فلاش «ساهر» يستفز المسافرين على الطرق السريعة..!

سائقو سيارات «الأجرة» يقبضون الثمن من العميل، ويسددون مخالفاتهم

أكَّد عدد من سائقي سيارات الأجرة بمنطقة "تبوك" أنَّ نظام "ساهر" بطريقته الحالية تسبَّب بضرر كبير لهم، لدرجة أنَّ كثيرين منهم يُفكِّرون بترك هذه المهنة، مُشيرين إلى أنَّهم يقضون جزءاً كبيرا من يومهم خلف مقود سياراتهم على الخطوط السريعة ينقلون زبائنهم من منطقة إلى أخرى داخل المملكة، إلى جانب إيصالهم لعدد من الدول المجاورة، وهم يسعون من وراء ذلك لتوفير حياة كريمة لهم ولأفراد أسرهم، داعين لتغيير طريقة احتساب مخالفة تجاوز السرعة النظامية على الطرق السريعة خارج المدن، سواء من حيث احتساب الحد الأقصى لقيمة المخالفة في حال تأخّر الشخص المخالف عن سدادها، أو بوضع فترة سماح لتجاوز السرعة المُحدَّدة ب (120) كلم/ الساعة، وذلك بحد أقصى يصل إلى (20) كلم إضافية قبل أن يتم رصد السيارة المخالفة، مُشدِّدين على ضرورة وقوف سيارات هذا النظام المُخصصة لرصد السرعة في أماكن مكشوفة، لكي لا يؤدّي تفاجئهم بوجودها لوقوع حادث مروري ناتج عن تخفيض سرعة المركبة بشكلٍ مفاجئ، إلى جانب وضع لافتات تحذيرية تبيّن السرعة المحدَّدة قبل مسافة تكفي للالتزام بهذه السرعة، خصوصاً أنَّ الهدف المُعلن من وراء استحداث هذا النظام يهدف لتحقيق سلامة قائدي المركبات بالدرجة الأولى.
بعض لوحات تحديد السرعة النظامية على الطرق لا يمكن رؤيتها بشكل واضح
مخالفات يومية
وقال "سليمان بن سعيد العطوي": "لي ما يقارب تسع سنوات وأنا أتنقل بالركاب من منطقة إلى أخرى في هذا الوطن وبعض الدول المجاورة للمملكة، وذلك عبر هذه السيارة التي أخذتها بنظام التقسيط من بنك التسليف، بقسط شهري يبلغ (1700) ريال، وكانت أموري - ولله الحمد - ممتازة قبل إقرار نظام (ساهر)، حيث كنت أحصل بشكلٍ يوميّ على مبلغ يقضي حوائجي ويسد مستلزمات أسرتي من خلال مشاوير الأجرة".
وأشار إلى أنَّ الحال تغيَّر كثيراً بعد إقرار نظام "ساهر"، مُضيفاً: "أصبح كل ما أحصل عليه من دخل يضيع في تسديد المخالفات اليومية التي تصل إلى حوالي (300) ريال، وذلك نتيجة تجاوز السرعة المحددة ب (120) كلم على الخطوط السريعة، مُضيفاً أنَّ هذا الرقم لا يتناسب مع عمله اليومي الذي يقطع فيه أكثر من مشوار واحد لمسافات طويلة، ليُحقِّق عائدا ماديا يسد حاجته هو وأفراد أسرته.
خسائر مالية
وأضاف أنَّ المشكلة هي أنَّ مبلغ المخالفة يصل إلى الحد الأعلى في حال التأخّر عن تسديد المخالفة في الوقت المطلوب، موضحاً أنَّ هذا النظام غير معمول به في دول مجلس التعاون الخليجي، مُشيراً إلى أنَّ النظام هناك يقضي بأنَّه في حال كانت المخالفة هي الأولى على السائق، فإنَّه يتم التجاوز عنه، أمَّا في حال تكرارها، فإنَّه يتم سداد قيمه المخالفة كما هي، من دون أن يتم ربط ذلك بمدة محدَّدة للسداد.
