مع بدء موسم التخريج من الجامعات الأمريكية، وانشغال كل الأمريكيين، بدءاً من الرئيس باراك أوباما في حث الجميع على ضرورة التعليم الجامعي، تلقي مجلة ''تايم'' الضوء على شخصيات أمريكية لم تسنح لهم فرص إكمال تحصيلهم الجامعي، ورغم ذلك شقوا طريقهم إلى النجومية والثراء. بيل جيتس يطلق عليه ''الأكثر نجاحاً بين من انقطعوا عن الدراسة في هارفارد'' فيما يدعوه بقية العالم بالأكثر ثراءً في العالم فاسم جيتس، ومنذ أكثر من عقد، ثابت لا يتزحزح في قائمة أثرى أثرياء العام. والتحق غيتس، هوابن لوالد يعمل بالمحاماة وأم مدرسة، بالجامعة المرموقة في 1973، ليقطع دراسته بعد ذلك بعامين لتأسيس ''مايكروسوفت'' مع صديق طفولته بول آلان. وبعد أكثر من ثلاثين عاماً من مغادرته هارفارد، عاد إليها ليتلقى دكتوراة فخرية، وقال في كلمة حفل التخريج: ''لي تأثير سيئ ولهذا دعيت لحفل التخرج، فلو تحدثت أثناء حفل التعريف بالجامعة لكانت قلة منكم هنا اليوم''. ستيف جوبز أجهزة الكمبيوتر ''ماك'' أو ''آي بود'' أو ''أي باد'' لما كانت شقت طريقها لتصبح قوة فعالة في رسم ملامح التقنية الحديثة، لو واصل ستيف جوبز دراسته التي انقطع عنها بعد ستة أشهر من التحاقه بكلية ''ريد'' نظراً لضائقة مالية ألمت بعائلته من الطبقة العاملة. فرانك لويد رايت واحد من رواد هندسة المعمار في النصف الأول من القرن العشرين، ويعد الأشهر في أمريكا، قضى وقتاً في تصميم الصروح العلمية أكثر مما قضاه بين فصولها. التحق بجامعة ويسكونسن ماديسون في عام 1886، وهجر الدراسة بعد عام واحد فقط. انتقل إلى شيكاغو وتدرب على يدي لويس سوليفان ، والد ''الحداثة''. شملت إنجازاته أكثر من 500 عمل، الأكثر شهرة منها ''فولينغ ووتر'' ومتحف غوغنهايم في نيويورك. بكمنستر فولر. مهندس معماري ومفكر ومخترع ومستقبلي، ولم يكمل تحصيله الجامعي كذلك.. طرد من جامعة هارفارد ليس مرة فحسب بل مرتين، تلتها سلسلة من الإخفاقات التي دفعته للتفكير في الانتحار. قام بتصاميم مستقبلية في فترة الأربعينيات من القرن الماضي وصمم منزلاً أطلق عليه اسم ديماكسيون وهو يشبه الطبق الطائر ويمكن تفكيكه بسهولة وتعبئته وحمله إلى أي مكان تنتقل إليه الأسرة.وسئل مرة عن سر النبوغ فقال إنه: مجموعة هائلة من الخبرات يحسن صاحبها استخدامها. جيمس كاميرون جاء المخرج الحائز جائزة الأوسكار إلى هوليوود عبر طرق ملتوية، وهاجرت عائلته من كندا إلى كاليفورنيا عام 1971، حيث درس الفيزياء في كلية فولتون، إلا أن حياته الأكاديمية لم تدم طويلاً، وانقطع عن الدراسة وتزوج بنادلة، ليصبح سائق شاحنة لمدرسة محلية. ولم ينطلق نحو النجومية حتى فيلم ''حرب النجوم'' في 1977 لينضم إلى لائحة المشاهير ويخرج أفضل أفلام الخيال العلمي وأكثرها تكلفة. مارك زوكربيرغ معظم طلبة الجامعات يستخدمون غرفهم في الداخليات إما للنوم أو الدراسة أو للقيام بأشياء خفية دون علم والديهم، وهناك أسس زوكربيرغ الموقع الاجتماعي الأشهر ''فيسبوك''، الذي عني به في الأصل طلاب جامعة هارفارد غير أن شعبية الموقع سرعان ما انتشرت إلى باقي الجامعات والكليات الأمريكية.وما إن زادت شعبية الموقع حتى حزم الطالب أمتعته ورحل إلى كاليفورنيا. وبحسب مجلة ''فوربس'' يسعد زوكربيرغ، أصغر ملياردير في العالم، قدرت ثروته هذا العام بأربعة مليارات دولار. توم هانكس غادر الدراسة في إحدى الكليات في ساكرامينتو لينتسب إلى المسرح الاحتفالي في أوهايو، حيث تعلم مختلف جوانب المسرح من إضاءة لوضع التصميم، ليرسي أسسا لمهنته في هوليوود لينطلق كممثل ومنتج ومخرج وكاتب. هاريسون فورد نجم ''حرب النجوم'' و''إنديانا جونز'' درس الفلسفة في كلية ''ريبون'' ليهجر مقاعد الدراسة قبيل التخرج، حيث اشتغل بعدد من الأعمال الصغيرة في هوليوود، إلا أن عدم رضاه عن تلك الأدوار الصغيرة دفعه للعمل في النجارة، ليعود بعد نحو عقد إلى هوليوود مجدداً، لينطلق نحو الشهرة. المغنية ''ليدي غاغا'' عرفت قبل ''غاغا'' باسم ستيفاني جوان أنجلينا غيرمانوتا، تركت دراسة الفن بعد عام من الالتحاق بكلية ''تيش'' في جامعة نيويورك، لتتابع مسيرتها الموسيقية بدوام كامل. ووقعت عقداً مع تسجيلات انترسكوب وهي في سن العشرين، وأطلقت أول ألبوماتها ''الشهرة'' في 2008. تايغر وودز اختار تايغر وودز لعب الجولف هواة في جامعة ستانفورد حيث كان يدرس الاقتصاد، ولم يمض وقت طويل حتى ترك الدراسة هناك بعد سنتين، ليصبح واحدا من الرياضيين الأعلى دخلا في العالم، وكسب أكثر من 100 مليون دولار سنويا في ذروة حياته المهنية.