اطلع وفد أمريكي من مستشاري وأعضاء الكونجرس الأمريكي على آلية الانتخابات في الغرفة التجارية الصناعية بجدة ومشاركة المرأة الفعالة في عدد كبير من اللجان والنشاطات المتعددة التي تقوم بها أعرق غرف الخليج والخطوات التي اتخذت مؤخرا لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. ولاقى الوفد الذي تكون من 16 شخصية ترحيبا كبيرا في غرفة جدة حيث كان في استقباله لدى زيارته الغرفة أمس الأربعاء رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة الأستاذ محمد عبد القادر الفضل وعضو مجلس الإدارة الشيخ صالح بن علي التركي والدكتورة لما السليمان رئيس مركز جدة لتنمية الموارد البشرية صالح بن لادن وعبد الله رضوان ومضاوي الحسون وعبد الغني صباغ وعدد كبير من أصحاب وصاحبات الأعمال. والزيارة هي الأولى التي يقوم بها وفد أمريكي للسعودية في عهد الرئيس الجديد باراك حسين أوباما الذي تولى مهامه رسميًا في العشرين من الشهر الماضي حيث زار غرفة جدة ضمن برنامجه الذي شمل زيارة مجلس الشورى السعودي وهيئة حقوق الإنسان وعدداً من المنظمات الفاعلة في المجتمع. وأطلع الضيوف على الخدمات التي تقدمها غرفة جدة لاسيما لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة الذين يمثلون 90% من أعضائها، كما تعرفوا على نشاط مركز السيدة خديجة بنت خويلد الذي يعتبر أكبر تجمع لسيدات الأعمال في السعودية، وعلى التطور الإلكتروني الذي وصلت إليه الغرفة بعد حصول قطاع التقنية فيها مؤخرا على شهادة الآيزو العالمية، وتناول الوفد مع مجلس إدارة غرفة جدة وأصحاب الأعمال سُبلَ تعزيز العلاقات الاقتصادية وميزان التبادل التجاري بين البلدين. وقدمت الدكتورة لما السليمان عرضا للضيوف عن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومسيرة النجاح التي حققتها المرأة عبر مركز السيدة خديجة بنت خويلد، ومشروع دعم رواد ورائدات الأعمال، مشيرة أن الغرفة لم تتوقف عند النجاح الكبير الذي تحقق ومازالت تسعى للتخلص من جميع المعوقات وتواصل تحدياتها لتحقيق أفضل المعايير الدولية الخاصة بخدمة أصحاب وصاحبات الأعمال. وألمحت إلى المسيرة الناجحة لمركز السيدة خديجة بنت خويلد في دعم رائدات الأعمال الجدد، وأشارت إلى أنه تم تحقيق نماذج نجاح داخلية تفخر بها غرفة جدة وتعتبر مثالا للعمل الجاد المخلص. وأشارت أن الغرفة تضم 63 لجنة يتم انتخاب جميع رؤسائها، حيث أرست نظاما ديمقراطيا محترما في اختيار كل القيادات الإدارية، مشيرة أن مجلس إدارة الغرفة يضم 4 نساء، وأن المرأة تعمل مع الرجل في خدمة مجتمعها من خلال بيت التجارة بجدة. وبينت أن الخدمات المختلفة التي تقدمها الغرفة سواء من خلال التصاديق أو برنامج كفالة الذي يدعم أصحاب المشاريع الصغيرة، علاوة على البرامج الإنسانية والاجتماعية التي تقدم من خلال مركز جدة للمسؤولية الاجتماعية، كما أشارت إلى الآلية المتخذة في طريقة تصنيف درجات المنتسبين إلى الغرفة. وكشفت أن النساء تشكل 20 % من القوى العاملة في الغرفة، حيث توجد 35 موظفة من مجموع 250 موظفا ، ويدعم مجلس الإدارة تفعيل دور المرأة باعتبارها نصف المجتمع، كما أن بقية الغرف التجارية الصناعية بالسعودية بدأت تشرك المرأة في الانتخابات، وسط دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين. من جانبه.. أكد الشيخ صالح بن علي التركي عضو مجلس الإدارة على أن الغرفة نجحت في الفترة الماضية في زراعة ثقافة العمل الاقتصادي لدى الراغبين في فتح مشاريع صغيرة ومتوسطة، ودعمتهم بشكل كبير من خلال تقديم التسهيلات والدورات التدريبية ومنحهم القروض الميسرة وتقديم مساعدات جوهرية لضمان نجاحهم. وأشار إلى أن هناك توجهات في الوقت الحالي للاستثمار في تحسين البنية التحتية بمدينة جدة، مؤكدا أن ذلك سيعود بالنفع على الاستثمارات الأخرى في القريب العاجل، وسيساهم بشكل كبير على دعم جميع المشاريع المستقبلية وعلى رأسها الصغيرة والمتوسطة. وكشف الأستاذ صالح بن لادن أن ربط الغرف التجارية الصناعية في منطقة مكةالمكرمة مع المدن الصناعية الجديدة التي يتم إنشاءها وعلى رأسها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ سيساهم بشكل كبير في دعم الحركة الاقتصادية وزيادة معدل نموها. واستعرض حسين الجابري من البنك الأهلي التجاري