المملكة تعزز الاستثمار في القطاع غير الربحي لتحقيق الفائدة الاجتماعية وفق رؤية 2030    اللواء المربع يقف على سير العمل بجوازات منفذ الوديعة    رعى تخريج دفعتين من "القيادة والأركان" و"الدراسات العسكرية" .. وزير الحرس الوطني يدشن «برنامج الحرب»    أمير المدينة: مهتمون بمتابعة المشاريع ورصد التحديات لمعالجتها    2367 ريالاً إنفاق الفرد على التأمين    يفتتح مكتباً لشركة تابعة في باريس.. «السيادي السعودي» يرسخ شراكاته الاستثمارية العالمية    طريق أملج الوجه يحتاج وقفة    أدانت بشدة تصعيد الاحتلال وتوسعه شمال وجنوب غزة.. السعودية تحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني    "الرئاسي" يتحرّك لاحتواء التصعيد.. عصيان مدني واسع في طرابلس    عون يؤكد أهمية تأمين عودة النازحين لبلادهم بشكل آمن.. بيروت تعيد رسم خطوط التواصل مع دمشق    في انطلاق الجولة ال 33 قبل الأخيرة من دوري روشن.. الاتحاد في ضيافة الشباب.. والقادسية يواجه العروبة    وزير الخارجية ونظيرته النمساوية يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية    النصر يكشف عن شعاره الجديد.. ويستعيد رونالدو    سالم يواصل ارتداء شعار الزعيم حتى 2027    طرفا نهائي كأس اليد يتحددان اليوم    مدرب منتخب هولندا: نادم على تصريحاتي بشأن الدوري السعودي    أشادوا بالخدمات المقدمة عبر "الوديعة".. حجاج يمنيون: المملكة حريصة على راحة ضيوف الرحمن    "الداخلية" تدعو للإبلاغ عن من ينقل مخالفي أنظمة الحج    حرس الحدود ينقذ (10) مقيمين " من غدر البحر"    بعد 12 يوماً.. الصيف يدق على الأبواب    الدكتور قزاز: توظيف الدراسات واستخدام "التفاعلية" مع تطوير المحتوى وقياس التأثير يحقق النجاح لإعلام الحج    ضوء صغير    الاستثمار في العقول    كورال روح الشرق يختتم بينالي الفنون الإسلامية 2025    حكاية طفل الأنابيب (5)    الاعتراف رسمياً بالسكري من النوع الخامس    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع طفيف    سيراليون تسجل زيادة في إصابات جدري القردة بنسبة 71% خلال أسبوع    سعود بن نايف يطلق برنامج "تطوع الشرقية"    برعاية نائب أمير الرياض.. بحث مستجدات مجالات الميتاجينوم والميكروبيوم    وكيل وزارة التعليم: في "آيسف" أبهرنا العالم    تجاوز مستفيدي مبادرة طريق مكة «مليون حاج»    الشؤون الإسلامية تُكمل استعداداتها في منافذ الشرقية لاستقبال الحجاج    وزير الحرس الوطني يرعى حفل خريجي كلية الملك عبدالله للقيادة والأركان    تفعيل اقتصاد المناطق    نائب أمير الشرقية يطّلع على تقرير "نور"    أمير تبوك يستقبل نادي نيوم ويبارك لهم تتويجهم بلقب دوري يلو والصعود الى دوري روشن    جمعية مالك للخدمات الإنسانية بالمحالة في زيارة ل "بر أبها"    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤكِّد على تسخير كافة الوسائل التقنية ووسائل الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات الرئاسة العامة في حج هذا العام    الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق 12 وافدا و8 مواطنين لنقلهم 60 مخالفا لا يحملون تصاريح لأداء الحج    المملكة.. إخراج سورية من عزلتها    «الدعم» تقصف مخيم نازحين وتوقع 14 قتيلاً بدارفور    حرس الحدود ينقذ 10 مصريين بعد جنوح واسطتهم البحرية    إيران: شروط واشنطن ستُفشل المحادثات النووية    تواصل سعودي نمساوي    الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان الإسرائيلي    نائب ترمب: الولايات المتحدة قد تنسحب من حرب أوكرانيا    "الصحة العالمية": نواجه عجزا بنحو 1.7 مليار دولار خلال العامين المقبلين    محافظ أبو عريش يرأس لجنة السلامة المرورية الفرعية    مجموعة فقيه للرعاية الصحية تحصل على اعتماد JCI للمؤسسات كأول مجموعة صحية خاصة في المملكة    حلول واقعية لمعالجة التحديات المعاصرة التربوية    لمسة وفاء.. الشيخ محمد بن عبدالله آل علي    الشؤون الإسلامية تختتم الدورة التأصيلية الأولى في سريلانكا    نائب أمير عسير يستقبل القنصل الجزائري    9.5% تراجعا في تمويل واردات القطاع الخاص    قصائد فيصل بن تركي المغناة تتصدر الأكثر مشاهدة    النفط يتعافى مع مؤشرات بتراجع التوترات الجيوسياسية    رئيس جمعية «مرفأ» الصفحي يهنئ أمير جازان ونائبه على الثقة الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم الوطني.. حكاية سابك و4 عقود من النمو وتنويع مصادر الدخل
تعزيز الشراكات العالمية وفتح المجالات أمام الكوادر الوطنية الشابة
نشر في المواطن يوم 22 - 09 - 2020

تأسست السركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) في التاسع من شهر سبتمبر 1976م، ذات الشهر الميلادي الذي تحتفل فيه المملكة العربية السعودية سنوياً بيوم توحيدها، على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، -رحمه الله-، ومن بعده أبنائه الملوك الكرام، الذين واصلوا صناعة النهضة الحضارية التي شملت جميع المجالات، لا سيما البشرية، والعمرانية، والصناعية، والزراعية، والصحية، والتعليمية، والثقافية.
