انطلاق "موسم شتاء درب زبيدة 2025" في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    الأخضر يختتم تحضيراته لمواجهة ساحل العاج الودية    المنتخبان العراقي والإماراتي يتعادلان ويؤجلان الحسم إلى «موقعة البصرة»    الأمير خالد الفيصل يكتب التاريخ ويفوز بلقب الروّاد في البطولة العربية للجولف بالرياض    المدير الرياضي في الأهلي: غياب توني لأسباب فنية    القبض على (3) يمنيين لتهريبهم (60) كجم "قات" في عسير    برعاية أمير جازان.. ورشة تنفيذية للصحة تستعرض مشروعات 2026    الاتحاد الدولي للصحافة يعتمد كتاب صحافي سعودي كمنهج لتدريب الصحافيين الاقتصاديين    وفد سعودي يشارك في تمرين إيطالي لمحاكاة مخاطر البراكين ويبحث تعزيز التعاون في الحماية المدنية    الذهب يتجاوز 4200 دولار وسط مخاوف الديون الأمريكية وخفض "الفائدة"    تجمع الرياض الصحي الأول يحتفي باليوم العالمي للجودة ويستعرض منجزاته في تحسين الرعاية وسلامة المرضى    اليماحي يثمن الدور الرائد لدول الخليج في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية    مدة غياب بونو وكوليبالي عن الهلال    سوق الموسم ينطلق من منطقة الطوالع التاريخية ب "النجناج"    وزارة الداخلية تحصل على جائزة أفضل جناح وتفاعل ومشاركة في مؤتمر ومعرض الحج 2025    هطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الجمعة حتى الاثنين المقبل    نائب وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية فرنسا لدى المملكة    روبيرتو مانشيني مدربًا لنادي السد القطري    خوارزميات الإنسان    مفتي عام المملكة يستقبل وزير العدل    خبراء: السجائر الإلكترونية تقوض حقوق الأطفال الإنسانية    توازن كيميائي يقود إلى الرفاه الإنساني    غرفة القصيم توقع تفاهمًا مع الحياة الفطرية    منسوبو وطلاب مدارس تعليم جازان يؤدّون صلاة الاستسقاء    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    نجاح فصل التوأم الملتصق الجامايكي «أزاريا وأزورا» بالرياض    محافظ صبيا يؤدي صلاة الاستسقاء تأسياً بسنة النبي واستجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين    التضخم في السعودية يبلغ 2.2% في شهر أكتوبر 2025    أمير القصيم يؤدي مع جموع المصلين صلاة الاستسقاء في جامع الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز ببريدة    تقني الشرقية تختتم "راتك 2025"    شراكة مجتمعية بين ابتدائية قبيبان وجمعية «زهرة» للتوعية بسرطان الثدي    أول اجتماع لمكتب المتقاعدين بقوز الجعافرة    مصرية حامل ب9 أجنة    الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة.. محميتان بحريّتان تجسّدان وعي المملكة البيئي وريادتها العالمية    أمير حائل يدشّن عددًا من الحدائق الجديدة بالمنطقة .    محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    تحذير فلسطيني من تهجير قسري في قلنديا ينتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    أمانة نجران تطلق حملة موسم التشجير لعام 1447    ورشة استراتيجية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة 2026–2030    الشلهوب: الرسائل المؤثرة.. لغة وزارة الداخلية التي تصل إلى وجدان العالم    كمبوديا وتايلاند تتبادلان الاتهامات بالتسبب بمواجهات حدودية جديدة    ذاكرة الحرمين    في دور ال 32 لكأس العالم للناشئين.. مواجهات صعبة للمنتخبات العربية    تجربة الأسلحة النووية مرة أخرى    تعزز مكانة السعودية في الإبداع والابتكار.. إطلاق أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    «مغن ذكي» يتصدر مبيعات موسيقى الكانتري    160 ألف زائر للمعرض.. الربيعة: تعاقدات لمليون حاج قبل ستة أشهر من الموسم    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    وفد رفيع المستوى يزور نيودلهي.. السعودية والهند تعززان الشراكة الاستثمارية    السعودية تقود اعتماد أول مواصفة عالمية للتمور    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    يجتاز اختبار القيادة النظري بعد 75 محاولة    شهدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها.. البلديات: 13 ألف مسجل في مبادرة «الراصد المعتمد»    النويحل يحتفل بزواج عمر    وسط جدل سياسي واسع.. الرئيس الإسرائيلي يرفض العفو عن نتنياهو    أوروبا وكندا تدعوان لتنفيذ اتفاق غزة    الوكالة الذرية تفقد القدرة على التحقق من مخزون اليورانيوم الحساس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطور ونمو شامل شهدته العلاقات السعودية - الإندونيسية - في مختلف المجالات
نشر في الرياض يوم 02 - 03 - 2017

تشهد العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا منذ نشأتها عام 1948 تطوراً ونمواً في مختلف المجالات.
