أثارت الطالبة الإيرانية سحر مهرابي أصداء واسعة في إيران، بتوجيهها انتقادات حادة للأوضاع في البلاد أمام أعلى قمة الهرم السياسي المرشد الإيراني علي خامنئي، أثناء مشاركتها على إفطار رمضاني نظمه الأخير، الاثنين الماضي. وحملت مهرابي أوجاع الشعب الإيراني بعدما نزعت عنها رداء الخوف؛ لتفاجئ خامنئي باستنكار تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانتهاك حرية الصحافة وتعرضها المتواصل للقمع، كما استهجنت تدخل النظام الإيراني بشؤون القضاء، مضيفة أن تدخل القضاء في المجالات التي تقع خارج نطاق عمله، يضعف من السيادة الوطنية. وتطرقت مهرابي للدفاع عن قضية حقوق الأقليات في إيران، قائلة: «مشاكل مثل التفرقة الممنهجة بين الطبقات، وانهيار القيم الأخلاقية، واستبعاد الأقليات، وعدم المساواة، تضرب بقوة التضامن الاجتماعي في البلاد». وتعيش النساء في إيران واقعا مريرا بسبب انتشار الفقر وقوانين قمع الحريات التي تجعلهن سلعة تحت تصرف الملالي أو تجبرهن على التنكر بلحى وزي الرجال لحضور مباراة في ملعب كرة قدم، حيث يمنع النظام الإيراني حضورهن للمباريات، كما يمارس بحقهن التمييز القانوني. ويرى محللون أن إقدام الطالبة الإيرانية سحر مهرابي على مواجهة خامنئي بسيل من الانتقادات لنظامه، يعكس ما باتت تتمتع به المرأة الإيرانية من جراءة وشجاعة في انتقاد ممارسات نظام الملالي وقوانينه التي تراها الإيرانيات مجحفة وظالمة للمرأة الإيرانية. وكم ذا بإيران من ظلمات تؤرق نساءها وقمع يطال الجميع لإركاعهم قسريا لأهواء نظام بات مرادفا للخراب وسلب الحقوق والحريات، وهذا ما كانت قد أكدته زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، موضحة أن النظام الإيراني مارس التعذيب ضد عشرات الآلاف من النساء الإيرانيات، مما يجعل لهن الحق في الانتفاض لإسقاط النظام. ودائما ما تشدد رجوي في كلماتها عن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أواخر ديسمبر الماضي، إن نظام الملالي سجل خلال الأعوام ال39 الماضية، تاريخا حافلا بالانتهاكات بحق المرأة بحصارها بالقوانين المعادية لها، وحرمانها من فرص العمل. في غضون ذلك، تتواصل الاحتجاجات الفئوية في إيران من قبل المعلمين والعمال ومختلف الشرائح اعتراضا على تدني أوضاع المعيشة وانتشار الفقر والبطالة في بلد غني بالنفط والغاز، ففي مطلع مايو، وأثناء كلمة خامنئي بمناسبة يوم المعلم الإيراني، احتجت أعداد من المعلمين الإيرانيين في العاصمة طهران وعدد من المحافظاتالإيرانية، على سوء أحوالهم المعيشية، وتدني مستوى التعليم في البلاد، والتمييز ضد رواتبهم ونظام التأمين الصحي والمعاشات مقارنة بموظفي الحرس الثوري ووزارات أخرى، وتجمع المتظاهرون أمام البرلمان الإيراني مطالبين بحقوقهم وعدم حرمان ملايين من الأطفال من حقهم في التعليم المجاني. هذا وتعاني الأقليات في إيران مما تصفه ب»الإبادة الممنهجة»، حيث صرح البرلماني عن دائرة زاهدان «عليم يار محمدي»، أن 75 بالمئة من أقلية البلوش تعيش تحت خط الفقر، وقد يتوجهون إلى أكل لحوم القطط والكلاب والغربان بسبب الجوع، مشيرا إلى أن منطقة بلوشستان تعاني من انتشار الأمراض والأوبئة، وعدم صلاحية مياه الشرب للاستخدام الآدمي. أما في الأحواز المحتلة، فيطالب الأحوازيون بحق «تقرير المصير»، بسبب إقدام النظام الإيراني على تنفيذ خطط الإبادة الممنهجة بحقهم، بتدمير البيئة، ونشر الأمراض، وقمع السكان بشتى أنواع التعذيب والإعدامات، وتلويت مياه الشرب، وتحويل مجرى أنهار الإقليم إلى مناطق الفرس. في غضون ذلك تتصدر إيران دول العالم في الإعدامات وإعدام القصر بسبب سيطرة النظام على سلطة القضاء، حيث يشير التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية إلى أن إيران نفذت ما يعادل 51 بالمئة من إعدامات العالم، بإنهاء حياة 507 أشخاص، والتي تشكل أيضا 60 بالمئة من مجموع الإعدامات في الشرق الأوسط. كما أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن نسبة إعدامات القصّر تزداد في إيران، بعدما أقدمت طهران على إعدام 3 قُصر منذ بداية العام الجاري، مقارنة بإعدام 5 أحداث في العام الماضي 2017، مع وجود 80 حالة من هذا النوع داخل السجون الإيرانية. ويعد التدخل السافر من النظام الإيراني في شؤون القضاء، من أبرز أسباب الاحتجاجات التي تعم شوارع إيران بين الحين والآخر، لتسببه في انتهاك حقوق الأقليات، وتجاوز مبدأ المساواة، وحماية ديكتاتورية نظام الملالي. Your browser does not support the video tag.