وقبل أكثر من 44 عاماً، ما يقارب نصف مسيرة الوطن الذي يكمل عامه التسعين، قررت القيادة الرشيدة الانتقال بالمملكة من دولة يشكل البترول مصدر دخلها الوحيد، إلى دولة تتنوع فيها مصادر الدخل، عبر تأسيس شركة (سابك)، للاستثمار الكثيف في صناعة البتروكيماويات، التي تعد مقياساً لتقدم الأمم بوصفها الصناعة التي تطبق أحدث التقنيات العالمية، والمحور الذي تتمركز حوله مختلف الصناعات التحويلية، وكذلك سائر القطاعات الإنتاجية الأخرى، إلى جانب كونها رافداً لبناء أجيال صناعية قادرة على التعامل مع أحدث المعطيات التقنية.
وبكل فخر واعتزاز، تقف (سابك) اليوم شاهداً رائداً على حكمة قيادة الوطن، ونظرتها الثاقبة، وجهودها الدائبة لتطوير ثروات الوطن البشرية لاستثمار الموارد الطبيعية للمملكة، وإقامة صناعات تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وزيادة نسبة إسهام القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي. وتطمح الشركة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- إلى المساهمة الفعّالة لتحقيق (رؤية المملكة 2030م) الواعدة بمستقبل حيوي ومزدهر، وتتطلع إلى دعم نمو الاقتصاد العالمي واغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، من خلال رئاسة المملكة العربية السعودية قمة مجموعة العشرين.
فخلال أكثر من أربعة عقود؛ حققت (سابك) مستويات عالية من النمو جعلتها ثالث أكبر الشركات الكيماوية المتنوعة، ورابع أكبر الشركات البتروكيماوية العالمية، إلى جانب مواصلة علامتها التجارية صعودها العالمي، حيث ارتفعت قيمتها إلى 4.33 مليارات دولار أمريكي وفق تصنيف مجلة (براند فاينانس(، ما يعكس ارتفاع مكانة )سابك) التجارية بين زبائنها والأطراف ذات العلاقة بأعمالها.
سابك أساس الصناعات التحويلية في المملكة
وتشكل منتجات (سابك) أساساً للعديد من الصناعات التحويلية، كما تلبي هذه المنتجات حاجات البشر الضرورية من مسكن وغذاء وكساء وتنقل، فقد لعبت منتجاتها من الحديد والصلب دوراً متصاعداً في تحقيق النهضة العمرانية التي تعم أرجاء المملكة، وتمتد إلى البلدان الشقيقة والصديقة. كما أسهمت مغذياتها الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي المحلي والعالمي، وتغذي منتجاتها المبتكرة والمتنوعة العديد من الأسواق والمجالات التي لا حصر لها، مثل: النقل، والبناء والتشييد، والأجهزة الطبية، والمعدات الكهربائية والإلكترونيات، والطاقة النظيفة، والتغليف، والمغذيات الزراعية.
تنتشر أعمال (سابك) في أكثر من (50) بلداً في جميع أنحاء العالم، عبر (68) موقعاً تصنيعياً، يعمل فيها حوالي (33) ألف موظف. وطوّرت شبكة إمداد وتسويق متقدمة تساندها مرافق متنوعة في مختلف أسواق العالم، لإيصال صادراتها إلى أكثر من (100) دولة. ويعزز ذلك منظومة بحثية وتقنية وصل عددها (21) مركزاً، تتوزع في كل من الرياض، والجبيل الصناعية، والصين، والهند، وكوريا الجنوبية، وأوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. ونجحت هذه المنظومة المتطورة في تسجيل أكثر من 12.540 براءة اختراع حول العالم.