وتعد العلاقات بين البلدين الشقيقين من الشواهد البارزة على عمق العلاقات ونضوجها التي تتسم بالتطور وتحقيق ما يلبي مصالح البلدين والشعبين.
وارتسمت الخطوط العريضة للعلاقات بين البلدين منذ نشأتها في عام 1948 بافتتاح السفارة الإندونيسية في مدينة جدة، والسفارة السعودية في جاكرتا عام 1955، وتوالي اللقاءات الثنائية والزيارات المتبادلة بين الجانبين إضافة لعقد العديد من اللجان والاجتماعات في مختلف المجالات.
وبرزت على مدى سنوات من العلاقات بين المملكة وإندونيسيا عدة زيارات رسمية لقادة البلدين لعل من أهمها الزيارة التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - لإندونيسيا عام 1970، والزيارة التي قام بها فخامة الرئيس الجنرال سوهارتو رئيس جمهورية إندونيسيا للمملكة في عام 1397ه بناءً على دعوة كريمة من جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -.
ومما شهدته العلاقات من تطور مستمر إقرار الحكومة الإندونيسية في عام 2005 منح تأشيرة الزيارة للسعوديين الراغبين في السفر إلى إندونيسيا عند الوصول إلى المطار.
وتعد مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لدول جنوب شرق آسيا التي تقام كل عام في العاصمة الإندونيسية جاكرتا واحدة من أهم وأكبر المسابقات المتخصصة في حفظ وتعلم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وشاهد على عمق العلاقات بين البلدين والترابط الإسلامي بين شعبيهما.
ويأتي احتضان القصر الجمهوري ورعاية فخامة الرئيس الإندونيسي لحفل الختام شاهد على مكانة المسابقة لدى المسؤولين الإندونيسيين واستشعارهم لما تمثله من أهمية لدى المسلمين.
وفي المجال الثقافي نظمت وزارة الثقافة والإعلام العديد من الأنشطة في إندونيسيا كما استقبلت العديد على أراضي المملكة، ومن ذلك تنظيم النشاطات الثقافية والمعارض الإعلامية في عدة مواقع في العاصمة الإندونيسية جاكرتا على هامش مشاركة منتخب المملكة الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس أمم آسيا 2007 بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جاكرتا للتعريف بالمملكة العربية السعودية وما تعيشه من تقدم وتطور حضاري وتنموي شامل في العديد من المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ودورها في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين، حيث اشتملت النشاطات على عرض صور لجوانب النهضة الحضارية للمملكة وجوانب التوسعة في الحرمين الشريفين مع توزيع نسخ من المصحف الشريف وترجمات معانيه والعديد من الإصدارات الثقافية السعودية واللوحات الفنية من إبداعات أبناء المملكة إلى جانب تقديم العروض التراثية من أهازيج ورقصات تؤديها فرق الفنون الشعبية.
كما شهد العام الماضي تنظيم وزارة الثقافة والإعلام لفعاليات الأيام الثقافية السعودية في جمهورية إندونيسيا التي جاءت تأكيداً لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على دعم وتعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة والمجتمع الدولي، وتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين وإيصال المشهد الثقافي السعودي إلى جمهورية إندونيسيا، وترجمة لتوجيهات وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي لإيصال المشهد الثقافي السعودي إلى إندونيسيا التي ترتبط بالمملكة بعلاقات متميزة في مختلف النواحي، ومنها الثقافية، وذلك للدور المحوري المهم لإندونيسيا إسلامياً وآسيوياً ودولياً.
واشتملت تلك الفعاليات على العديد من المناشط، منها محاضرة عن "العلاقات السعودية الإندونيسية والمحاضرة عن "دور الثقافة في تقريب الشعوب" ، وإقامة عدة معارض تتمثل بمعرض الحرمين الشريفين والتوسعات بهما، وسقيا زمزم، وركناً لتوزيع المصاحف، ومعرض الفنون البصرية، ومعرض التمور، وعدد من الأجنحة الإعلامية التعريفية بالأزياء القديمة، وثقافة الطفل، والمطبخ السعودي والحلوى الشعبية، والضيافة العربية، وأركان لنقش الحنا، والتطريز والغزل، ونصب خيمة شعبية (بيت الشعر) والربابة، وعرض فيلم وثائقي عن المملكة إضافة إلى تقديم فرقة الفنون الشعبية ألواناً من الفلكلور السعودي.
