أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة من المسجد الحرام بمكةالمكرمة إن الإيمان باليوم الآخر وبالبعث والنشور كفيلٌ بتصحيح مسار الحياة، وأن تنبعث الجوارح إلى الطاعات، وتكفَّ عن المعاصي والسيئات، وآيات القرآن تبين هذا المعنى وتظهر علاقة الإيمان باليوم الآخر بفعل الطاعات والكف عن المعاصي، يقول الله تعالى: (إنما يعمر مساجد من آمن بالله واليوم الآخر). وقال فضيلته من آمن باليوم الآخر حقَّ الإيمان، وكانت الآخرةُ حاضرةً في قلبه، كفَّ عن الحرام، وابتعد عن الآثام، قال الله عز وجل: (وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين)، ويقول الله: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) ويقول محذرا : (ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين). وأشار فضيلته أن الإيمان باليوم الآخر يصنع إنسانا جديدا، له أخلاقه وقيمه ومبادئه، ونظرته إلى الحياة، لا يلتقي إنسان يؤمن بالآخرة ويحسب حسابها مع آخرَ يعيش لهذه الدنيا وحدها، ولا ينتظر ما وراءها، لا يلتقي هذا وذاك في تقدير أمر واحد من أمور هذه الحياة، ولا قيمةً واحدة من قيمها الكثيرة، ولا يتفقان في حكم واحد على حادث أو حالة أو شأن من الشؤون، فلكل منهما ميزان، ولكل منهما نظر يرى عليه الأشياء والأحداث والقيم والأحوال .والإيمان باليوم الآخر يزيل الشبه الواردة على القلوب والعقول ، وضعف الإيمان بذلك اليوم ينبت في القلب الشكوك والشبهات، قال الله تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون * ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ولِيَرضوه ولِيقترفوا ما هم مقترفون). واكد إمام وخطيب المسجد الحرام انه متى آمن العبد باليوم الآخر، وأيقن بما بعد الموت، تقشعت عنه كثير من الشبهات، ومن قرأ القرآن بقلب حاضر أسفر صبح فؤاده، فإنه كلام الله، وفيه الشفاء لأمراض القلوب والأبدان، (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا). وأضاف فضيلته أن المؤمنُ بالله واليوم الآخر مرتاحُ الضمير، مطمئنٌ إلى مستقبله النضير، يؤمِّل رحمةَ الله وعفوه وإحسانه، ويخشى ربه ويخاف عذابه، يدرك أنَّ بعد هذا اليوم يوما، وأن وراء الدنيا آخرة، إن فاته شيء من الدنيا فهو يرجو العوض في الآخرة، وما وقعت عليه من مصيبة فإنه يحتسبها، وإن رأى نعيما في الدنيا تذكر نعيم الآخرة، يقرأ قول الله: (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون)، يعمل في دنياه كما أمره الله، ويحسنُ إلى الناس، ويعمرُ الأرض، يؤمن أن الآخرة تُعدِّل ما مال في هذه الدنيا من موازين، وتخفضُ ما ارتفع من الباطل: (إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة * خافضة رافعة)، اللهم اجعلنا ممن يؤمن بالآخرة أعظم الإيمان، ويوقن بها حق اليقين. Your browser does not support the video tag.