حثّت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت على تجديد الجهود من أجل الإصلاح، مُعربةً عن قلقها إزاء استمرار انتهاكات حقوق الإنسان. وأكدت المسؤولة الأممية في بيان صحافي أمس على المضي قُدماً لتلبية احتياجات الشعب العراقي، منوهة بأن بناء القدرة على الصمود على مستوى الدولة والمجتمع عمل صعب لكنه ضروري. وقالت: «في الأشهر الأخيرة، خرج مئات الآلاف من العراقيين إلى الشوارع للتعبير عن آمالهم في حياةٍ أفضل، خالية من الفساد والمصالح الحزبية والتدخل الأجنبي». معتبرة مصرع وإصابة متظاهرين سلميين إلى جانب سنوات طويلة من الوعود غير المُنجزة قد أسفر عن أزمة ثقةٍ كبيرة». تجدد الاشتباكات يرفع أعداد المصابين ويضاعف من أزمة البلاد وتابعت، «بعد شهرين من إعلان رئيس الوزراء استقالته، لا يزال القادة السياسيون غير قادرين على الاتفاق والمُضي قُدماً، وفي حين كان هناك إقرارٌ علنيّ من جميع الجهات الفاعلة بالحاجة إلى إصلاح عاجل». وشددت على أنه قد حان الوقت الآن لوضع هذه الكلمات موضع التنفيذ وتجنب المزيد من العرقلة لهذه الاحتجاجات من جانب أولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم الخاصة، ولا يتمنون الخير للعراق وشعبه. من ناحيتها، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس، التزامها الكامل بحماية المتظاهرين السلميين وتأمين ساحة التظاهر الرئيسة في بغداد «ساحة التحرير» والمناطق المحيطة بها. ودعت في بيان صحافي المتظاهرين السلميين إلى عدم الاحتكاك مع القوات الأمنية ومنع المجاميع التي تحاول إثارة العنف من التغلغل داخل ساحة التظاهر. وعبرت قيادة عمليات بغداد عن شكرها للتعاون الذي أبداه المتظاهرون السلميون مع القوات الأمنية في مكافحة غلق الشوارع ورفض مشاهد العنف وخرق القانون. ويأتي هذا البيان فيما تواصلت الاثنين في تسع محافظات عراقية عمليات قطع الطرق والجسور في إطار حملة تصعيدية يقوم بها الحراك الشعبي للضغط باتجاه تلبية مطالبه. وتهز الاحتجاجات المطلبية البلاد منذ الأول من أكتوبر. وأعطى المتظاهرون الحكومة يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، أسبوعاً واحداً لتنفيذ الإصلاحات وإلا فالتصعيد. وأفادت تقارير صحافية بأن المتظاهرين احتشدوا في ساحة الطيران وسط بغداد حيث اشتبكوا مع القوات الأمنية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريقهم. وفي الناصرية، قطع المتظاهرون الطريق السريع الذي يربط محافظة ذي قار بالعاصمة بغداد. وفي كربلاء، قال أحد المتظاهرين: «قلنا لهم إن تظاهراتنا سلمية وبعدها أطلقوا علينا الرصاص الحي». وأضاف آخر «نحن مستمرون ونقولها للنظام الفاسد، لا تستهينوا بالمتظاهرين». وأوضحت مصادر أمنية وطبية أن عشرات المحتجين العراقيين أصيبوا في اشتباكات مع قوات الأمن. ويقول المحتجون: إن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لم ينفذ وعوده ومنها تشكيل حكومة جديدة يقبلها العراقيون. وقالت محتجة في بغداد رفضت الإفصاح عن اسمها: «يجب أن تتوقف قوات الأمن عن إطلاق الرصاص والتصويب علينا. من هم ومن نحن؟ الطرفان عراقيون. لذلك أسألهم لماذا تقتلون إخوتكم؟» وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات عن مصرع نحو 460 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وتعرض الناشطون أيضا لحملات تخويف وعمليات خطف واغتيال.