اهتمام المملكة بما يجري في اقليم دارفور السوداني المضطرب ليس اهتماماً عرضياً بل اهتمام ينطلق من صميم اهتمام المملكة بقضايا العالم العربي والاسلامي والسعي الدؤوب لمعالجتها. وما عبر عنه مجلس الوزراء من ارتياح لوقف اطلاق النار في ذلك الاقليم والذي أعلنه الرئيس السوداني انما يعبر عن أمل المملكة في أن يعم السلام ذلك الاقليم بل ويعم السودان جميعاً. وقد كان للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدور الرئيس والاساس في اقناع الحكومة السودانية بقبول نشر القوات الدولية لحفظ السلام ، لأن من شأن تلك القوات بعد اكتمال نشرها الحفاظ على سلامة المواطنين في الاقليم سواء في المخيمات أو خارجها ، وقد كانت هذه خطوة رئيسة فتحت الطريق أمام الأممالمتحدة لممارسة دورها في الحفاظ على أمن واستقرار الاقليم وتقديم ما يلزم من مساعدات انسانية ،كما أن المملكة لعبت دوراً كبيراً في ارساء المصالحة بين السودان وجارته تشاد حيث اشرف خادم الحرمين الشريفين شخصياً على هذه المصالحة وأهمية هذه المصالحة تكمن في أن البلدين جاران وشقيقان كما أن المصالحة بينهما ستنعكس ايجاباً مباشرة على الاقليم ، وهي مسألة جوهرية إذا ما أريد لاقليم دارفور أن يكون هادئاً ومستقراً وقطعاً فإن دور المملكة مستمر حتى يعم السلام ذلك الاقليم و ستبذل جهوداً لدى المجتمع الدولي من أجل ترسيخ كل ما يمكن أن يعزز السلام في ذلك الإقليم المضطرب.