تجربتهم في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتباره من الجهات النشطة في هذا الجانب، مشيرا أن معدل النمو من عام 2001 إلى 2007 وصل إلى 13%. وأشار رئيس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة الأستاذ محمد عبد القادر الفضل أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية وأمريكا تعتبر نموذجا يحتذى حيث تعتبر المملكة هي الشريك الأول في منطقة الشرق الأوسط، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 193.3 مليار ريال إذ ارتفعت الواردات السعودية من الولاياتالمتحدة إلى 45.9 مليار ريال، بينما بلغت الصادرات السعودية إلى الولاياتالمتحدة بلغت 147.4 مليار ريال، وحدث نمو كبير لحجم التبادل الذي ارتفع بنسبة تزيد عن 20%، حيث كان 157 مليار ريال خلال عام 2006م. ومن ناحية اخري استقبل أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه أمس الأربعاء بمقر الأمانة الوفداً من الكونجرس الأمريكي.وأطلع الأمين الوفد الأمريكي على مشاريع الأمانة والتحديات التي تواجهها بالإضافة إلى الخطط المستقبلية للمدينة ودورها في دفع عجلة التنمية التي تشهدها المملكة عموماً، ورد على أسئلة أعضاء الوفد الذي ترأسه الدكتور ويليام أليس وكان معظمها عن أهم مشاريع الأمانة ؛بالإضافة إلى بعض الاستفسارات الأخرى حول طبيعة الحياة في المملكة عموماً. وتطرق المهندس عادل فقيه خلال إجاباته على استفسارات الوفد إلى مشاريع تطوير الواجهة البحرية التي بدأت الأمانة في تنفيذها في الكورنيش الشمالي على طول 12 كيلومتراً وتطوير الكورنيش الأوسط بطول 4,5 كيلومتر، فضلاً عن مشاريع تطوير المنطقة التاريخية التي يشرف عليها أحد أكبر بيوت الخبرة الفرنسية في مجال ترميم المباني التاريخية. أوضح فقية أنه تم إعداد دليل فني متكامل يمكن أي مواطن بالمنطقة التاريخية التي تضم مباني يعود تاريخها لأكثر من 300 سنة من إعادة ترميم منزله، ملقياً الضوء على مشاريع البنية التحتية الجاري تنفيذها سواء تلك التي تخص الصرف الصحي أو الكباري والجسور فضلاً عن المشاريع الأخرى الموجودة بالمدينة. من جانبهم أكد جميع أعضاء الوفد أن ما رأوه في المملكة العربية السعودية خاصة في جدة جاء مخالفاً لكل توقعاتهم ورؤاهم التي تكونت في الأساس من خلال وسائل الإعلام. وقال أحدهم إن هناك معلومات كثيرة كانت غائبة عنه وإنه حصل عليها من خلال احتكاكه المباشر بالشعب السعودي أثناء هذه الزيارة التي يؤكد أنها ستتكرر مستقبلاً. وأشاد الوفد بالجهود المبذولة من قبل حكومة المملكة والتي يتضح أثرها في التطوير الحاصل في كافة مناحي الحياة كالتعليم والنواحي العمرانية ومشاريع البنية التحتية التي تمت والتي لا تزال طور التنفيذ، وقالوا إن زيارتهم كانت مليئة بالمفاجآت خاصة فيما يتعلق بأية سلبيات وصلت إلى مخيلاتهم عن المملكة مؤكدين أنهم استشعروا في هذه الزيارة تلاحماً اجتماعياً فريداً من نوعه وارتباطاً وثيقاً بين أفراد المجتمع والحكومة والمجتمع ككل. وقال أحد أعضاء الوفد إن ما رآه ولاحظه ينفي كل الشائعات المغرضة التي تتداولها أحيانا بعض وسائل الإعلام الخارجي حول المملكة لأهداف غير نبيلة مؤكداً أن ما رآه ولاحظه ينفي كل تلك الشائعات. من جانبه قال المهندس عادل فقيه : إننا لا نلمس في المملكة إلا الأمن ولا نشعر بغير الاستقرار وهو ما يؤكده جميع المواطنين والمقيمين وحتى الزائرين، أما ما يشاع من أخبار مخالفة لذلك فلا ننشغل بها كثيراً لأن الواقع خير برهان. وأضاف فقية : إننا ندرك جيدا دور الإعلام على جميع المستويات لتحقيق كل ما من شأنه أن يبرز الصورة الحقيقية الناصعة للمملكة بصفة عامة ولجدة على وجه الخصوص انطلاقاً من كوننا مواطنين قبل أن نكون مسؤولين؛ وإدراكا لهذه الأهمية فإن فريق العمل بالأمانة يضم مساعدا للأمين للتسويق الاستراتيجي والإعلام هو الدكتور غازي السليماني. وقد أعرب جميع أعضاء الوفد عن سعادتهم بهذه الزيارة التي تعد الأولى لهم عقب انتخاب باراك أوباما رئيسياً للولايات المتحدةالأمريكية، لما تمثله لهم من نقطة إشعاع حضاري وثقافي، مؤكدين تقديرهم للحفاوة والترحيب وكرم الضيافة التي لاقوها في جميع المدن السعودية التي زاروها وفي جدة على وجه الخصوص وفي نهاية الزيارة تبادل الطرفان الهدايا التذكارية.