المشاركات الاستثمارية مع الشركات العالمية
حكاية (سابك) انطلقت في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي، بالاعتماد على مفهوم المشاركات الاستثمارية مع الشركات العالمية الرائدة لهدف نقل المعارف والخبرات التصنيعية. ففي عام 1983م بدأت (سابك) باكورة إنتاجها الصناعي من خلال شركاتها التابعة (حديد) و(البيروني) و(الرازي)، وتبعتها شركة (غاز) في العام 1984م. ومن ثم بدأت ست شركات إنتاجها دفعة واحدة في العام 1985م وهي شركات: (صدف) و(ينبت) و(بتروكيميا) و(كيميا) و(شرق) و (ابن سينا)، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام المهتمة بالصناعة للإشادة بهذا التطور الكبير الذي حققته المملكة في زمن قياسي. ومنذ انطلاق الشركة لم تتوقف مسيرتها التنموية، ففي العام 1985م بلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية لمجمعاتها الصناعية (6.3) ملايين طن متري، ليواصل تصاعده عاماً تلو عام حتى بلغ (72.6) مليون طن متري نهاية العام 2019م.
ولم تكتفِ (سابك) بتعزيز قدراتها التصنيعية محلياً في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، بل انطلقت نحو الآفاق العالمية، حيث بدأت في العام 2002م بالاستحواذ على قطاع البتروكيماويات في شركة (دي إس إم) في أوروبا، التي تمتلك مرافق تصنيع في كل من هولندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة. كما استحوذت في العام 2006م على شركة (هانتسمان) للبتروكيماويات في المملكة المتحدة التي شكلت إضافة مميزة لعمليات (سابك) في أوروبا.
وعززت (سابك) انتشارها الجغرافي في العام 2007م بامتلاك قطاع الصناعات البلاستيكية التابع لشركة (جنرال إلكتريك) الأمريكية، الأمر الذي أسهم في تنمية باقة منتجات الشركة والتوسع في صناعة المنتجات المتخصصة ذات القيمة النوعية والإضافة المميزة. وحتى تصبح واحدة من أهم خمس شركات متخصصة في مجال المنتجات المتخصصة على مستوى العالم، استحوذت (سابك) على 31.5% من أسهم شركة (كلارينت ايه جي) السويسرية التي تعمل في مجال المنتجات المتخصصة. ولا تزال (سابك) تستشرف فرص الاستثمار لمواصلة مكانتها الرائدة ضمن أسرع الشركات نمواً في العالم.
وكجزء أساسي من إستراتيجيتها للعام 2025م، وبرنامجها الخاص للاستدامة، تواصل (سابك) الاستثمار في مشاريع الاقتصاد الكربوني الدائري، من خلال سلسلة من المبادرات النوعية المتكاملة، في مقدمتها إنشاء أكبر مصنع في العالم لجمع وتنقية ثاني أكسيد الكربون، الذي يعتبر مثالاً ليس فقط لالتزام المملكة بخفض انبعاثاتها من الكربون، بل وتحويل الانبعاثات إلى قيمة، حيث يتولى المصنع جمع حوالي نصف مليون طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون المصاحب لعمليات التصنيع في مجمع (المتحدة) بالجبيل، ومن ثم تنقيته، وضخه إلى الشركات التابعة لاستخدامها في تصنيع اليوريا، والميثانول الكيماوي، والهكسانول الإيثيلي، وغيرها من المواد المستخدمة في إنتاج منتجات عظيمة الفائدة، بما يلبي حاجات قطاعات الأغذية والمشروبات والصناعات الطبية وغيرها.
إعادة تدوير النفايات البلاستيكية كيميائياً
وتعد (سابك) أول شركة بتروكيماويات في العالم تلتزم بتوسيع نطاق عملها في مجال إعادة تدوير النفايات البلاستيكية كيميائياً وتحويلها إلى البوليمرات الأصلية. وتمثل مبادرة (تروسيركلTM) مظلة عامة تشمل حلولها الدائرية التي وضعتها في طليعة رواد صناعة البوليمرات الدائرية المعتمدة وفق مفهوم الاقتصاد الدائري، من خلال تمكين زبائنها من استعادة المواد من مصادر النفايات وإعادة تدويرها، وإنتاج منتجات جديدة تحقق أهداف الاقتصاد الدائري. وقدمت (سابك) العديد من الحلول التي تخدم الاقتصاد الدائري، والاستفادة من النفايات البلاستيكية المختلطة بإعادة تدويرها كيميائياً، الأمر الذي عزز حضور الشركة في "تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية"، الذي انضمت إليه (سابك) عضواً مؤسساً في مطلع العام الماضي. كما طورت (سابك) العديد من حلول الاستدامة التي تصدر انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بالمواد التقليدية، أثناء عملية الإنتاج، أو تحقق وفراً أكبر خلال مراحل دورة حياة المنتج، وتشمل مجموعة واسعة من الحلول يمكن استخدامها في كثير من القطاعات الصناعية.