ودعا الجهات المعنية إلى تعديل هذا البند من بنود النظام أو إلغائه نهائياً، لافتاً إلى أنَّه تسبَّب بأضرار كبيرة لكثير من أصحاب سيارات الأجرة، وكبدهم خسائر مالية من دون تحقيق أيّ هدف من وراء ذلك، سوى كسب المال بلا وجه حق - على حد رأيه - مُشيراً إلى أنَّ نسبة الحوادث لم تتغيَّر كثيراً عمَّا كانت عليه قبل استحداث هذا النظام، كما أنَّ المخالفات المرورية مستمرة، مؤكِّداً أنَّ نظام "ساهر" يتسبَّب في ترك عدد من سائقي سيارات الأجرة على الخطوط السريعة هذه المهنة التي يُنفقون من خلالها على أفراد أسرهم.
وقوف سيارات رصد مخالفات متوارية عن الأنظار أكثر ما يزعج قائدي المركبات
مسافات طويلة
وأوضح "طارق إبراهيم البرهومي" أنَّ رزقه ورزق أفراد أسرته على الله - سبحانه وتعالى - ثمَّ على سيارته، مُضيفاً أنَّ له ما يقارب (10) سنوات وهو يعمل على نقل الركاب من "تبوك" إلى عدد من مناطق المملكة، مُبيِّناً أنَّ نظام "ساهر" نغَّص عليه حياته، خصوصاً فيما يتعلَّق برفع قيمة مخالفة تجاوز السرعة النظامية إلى الحد الأعلى، مُشيراً إلى أنَّ هذا النظام أصبح يُشكِّل كابوساً مزعجاً، خصوصاً حينما توجد سيارة "ساهر" في أماكن بعيدة عن الأنظار، ومن ذلك وقوفها تحت "الكباري" على الخطوط السريعة وخلف الأشجار.
وأكَّد أنَّ السرعة المحددة على الطرق السريعة ب (120) كلم لا تكفي لقطع المسافات الطويلة بين المدن، متمنياً زيادة هذه السرعة إلى (140) كلم، مُضيفاً: "كُنَّا في السابق قبل ظهور نظام (ساهر) نقطع مسافات طويلة ونعمل على إيصال الركاب - بعد توفيق الله- بكل يسر وسلامة لمناطقهم ونعود إلى منطقتنا، ثمَّ ننقل غيرهم، وهكذا، ما ساهم في تحسين الوضع المعيشي لنا، إلاَّ أنَّ الحال تغيَّر كثيراً حالياً، فكل ما نحصل عليه من مال يذهب جزء كبير منه في تسديد المخالفات".
وأيَّده الرأي "فارع بن سالم البلوى"، مُضيفاً أنَّ له ما يقارب (25) عاماً وهو يعمل على سيارة الأجرة الخاصة به، موضحاً أنَّه كان يحصل على ما بين (120 و150) ريالا في اليوم قبل استحداث نظام "ساهر"، إلاَّ أنَّ الحال اختلف حالياً بعد إقرار هذا النظام، مُضيفاً: "أصبحنا نخاف كثرة المشاوير، سواء الخارجية أو حتى الداخلية بسبب المخالفات التي لا مفر منها في كل مشوار".
ولفت إلى أنَّه من المستحيل ألاَّ يتعرَّض أحد أصحاب سيارات الأجرة لمخالفة من هذا النظام على الطرق، داعياً الجهات المسؤولة عن نظام "ساهر" إلى تعديل بند سداد الحد الأعلى للمخالفة في حال لم يتم السداد خلال المدَّة المحدَّدة، مُضيفاً:"المشكلة هي أنَّنا إذا لم نسدد قيمة المخالفة في موعدها بلغت الحد الأقصى، وإن سددناها في حينها عدنا إلى منازلنا بخفيّ حنين، موضحاً أنَّ سائقي سيارات الأجرة بحاجة ماسة أكثر من غيرهم إلى التعاطف معهم في هذا الجانب، لكون هذه السيارات مصدر رزقهم الوحيد.