وفيما يتصل بالجانب الإنساني والإغاثي فقد رسمت المملكة صورة جميلة لذلك منذ بدء مسيرة الخير والعطاء التي جسدها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وأبناؤه البررة من بعده الذين حافظوا بدأب على هذه المسيرة ولا يزال يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -.
وقد امتدت يد العون والأخوة والمساعدة إلى جمهورية إندونيسيا التي شهدت عام 2000 فيضانات اجتاحت معظم المناطق ‌وهدمت الكثير من المنازل حيث بادرت المملكة إلى إرسال طائرتي شحن محملتين بالتمور والأرز والمواد الغذائية الأخرى إسهاماً منها في الرفع من معاناة إقليم "اتشيه" ، حيث أعرب فخامة الرئيس الإندونيسى عبدالرحمن وحيد عن شكره وتقديره للمملكة للمساعدات التي قدمتها لإقليم "اتشيه" مؤكداً أنها ليست بمستغربة عن المملكة التي تبادر دوماً لتخفيف معاناة المسلمين في كل ‌مكان.
وفي بداية عام 2001 توجهت طائرة سعودية إلى جاكرتا تحمل الخيام والمواد الغذائية المختلفة.
وفي عام 2004 بادرت المملكة إلى تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لجمهورية إندونيسيا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية، وذلك إسهاماً منها في الجهود الدولية للتخفيف من الأضرار التي نتجت عنه.
وفي التاسع من يناير عام 2005 وصلت إلى مطار جزيرة باتام الإندونيسية طائرة شحن سعودية تحمل‌ الدفعة الثانية من مساعدات المملكة للمنكوبين من متضرري الزلزال والمد البحري الذي وقع جنوب آسيا قرب جزيرة سومطرة الذي أودى بحياة الألاف من سكان إقليم اتشيه وتشريد الكثير منهم.
كما أقيمت حملة شعبية يوم 6 يناير 2005 لمساعدة المتضررين في جمهورية إندونيسيا جراء الفيضانات والزلازل نظمها تلفزيون المملكة، وبلغ‌ مقدار المبالغ النقدية التي تبرع بها مواطنو المملكة أكثر من 100 مليون دولار أميركي فضلاً عن التبرعات العينية الكبيرة.
وفي 12 يناير 2005 غادرت الرياض طائرة إغاثية سعودية متجهة إلى جزيرة سومطرة الإندونيسية تحمل على متنها 74 طناً من المساعدات وذلك في إطار الجسر الجوي الإغاثي السعودي لإيصال المساعدات الإغاثية للمتضررين هناك.
وفي 13 يناير وصلت الدفعة الرابعة من المساعدات الإغاثية إلى مطار مدينة باتام الإندونيسية.
وفي 25 يناير 2005 صدرت الموافقة على تخصيص مبلغ (13.125.000) ريالا لتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات في الدول المنكوبة بالتعاون مع عدد من المنظمات والاتحادات والجمعيات الدولية.
كما تبنت المملكة وعبر الهلال الأحمر السعودي عدداً من المشروعات في إندونيسيا منها مشروع برنامج الدعم النفسي والوظيفي للمتضررين بإقليم اتشيه.
وفي 12 مارس 2006 وقعت اتفاقية التعاون المشترك بين الحملة الخيرية السعودية والبنك الإسلامي للتنمية تقوم الحملة بموجبها بتمويل بناء مركزين ‌لإيواء الأطفال والأيتام في إقليم بندا أتشيه في إندونيسيا بتكلفة إجمالية قدرها (22.500.000) ريال للإسهام في تخفيف معاناة من فقدوا ذويهم من جراء الزلزال والمد البحري في الإقليم.
وعلى إثر الزلازل التي حلت بجزيرة جاوة الإندونيسية عام 2006 صدرت التوجيهات الكريمة بإقامة جسر جوي لمساعدة المنكوبين والمتضررين من الزلازل في إندونيسيا.
وأعلن القائم بالأعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين بإندونيسيا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله أعلن عن تقديم مساعدات إغاثية عاجلة وتقديم مبلغ مالي قدره خمسة ملايين دولار للتخفيف من آثار الزلزال والإسهام في الجهود الإغاثية المبذولة.