في ذات الوقت، تواصل (سابك) التزامها وتكثيف جهودها، لتظل رافداً فاعلاً لتمكين (رؤية 2030م)، ومحركاً قوياً وطموحاً لدفع الجهود الرامية إلى تقليل اعتماد المملكة على الصادرات النفطية، وبناء اقتصاد واسع التنوع من أجل مستقبل مستدام، والمساعدة في تحفيز الاقتصاد الوطني وتعظيم المحتوى المحلي، وتعزيز النمو والتنوع لتوليد الفرص الوظيفية والاستثمارية للإسهام في تحقيق الرؤية، والاستفادة من الحضور العالمي والعلاقات الإيجابية مع الشركاء والزبائن من حول العالم لجذب الاستثمارات واستقطاب الخبرات العالمية، لتعزيز قدرات الصناعات المحلية وتمكينها من التنافس والنمو عالمياً، وتنمية صادرات المملكة وتحسين ميزان التبادل التجاري، ورفع نسبة مساهمة القطاعات الصناعية في الناتج المحلي الإجمالي.
وقد أصبح برنامج (نساندTM)، الذي أطلقته (سابك) محركاً للتوطين، منصة وطنية تتعاون خلالها مؤسسات القطاعين العام والخاص لمساعدة الشركات الصغيرة على بدء نشاطها، وتمكين الشركات القائمة من التطور وإنماء أعمالها. وقد واصلت الشركة هذا العام دعم المبادرات المختلفة في مجالات الأعمال، وزيادة حجم المشتريات المحلية، ومساعدة قطاع الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في تقليل نسبة البطالة، وبناء القدرات المحلية، وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. ويضم برنامج (نساندTM) أربعة ركائز هي: (مؤهل) لتطوير القوى العاملة، و(انتماء) الذي يُشكل بوابة فرص لتلقي فرص المستثمرين وتحليل وتقويمها وتحديد جدواها، و(داعم) الذي يسهل دعم (سابك) لفرص الاستثمار المعتمدة، و(صناديق الاستثمار)، التي تحدد وتيسر حلول التمويل للمشاريع التي أثبتت جدواها التجارية.
وتقدم لبرنامج (نساندTM) في العام الماضي 832 طلباً للاستثمار، تمت الموافقة على انتقال 453 مستثمراً إلى مرحلة ما قبل دراسة الجدوى، ونقل 205 طلبات منهم إلى المرحلة التالية؛ ووافق البرنامج على 132 طلباً بعد إتمام دراسات الجدوى الخاصة بها؛ فيما تخرج 62 مرشحاً حصلوا على حزم الدعم الكامل، ليعملوا في 8 مجالات من أصل 12 مجالاً تستهدفها الاستراتيجية الصناعية الوطنية للمملكة العربية السعودية. إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات في إطار مبادرة (إكس سابك)، التي تسعى إلى توفير التدريب على رأس العمل لفترة تمتد من ثلاثة إلى سبعة أشهر في مواقع (سابك) والشركات التابعة في المملكة، للمساهمة في إيجاد فرص عمل للشباب السعودي من خلال تأهيل المواهب الوطنية لدعم الشركات المحلية التي تسهم في زيادة المحتوى المحلي انسجاماً مع أهداف الرؤية الوطنية الطموحة.
ويركز (مؤهل) لتطوير القوى العاملة على توفير الفرص الوظيفية، وتوطين الوظائف الحالية، وتعزيز قدرات وإمكانات أصحاب العمل المحليين. وقد أسهم في إيجاد 2.215 وظيفة للكوادر السعودية، وساعد في الوقت ذاته على تعزيز قدرات 85 موظفة سعودية وتأهيلهن للعمل في قطاع تقنية صناعة المطاط، فضلاً عن تأهيل 70 من رواد الأعمال لتمكينهم من بدء مشاريعهم الخاصة مستعينين بأفكارهم التجارية في جميع المراحل بدءاً من الفكرة وحتى التنفيذ.