محاسبة المخالفين
ورأى "مشبب عسيري" أنَّ نظام "ساهر" لم يُركِّز جلَّ اهتمامه في قائدي السيارات الفوضويين ممَّن يشكلون سببا حقيقيا في مشكلات السير على الطرق، بل امتد هذا النظام إلى عامة الناس، بمن فيهم كبار السن، ليقتنص أدنى هفوة يقعون فيها، مُشيراً إلى أنَّ أيَّ زيادة بسيطة للسرعة ولو بشكل عفويّ تؤدي إلى حصول السائق على مخالفة قاسية، مقترحاً السماح بوجود مقدار معيَّن يتم فيه السماح لقائدي السيارات بتجاوز ما يصل إلى (10) كلم بعد السرعة المحدَّدة، ومن ثمَّ احتساب المخالفة بعد ذلك.
وأيَّده الرأي "سعود بن فرحان العنزي"، مُضيفاً: "سيارة الأجرة فيها خير ورزق كثير - ولله الحمد - فانا أعمل في هذه المهنة ما يقارب (16) عاماً"، موضحاً أنَّه سافر على سيارته إلى عدد من مناطق المملكة، مُشيراً إلى أنَّه عمل خلال هذه الفترة على نقل الركاب من "تبوك" إلى هذه المناطق، مُشيراً إلى أنَّ نظام "ساهر" أثَّر بشكلٍ كبير على ميزانية أسرته، منتقداً تحديد السرعة على الخطوط السريعة ب (120) كلم، داعياً لزيادتها بشكلٍ معقول، ومن ثمَّ محاسبة المخالفين.
رصد المخالفة
وبيَّن "علي المجرشي" أنَّه ليس ضد نظام "ساهر"، إلاَّ أنَّه ينتقد طريقة رصد المخالفة بشكلٍ سريّ، مُضيفاً: "بعضنا قد لا يملك معيشة يومه، ومع ذلك تجد عليه من المخالفات آلاف الريالات، فمن أين نسدد؟، وهل نصرف على (ساهر) أم على أسرنا"، مُشيراً إلى أنَّ هناك من تمَّت زيادة قيمة مخالفاته من دون علمه، داعياً لعدم احتساب القيمة القصوى للمخالفة في حال تأخَّر السائق عن السداد في الموعد المُحدَّد.
لافتات تحذيرية
وأشار "غالي بن صبر العنزي" إلى أنَّه تضرَّر بشكل كبير من نظام "ساهر"، موضحاً أنَّه سدَّد هذا الشهر مخالفات بحوالي (3000) ريال، مُضيفاً أنَّ ذلك نتيجة مخالفات تجاوز السرعة النظامية على الخطوط السريعة، مُضيفاً: "إنَّ مجرد تجاوز السرعة المحدَّدة ولو بشيء بسيط، يجعل السائق يجد فلاش (ساهر) يسابق السيارة، والمشكلة أنَّني لا أملك سوى هذه السيارة مصدر رزق وحيداً، فإذا كان كل شهر ما نكسبه يتحول لحساب (ساهر)، فالتنازل عن هذه المهنة أصرف وأريح، والرزق على الله".
وأضاف أنَّ تخفِّي سيارات وكاميرات نظام "ساهر" تؤكد أنَّ الهدف من هذا النظام هو تحصيل المال من المواطنين، من دون أن يكون الهدف من إقراره الحرص على سلامتهم، داعياً للكشف عن هذا النظام على الطرق، وذلك بوضع لافتات تحذيرية، على أن يتم ذلك قبل مسافة كافية، بحيث لا ينتج عن ذلك إرباك لقائدي السيارات، وبالتالي التسبّب بحدوث حوادث مرورية على الطرق - لا قدَّر الله- مُشدِّداً على ضرورة وضع هذه اللافتات بشكلٍ واضح.
غالي العنزي متحدثاً إلى الزميل نواف العتيبي
سعود العنزي
فارع البلوى
طارق البرهومي
سليمان العطوي