الظروف الاستثنائية التي تشاطر بها المملكة العالم أجمع، قد ألقت بظلالها على العديد من عاداتنا الاجتماعية في العيد، مثل نوعية وشكل العيدية الورقية، بعد أن أصبحت النقود الورقية قنابل موقوتة في الأيدي في زمن فيروس كورونا، الأمر الذي دعا الناس إلى الحفاظ على رمزية العيدية عبر تحويلها إلى الحسابات البنكية لأفراد الأسرة عبر البنوك، أو تحويلات إلكترونية عبر التطبيقات، وذلك بعد أن أطلقت شركات اتصالات خدمة "العيدية"، والتي تتيح مشاركة فرحة العيد مع الأقارب أو الأصدقاء، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي، وذلك بإرسال العيديات الفورية رقمياً من خلال رقم الجوال، أو كتبرعات إلكترونية في أعمال إنسانية. وأشارت أحلام العايد إلى أن العيدية من الطقوس الأساسية التي تساعد الأطفال على تلمس المعنى الحقيقي لفرحة العيد، الأمر الذي يجب أن نحافظ عليه عبر التأكيد على أن حقهم المادي محفوظ حتى ونحن نعيش محنة كورونا، فقد تحولت العيدية في زمن كورونا من عملات ورقية إلى تحويلات نقدية إلكترونية، أو تبرعات لجهات خيرية، أو شراء ألعاب إلكترونية، لتجنب العدوى المحتملة من تداول النقود. تبرع للأعمال الخيرية وأكدت مها النشمي أن تأثيرات كورونا تضمنت الكثير من شكل العلاقات الاجتماعية والتي بدأت تبحر في العالم الافتراضي وغيرها العديد من العادات والطقوس التي اعتاد عليها الناس في حياتهم، داعية الأهل والأقارب إلى عدم تجاهل العيدية التي تعتبر الطقس الأهم بالنسبة للأطفال، عبر التفكير في شراء هدايا وإرسالها لأطفال الأسرة لإشعارهم بأجواء العيد، وتقترح النشمي على الوالدين في ظل التحذير من الجهات الرسمية من إعطاء عيديات نقدية، دفع الأطفال إلى تخصيص قيمة العيدية للأعمال الإنسانية، والتبرع بها عبر البوابات الرسمية التي توفرها الدولة، الأمر الذي يرسخ فيهم حب الخير ويجعلهم يشعرون بمآسي الآخرين. أفكار إبداعية وأوضحت مروة الغامدي أن هناك العديد من الأفكار البديلة للعيدية النقدية، كأن تستبدل بهدايا مبتكرة بأفكار إبداعية في ركن أو زاوية في البيت، ما يشيع الفرح في قلوبهم بالعيد، إضافة إلى فكرة إنشاء محفظة بنكية بحيث تتحول نقود العيدية إلى حساباتهم، كما هي فرصة لتعليم الصغار قيمة حب العطاء والصدقة من خلال إرسال تبرعات نقدية عبر الحسابات الرسمية للجهات المعنية للتبرع ودعم الفئات المحتاجة، كما لابد أن نشرح للأطفال أن ظروفنا الراهنة تستدعي الصبر، وأن صحتهم وعافيتهم هي أثمن عيدية لهم ولنا. تكافل وتراحم وتبين وفاء العمري أن الوباء لن يلمَّ شمل أفراد العائلة المتفرعة بعد صلاة العيد كما تعودنا، فقد يغيب واحد من أهم وأبرز مظاهر العيد، وهو "العيدية" التي تعد تراثاً خليجياً وإسلامياً، يفرح بها الصغار والكبار، فمن العادات المتأصلة لدينا أن يجوب الأطفال مع أسرهم على بيوت الأجداد أو الأعمام والعمات وكذلك الحال مع الأخوال والخالات والأرحام، ليحصلوا على العيديات باليد كتجسيد مادي للحب الذي يربط بين الجميع في أيام العيد، وإن كانت بعض العيديات رمزية أو على شكل هدايا فإن بعضها يجعل جيوب الأطفال دافئة ومليئة أيضاً، ويشعرون بمعنى العيد ويظهر التكافل والتراحم على نحو أوسع. وأيضاً وجود الحوالات البنكية اليوم، وتطبيقات البنوك ومواقعها على الهواتف الذكية، قد يضمن استمرار العيديات لمن أراد أن يرسم الابتسامة على وجوه الأطفال ومن اعتادوا أن يحصلوا على العيدية في الساعات الأولى من عيد الفطر المبارك، كما اعتاد بعض الناس أن تكون عيدياتهم على أشكال هدايا مزينة وملونة للأطفال مع أكلات وحلويات وألعاب، وبسبب "كورونا" قد يصعب تقديمها شخصياً، لكن المتاجر الإلكترونية قد تساعد في إيصال أي طلب قبل العيد، ليفرح بها الأطفال في أول أيامه. رمزية العيدية وتوضح ابتسام البشر أن هناك أناساً يحرصون على تعقيم العملات الورقية قبل إعطائها للأطفال، في حين استبدلها البعض بهدايا وألعاب إلكترونية، أو تحويلات بنكية ضماناً لعدم انتقال الفيروس إلى الأطفال، لافتة إلى أن العيدية تحتفظ برمزيتها بالرغم من انتشار (كوفيد- 19)، حيث تدخل البهجة إلى قلوب الأطفال ويحرص الآباء على منحها لهم سواء بشكلها الورقي بعد تعقيمها أو بطرق وأشكال أخرى مبتكرة. وقالت: "عن نفسي يفضل الأطفال في عائلتي العيدية بالعملات الورقية لذلك أحرص على تعقيم النقود وتغليفها قبل إهدائها للأطفال"، وأكدت أن الإجراءات الاحترازية خوفاً من انتشار فيروس كورونا غيرت مفهوم العيدية لدى البعض، ولكن مهما تغير شكلها فإنه سنحافظ عليها كمفهوم لأن المهم هو إبقاء الفكرة في أذهان الأبناء، وبناء على ذلك لن نلغيها بل سنحرص على منحهم إياها ولكن بطرق جديدة للاستمتاع بها. وتواصل البشر: "يأتي عيد الفطر المبارك هذا العام مع تخفيف الإجراءات الاحترازية، الأمر الذي يسمح لنا بالقيام ببعض الزيارات والاستمرار في معايدة الأهل والأحباء عبر زيارات قصيرة وبتجمعات بسيطة، أما بقية العائلة فعبر الاتصالات الإلكترونية"، مشددة على أن تخفيف الإجراءات لا يعني انتهاء الفيروس، ولذلك ينبغي الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات. الهدايا العينية حل بديل عن تقديم «العيدية النقدية» في زمن كورونا