تاليسكا ومصير حمدالله

نجح النصر الصيف الماضي بالحصول على واحدة من أهم الصفقات هذا الموسم وهو البرازيلي تاليسكا والذي حضر وسط فرحة جماهيرية كبرى خصوصاً بعدما ارتبط اسمه باهتمامات الهلال الذي ذهب للتعاقد مع مواطنه بيريراً، وظهر تاليسكا بصورة مثالية للغاية على الرغم من المشكلات الفنية التي عانى منها النصر والتعثر في بداية الموسم بسبب سوء أداء الجهاز الفني والذي ازدادت معه الأوضاع سوءاً بخروج تاريخي مرير من دوري أبطال آسيا على جاره الهلال الذي أكمل طريقه نحو اللقب والوصول الثاني لمونديال الأندية.
كان من المنتظر أن يلعب تاليسكا دوراً أكبر مع بقية العناصر الأجنبية لانتشال «فارس نجد» خصوصاً وأن الفريق يتمتع بعناصر محلية وأجنبية تملك من الخبرة ما يكفي للتعامل مع هذا النوع من الصدمات المؤلمة، خصوصاً مع خروج الهداف التاريخي عبدالرزاق حمدالله بطريقة غير محببة صاحبها الكثير من المشكلات والتداعيات التي لا زالت تطوراتها تتسيد المشهد النصراوي حتى اليوم.
لكن النجم البرازيلي الماهر لم يتحل بما يكفي من السمات القيادية ليساعد في إنقاذ موسم «الأصفر» وخرج بتصريحات تلفزيونية شهيرة هاجم فيها زميله السابق عبدالرزاق حمدالله قبل مواجهة فريقيهما النصر والاتحاد والتي انتهت بفوز اتحادي عريض بثلاثية نظيفة سجل حمدالله منها هدفاً ليقضي به على آمال النصر بالمنافسة على لقب الدوري وهو اللقب الذي تنتظر الجماهير النصراوية استعادته وسط الدعم الشرفي التاريخي والصفقات المليونية.
يحظى البرازيلي الأسمر بدعم جماهيري وإداري يشابه إلى حد كبير ذلك الذي تمتع به المغربي حمدالله حتى والأخير يرتكب الأخطاء ويتصادم مع المدربين ومع زملائه وصولاً إلى الإداريين قبل خروجه ببيان شهير ودخول أروقة المحاكم الرياضية وغير الرياضية، بعد أن كان النجم الأوحد والآمر الناهي حتى في عز انخفاض مستوياته.
أخشى ما أخشاه أن يكون تاليسكا نسخة مكررة من حمدالله، فمستوياته في المباريات الأخيرة في تراجع مستمر ولا أعلم إن كانت إدارة النصر ستسعى لضبط الأمور داخل الفريق قبل نهاية الموسم للحفاظ على مركز متقدم على الأقل، وهذا لن يكون إلا بحضور ذهني وفني جيد لنجوم الفريق بقيادة تاليسكا، أما إن كان سيظهر بالعطاءات ذاتها في المباريات الأخيرة فضلاً عن غيابه الذهني وعدم تركيزه فربما يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ وتدخل علاقته مع فريقه في مشكلات ومعارك شبيهة بتلك التي يخوضها مسلي آل معمر وإداريوه ضد حمدالله.
حمد الله