وقد ثمن فخامة الرئيس سوسيلو بامبانغ يودو يونو رئيس الجمهورية الإندونيسية مواقف المملكة مع إندونيسيا حكومة وشعباً في مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية مشيراً إلى أن المملكة كانت من أوائل الدول المساندة لإندونيسيا عند حصول كارثة تسونامي.
وأعرب فخامة الرئيس الإندونيسي خلال استقباله يوم السادس من شهر مارس 2007 بالقصر الرئاسي بجاكرتا وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إبان زيارته لجاكرتا عن اعتزازه بعمق العلاقات بين المملكة وإندونيسيا.
وقال فخامته: "إن المملكة العربية السعودية دولة مهمة بالنسبة لإندونيسيا ونحن حريصون على تطوير العلاقات والصلات معها".
وفي 4 سبتمبر 2007 دشنت الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري مركزاً للطوارئ والعيادات الخارجية في مستشفى المحمدية في مدينة بانتل بمحافظة جوك جاكرتا بجمهورية إندونيسيا بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا.
ويأتي المشروع امتداداً للمشروعات والمساعدات التي نفذتها الحملة في منطقة جوك جاكرتا المنكوبة بالزلزال الذي تعرضت له في 2006.
وفي 16 يناير 2008 افتتح مستشار سمو وزير الداخلية رئيس الحملة الخيرية السعودية الدكتور ساعد العرابي الحارثي وبحضور نائب محافظ إقليم اتشيه محمد نزار مشروع ترميم جامع بيت الرحمن بتكلفة بلغت 000. 500 . 7 ريال وبإشراف من البنك الإسلامي للتنمية.
وفي 4 يونيو 2009 افتتح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا ومحافظ اتشيه مركزي أيتام مكة المكرمة للبنات والمدينة المنورة للبنين وأربع مجمعات سكنية ضمن ثلاثة عشر مشروعاً تنفذها الحملة الخيرية السعودية.
وقامت وزارة المالية يوم 3 أكتوبر 2009 ووفقاً للتوجيهات الكريمة بتجهيز ما يقارب 300 طن من مواد الإغاثة المتمثلة في الخيام والبسط والبطانيات والمواد الغذائية ليتم شحنها إلى جمهورية إندونيسيا لمواجهة الأوضاع الإنسانية وإغاثة المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب مدينة بادانغ في جزيرة سومطرة عبر طائرات شحن تابعة للخطوط الجوية العربية السعودية.
وفي الجانب الاقتصادي ترتبط المملكة وإندونيسيا بعلاقات ممتدة وما زالت حتى الآن تؤتي نتاجاً يجسد نجاح بذرتها وبعد نظر القائمين على تأسيسها ولعل أبرز شواهد العصر الحديث على تطور ونمو هذه العلاقات توقيع شركتي أرامكو السعودية وبرتامينا المملوكة لحكومة إندونيسيا اتفاقاً لمشروع تطوير مصفاة في إندونيسيا في عام 2015.
ويتضمن المشروع الاشتراك في ملكية وتشغيل مصفاة "تشيلاتشاب" في جزيرة جاوة الإندونيسية وتطويرها، وذلك في إطار خطة "برتامينا" العامة لتطوير المصافي.
كما شهد شهر مايو الماضي انطلاق أعمال الاجتماع السنوي ال 41 لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، بمشاركة وزراء مالية واقتصاد وتخطيط 56 دولة عضو في مجموعة البنك، إلى جانب عدد كبير من ممثلي الدول الأعضاء ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية وممثلي البنوك الإسلامية والمؤسسات الوطنية للتمويل التنموي واتحادات المقاولين والاستشاريين وبنوك التنمية من الدول الإسلامية.
وخلال الاجتماع أكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة أنها المرة الأولى التي تتعاون فيها المؤسسة مع هيئة تنمية الصادرات السعودية لدعم التجارة البينية بين المملكة وإندونيسيا، حيث عقدت جلسات عمل بين رجال أعمال ومصدرين سعوديين وإندونيسيين من أجل دعم التبادل التجاري بين البلدين وتفعيل الشراكة التجارية بين البلدين مع التركيز بشكلٍ خاص على الصادرات السعودية إلى السوق الإندونيسي ومناقشة حلول تمويل التجارة الحالية لتسهيل الصفقات بين البلدين وتعزيز العلاقات مع منظمات ترويج التجارة العربية والإندونيسية والهيئات التجارية.
