استحدث مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض ضمن عمليات التطوير «عيادة البداية» لمرضى الإدمان التي تقدم برنامجاً علاجياً مكثفاً للراغبين في التعافي دون الحاجة لتنويمهم، وعيادة الفرز الأولية بقسم الإسعاف والطوارئ التي قلصت فترة الحصول على الخدمة للمراجعين للقسم بأقل من ساعة للمريض الواحد، كما تقلصت مدة الانتظار إلى أقل من خمس دقائق لحين عرضه على الطبيب، ومن أهم البرامج التحسينية التي أظهرت نتائج إيجابية برنامج الطب المنزلي الذي يقوم بمتابعة المرضى النفسيين في بيئتهم الأسرية والمجتمعية، وقد أسهم البرنامج في حل الكثير من المشكلات التي تواجه المرضى وخاصة «وصمة المرض النفسي» وإنقاذهم من الممارسات السلبية، ويخدم البرنامج 805 مرضى ومريضات نفسيين، ومن أبرز النتائج الإيجابية الواضحة لهذا البرنامج خفض معدل الانتكاسة لدى المرضى لتصل إلى أقل من 3 %، وكذلك تقليل الحاجة إلى التنويم. وعن نوعية الخدمات التي يقدمها مجمع الأمل، أفاد المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني بأن المجمع يقدم خدمات علاجية وتأهيلية وتوعوية، كالخدمات العلاجية الإسعافية للمرضى في قسم الإسعاف والطوارئ، وخدمات المتابعة والعلاج بالعيادات الخارجية، وخدمات التنويم للحالات التي تستدعي التنويم، كما يقدم المجمع خدمة الطب المنزلي للمرضى غير القادرين على الحضور للمجمع، عبر فرق علاجية من المجمع تضم أطباء واختصاصيين نفسيين واجتماعيين وتمريض، إضافة للخدمات التأهيلية التي تسهم في إعادة تأهيل المرضى للاندماج مع المجتمع من جديد، وكذلك خدمات منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة للمرضى المدمنين، حيث يتم تأهيلهم في هذه الخدمة ومساعدتهم في عدم العودة للتعاطي مرة أخرى، وخدمات مركز الإخاء الاجتماعي الذي يخدم المرضى النفسيين، ويقدم الرعاية النفسية لهم بما يسهم في استقرار حالتهم الصحية وعدم تفاقمها. وتقدر السعة السريرية للمجمع ب 500 سرير معتمدة من وزارة الصحة، ولكن المشغل فعلياً 665 سريراً - أي بزيادة 165 سريراً - حسب احتياج المنطقة والضغط الذي يواجهه المجمع، مما اضطر لزيادة السعة السريرة، كي تتواكب مع الضغط الشديد، ومن أبرز الخطط التي أعدها مجمع الأمل لمواكبة برنامج التحول الوطني زيادة عدد العيادات الخارجية الأسبوعية للطبيب الواحد لتصبح خمس عيادات أسبوعياً؛ لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المراجعين، ولتقليص طول فترة مواعيد المتابعة للمرضى ولمعالجة حالات الانتكاسة لدى البعض والتدخل السريع، وكذلك خدمة المناظرة الفورية للحالات الجديدة، حيث لاحظ المجمع من خلال مواعيد المرضى الجدد أن 68 % من هؤلاء المرضى لا يحضرون لمواعيدهم؛ بسبب طبيعة مرضهم، أو بسبب طول فترة انتظارهم للمواعيد التي كانت تصل إلى خمسة أشهر، وللحد من فقدان هؤلاء المرضى ولتقليص طول فترة انتظار المواعيد وتحسين الخدمة المقدمة لهم قام المجمع بتطوير نظام المواعيد، وأسهم هذا التطوير في تحسين الخدمة حيث أصبحت تتم معاينة 72 % من المرضى خلال أول 24 ساعة، وبقية المرضى تتم معاينتهم خلال 72 % ساعة من مراجعتهم الأولى للمجمع. وضمت البرامج التحسينية أيضاً برنامج التأهيل والرعاية النهارية الذي يهدف إلى تدريب المرضى النفسيين والمريضات النفسيات «الذهانيين» على المهارات الاجتماعية المختلفة للاعتماد على أنفسهم ومساعدتهم في الاندماج مع المجتمع مرة أخرى، علاوة على تنفيذ البرامج الوقائية التوعوية من خلال تطبيق برامج التوعية والتثقيف الصحي الموجهة لمختلف فئات المجتمع للوقاية من الأمراض النفسية والإدمان والتركيز على تدريب مسؤولي الجهات التعليمية مثل المرشدين الطلابيين والعديد من منتسبي القطاعات الأمنية عن طريق مركز التدريب الموجود في المجمع، وكذلك مركز التوجيه والإرشاد الأسري الذي يقدم خدمة الاستشارات النفسية عن طريق الهاتف، والتدخل السريع في الحالات التي تستدعي التدخل العلاجي من خلال التنسيق مع الأقسام الطبية لتقديم الخدمة للمرضى. واستطاع المجمع تقليص فترة بقاء المرضى بالأقسام النفسية الحادة الرجالية، مما أدى إلى زيادة نسبة عدد المرضى المنومين لأكثر من 107 % مقارنة بالعام الماضي، وبدأ تطبيق مفهوم العلاج الشامل الذي يشمل الجانب الطبي والنفسي والاجتماعي والديني من خلال العمل بنظام الفريق العلاجي متعدد التخصصات، وتفعيل إدارة المراجعة الإكلينيكية لمتابعة تطبيق مؤشرات الأداء الإكلينيكي، وأوجد المجمع علاقات استراتيجية وثيقة مع عدد من الجهات المعنية بتقديم الخدمة للمرضى النفسيين ومرضى الإدمان لتعزيز جهود المجمع، وتشكيل فريق لإخراج المرضى المتحسنين وإيصالهم إلى منازلهم عند عدم تعاون أسرهم أو تهربهم من المسؤولية لإعطاء فرصة لمرضى آخرين في حاجة ماسة للتنويم، إضافة إلى عقد شراكة لتدريب وتأهيل المتعافين علمياً، والتعاون ضمن برنامج الأسر المنتجة. اتفاقيات ثنائية وبرامج متنوعة لتأهيل مرضى الإدمان د. محمد القحطاني