعلام والصحافة، الحياد ثم الحياد ثم الحياد ثم الحياد، ولست بأعلمكم ولا أفضلكم، ولي ميول وحب لكيان رياضي كغيري، ولكن حينما يأتي الأمر لتمثيل وطن يقف قلمي وينتهي الميول وتتوقف كل الأحاسيس.. لماذا؟ لأن من يخرج خارج الوطن لا يمثل نفسه ولا اسمه ولا عرقه ولا ميوله ولا ناديه، هو يمثل شعباً بأكمله. أيها الزملاء المهنيون! أرجوكم ثم أرجوكم قبل اللقاء أشاهد تمنيات بفوز الفريق الياباني وكأن الهلال من غرب أفريقيا، ومن ثم بعد اللقاء شاهدت كمية هائلة من الاستهتار والاستشفاء والتشفي لخسارة الهلال.. من أنتم؟ وماذا قدمتم؟ وماذا فعلتم؟ ولعلي أصيغها بطريقة أخرى، ماذا فعل لكم الهلال؟ وماذا قدم لكم؟ وأرجو ثم أرجو أن لا يأتيني جاهل -واعذروني على فصاحة التعبير والكلمات- ويقول: الرياضة ميول، وإن جاء هذا الجواب سيكون الرد بكل بساطة: أنت مشجع ولا تعرف حتى مقدار أنملة من مبادئ الإعلام، فالحياد مطلب، والصدق أساس، والكلمة الحقيقية هي ديدن ومعلم لكل صحفي وإعلامي يعي ويفهم معنى الإعلام الحقيقي، واسالوا أساتذة الجامعات إن كان هناك من تبقى منهم ليحفظ ماء الوجه عن مبادئ الإعلام، وسيأتي آخر -أعتقد بأنه حرام ومحرم أن أسميه صحفياً أو إعلامياً- بقول (الميول جزء من الإعلام)، وسيكون ردي عليه بكل صراحة: قبح الله الجهل، فالإعلامي والصحفي رجل له سلطة رابعة ولا بد أن يكون مع الجميع بالصف الواحد. أيها الأعزاء أطلت في الحديث ووجهة نظري أقولها بمثل شعبي نعرفه كلنا وهو (الشق أكبر من الرقعة)، ولكن لعلي أقول لإدارة الهلال ولجماهيره وللاعبيه ولكل من ينتمي لهذا الكيان: أنتم وصيف العالم، وقد شرفتم، وصلتم، وجلتم في أرجاء المعمورة كافة، ولا يحق لأحد الحديث إلا بعد أن يصل إلى ما وصلتم إليه وحتى إن وصل فعليه أن ينتصر بالطريقة التي انتصر فيها الهلال من حيث المشكلات التي عانى منها، وغيرها وغيرها وغيرها. لقطة الختام: أقول من خلالها لجميع زملاء المهنة: أرجوكم لقد شحنتم الشارع الرياضي بما فيه الكفاية، توقفوا توقفوا توقفوا، وبالله التوفيق... دمتم بود. محمد الخثعمي