كما تشهد العلاقات الاقتصادية بين المملكة وإندونيسيا تطوراً ملحوظاً، حيث تزايد حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ خاصة والميزان التجاري بين البلدين من 6.7 مليار دولار في العام 2013 إلى 8 مليارات دولار 2014، فيما بلغ حجم الواردات النفطية مبلغ 5.2 مليارات دولار في العام 2014، والواردات غير النفطية 2.8 مليار دولار في نفس العام.
أما في عام 2015 م فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين (19,439) مليون ريال، منها (9,880) مليون ريال قيمة الصادرات السعودية لإندونيسيا و(9,559) مليون ريال قيمة الواردات السعودية منها والميزان التجاري يميل لصالح المملكة بفارق (320) مليون ريال.
وفي جانب المشروعات المشتركة بلغ عدد المشروعات المشتركة بين البلدين حتى 30/ 6 / 1436 ه ثمانية مشروعات منها ستة مشروعات خدمية، ومشروع ترخيص مؤقت، ومشروع غير معروف برأس مال بلغ (29.2) مليون ريال، وبلغ عدد مشروعات الاستثمار الإندونيسي في المملكة حتى التاريخ ذاته خمسة مشروعات منها ثلاثة مشروعات خدمات، ومشروع ترخيص مؤقت، ومشروع غير معروف برأس مال بلغ (8.2) مليون ريال.
وفي شهر ذي القعدة من العام 1436 قام فخامة الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا بزيارة رسمية للمملكة وقد حظيت الزيارة باهتمام واسع وكبير حيث كان في مقدمة مستقبليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - . وشهدت الزيارة جلسة مباحثات رسمية، كما قلد خادم الحرمين الشريفين، فخامة رئيس جمهورية إندونيسيا ، "قلادة الملك عبدالعزيز "التي تعد أعلى الأوسمة السعودية، وتمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الشقيقة والصديقة.
كما جرى خلال الزيارة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وفي شهر صفر من العام الماضي وقعت شركة أرامكو السعودية وشركة "بي تي برتامينا" ، المملوكة لحكومة إندونيسيا دوي سويتجيبتو، اتفاقًا مبدئياً يقر رسمياً المبادئ التجارية الأساسية لمشروع يتضمن الاشتراك في ملكية وتشغيل مصفاة "تشيلاتشاب" في جزيرة جاوة الإندونيسية وتطويرها، وذلك في إطار خطة "برتامينا" العامة لتطوير المصافي.
وجرى التوقيع خلال افتتاح نائب الرئيس مرفق التكسير بالوسيط الكيميائي الذي بدأ تشغيله مؤخراً، في المصفاة، وتدشين مشروع السماء الزرقاء، وهما مشروعان يهدفان إلى إنتاج بنزين عالي الجودة، التي تمكن أعمال التطوير المقترحة للمصفاة من تكرير كميات أكبر من أنواع النفط الخام المر، وتلبية مواصفات المنتجات عالية الجودة (اليورو-4)، علاوة على إنتاج البتروكيميائيات الأساسية والزيوت الأساسية، فيما ستساعد زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 370 ألف برميل في اليوم لإندونيسيا لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات المكررة وزيوت التشحيم الأساسية والبتروكيميائيات.
ويتضمن الاتفاق توريد طويل الأجل للنفط الخام السعودي إلى مصفاة "تشيلاتشاب" ، الذي سيمهد للمرحلة المقبلة من أعمال التطوير في إطار التعاون بين الطرفين.
مما يذكر أن شركة برتامينا قد عرضت في شهر يوليو 2014 على أرامكو السعودية وثلاثة شركاء إستراتيجيين فرصة المشاركة في خطتها العامة لتطوير المصافي الرامية إلى تطوير وتوسيع خمس مصافٍ محلية قائمة "تشيلاتشاب" و "بالونغان" و "دوماي" و "بلاجو" و"باليكبابان" لتزيد طاقتها الإنتاجية الإجمالية من 820 ألف برميل في اليوم إلى 1680 مليون برميل في اليوم.
وقد اختارت "برتامينا " أرامكو السعودية شريكاً إستراتيجياً لثلاث مصافي، ووقعت أرامكو مذكرة تفاهم في 10 ديسمبر 2014م تمنح بموجبها الحق الحصري في إجراء دراسة جدوى بالتعاون مع "برتامينا" حول أعمال توسعة المصافي الثلاث والتفاوض بشأن المبادئ التجارية الأساسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.