قطاع الترفيه إحدى أهم استراتيجيات رؤيتنا 2030، وتعد المهرجانات والمعارض سواء كانت تسويقية أو فنية أو ثقافية رافدا اقتصاديا مهما، تعمل على استقطاب المستثمرين، وبالتالي توفير فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى القيمة الفنية للمهرجانات والمعارض وانعكاسها على المواطن، وإذا نظرنا إلى مناطق السعودية فسنجد بعض المناطق تميزت بمهرجان أو اثنين، مستغلة بذلك الميزة التنافسية التي تميزها عن بقية المناطق الأخرى، على سبيل المثال مهرجان التمور ببريدة، والزيتون بالجوف، والحريد بجازان، وسوق عكاظ بالطائف، إذ نلاحظ أن كل منطقة تعتمد على مقوماتها الطبيعية والتاريخية والثقافية وهنا سؤال يطرح نفسه: ماذا تقدم بعض المناطق التي لا يوجد لديها مقومات كالشواطئ والمزارع المنتجة، وليست بحجم الرياض والدمام وجدة في التسويق وإقامة المعارض؟ سأحدد منطقة الحدود الشمالية للحديث عنها بشكل مفصل، وهي ما تعنيني في هذا المقال، لكن قبل ذلك دعونا نحاول أن نحدد هوية المنطقة السياحية، فلا يمكن إقامة أنشطة ومهرجانات تتعلق بالزراعة والشواطئ؛ لأنها لا تملك تلك المقومات بطبيعة الحال، إذن بماذا تتميز؟ سنجد أن هويتها السياحية تعتمد على الطبيعة المناخية والتضاريس الطبيعية من سهول وفياض وأودية وكهوف ومواقع أثرية، وبهذا نستطيع القول إن السياحة البيئية والريفية وما يتعلق بها من أنشطة ومسابقات وفعاليات - هي الميزة التنافسية التي يمكن استغلالها لإقامة المهرجانات والمعارض التي تستطيع من خلالها منطقة الحدود الشمالية تقديم نفسها، وهنا أجد أن هناك موسمين تستطيع المنطقة استثمارهما بالشكل الأمثل: الأول موسم قنص وهداد الصقور، والموسم الآخر الربيع، وهو ما أريد التركيز عليه؛ لأننا ما زلنا نعيش آخر أيامه؛ حيث تعرف المنطقة بجمال أراضيها وأجوائها بموسم الربيع؛ إذ إنه في كل عام تصبح مقصدا لهواة الرحلات البرية والسياحة البيئية، وهذه السنة أكدت توقعات خبراء الطقس بحديثهم عن تغيرات مناخية للأفضل، واللافت هذا العام كثرة السياح الخليجيين؛ إذ كانت نسبة إشغال الفنادق والشقق المفروشة 100 في المئة لمدة شهرين في كل مدن ومراكز الحدود الشمالية. إن المؤشرات في بداية الموسم كظهور الربيع قبل وقته وكثرة الأمطار كانت تبشر بالخير، إلا أن الجهات المعنية لم تتحرك لاستغلال الميزة التنافسية للمنطقة، ولا سيما أن هيئة الترفيه تدعم المهرجانات والفعاليات دعماً مادياً ولوجستياً.