وفي مجال إحلال الواردات؛ تضطلع (سابك) بدور رائد في دعم الصناعات المحلية المتميزة ومعاونتها على إحلال منتجاتها محل المنتجات المستوردة، وقد نجحت في تأمين وتسليم الدفعتين الأولى والثانية من البيوتادايين إلى (الشركة العالمية للصناعات التحويلية) لإنتاج السلفولان؛ لتتمكن الأخيرة عبر هذه الصفقة من إنشاء مجمع عالمي في مدينة الجبيل الصناعية لإنتاج مجموعة واسعة من الكيماويات المتخصصة المستخدمة في الصناعات التحويلية. ومن المتوقع أن توفر هذه الصفقة عددًا من المنتجات التي تستورد حالياً، وتقديمها محلياً لمختلف القطاعات الصناعية بما فيها الصناعات العطرية، والدوائية، والزراعية.
وتمكيناً للمرأة، أطلقت (سابك) مبادرة لتعزيز جهود توظيف المرأة في القطاع الصناعي، وتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بكوادر نسائية مؤهلة تم تدريبهن عملياً في (سابك) لإثراء مهاراتهن في المجالات ذات الصلة، بدعم وتوجيه من ذوي الخبرة في الشركة، وتُمنح الموظفات المشاركات في البرنامج فرصة العمل في (سابك) أو إحدى شركاتها التابعة، لمدة تتراوح بين أربعة أشهر و12 شهراً، ما يُكسبهن المهارات والخبرات التي تساعدهن على التنافس في سوق العمل المحلية، ويؤهلهن لتطبيق هذه المهارات عملياً في جهات العمل الجديدة التي يلتحقن بها.

وتستشرف (سابك) السنوات المقبلة بالتركيز على الاستثمار الأمثل لمواردها وإمكاناتها، بما في ذلك "موطن الابتكارTM" ومنظومة مراكزها التقنية حول العالم، لدفع الجهود الرامية إلى بناء اقتصاد محلي قوي متنامٍ ومستدام، قادر على توفير فرص العمل للمواطنين السعوديين، وتلبية احتياجاتهم المستقبلية. وستسهم مبادرتها للمحتوى المحلي بدور أساسي في جذب واستقطاب الاستثمارات في مجالات الابتكار والتقنية، والمشتريات والتصنيع، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية للعناصر السعودية، وتعزيز النمو والتقدم نحو تلبية أهداف (رؤية 2030م).
دعم جهود مجابهة كورونا
ولأن المملكة والعالم في مواجهة تداعيات وآثار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، تواصل (سابك) المساهمة بمسؤولية أكبر لدعم الجهود الوطنية في مواجهة هذا الوباء، وتتعاون الشركة بالالتزام بالإجراءات الاحترازية وتطبيق التعليمات الوقائية، وقد بادرت بتقديم قرابة 160 مليون ريال سعودي لمساعدة الجهات الطبية لمواجهة هذا الفيروس، وضمان الأمن الصحي للمجتمع.
وركزت (سابك) جهودها على توفير الإمدادات اللازمة لموظفي الخطوط الأمامية من الكوادر الطبية، شملت المعدات الطبية والمنتجات الوقائية الخاصة بالممارسين الصحيين، حيث قدمت 1.25 مليون عبوة خاصة بالمعقمات اليدوية، و10 ملايين قفاز طبي، و500 ألف معطف طبي للاستخدام الواحد. كما قدمت الشركة 11.700 طن متري من الإيثانول المستخدم في إنتاج المعقمات اليدوية. إضافة إلى تسريع (سابك) لأعمال تطوير راتنجات بولي بروبيلين المستخدمة في صناعة أقنعة الجهاز التنفسي وأقنعة الطواقم الطبية الجراحية. وتقديم دعم خاص لزبائن البوليمر المحليين المساهمين في المحتوى المحلي لمواجهة الوباء، باعتماد الدفع الآجل لثلاثة أشهر، مع تحمل (سابك) التكلفة الإضافية بما يزيد عن 12 مليون ريال سعودي.
وأطلقت (سابك) حملة جمع تبرعات بين موظفيها العاملين في السعودية لمساندة المتضررين من إجراءات الحد من انتشار جائحة كورونا، وقد التزمت الشركة بالمساهمة بدفع مبلغ مماثل لما سيقدمه موظفوها في نهاية الحملة، تشجيعاً منها ومضاعفة لأثر تبرعهم، وستقدم المساعدات المالية للمتضررين عبر "صندوق موظفي سابك الخيري" (بِرّ)، ووفق الأنظمة المعمول بها في المملكة.
خطوات استباقية وإجراءات احترازية
ولأنها شركة مسؤولة ورائدة عالمياً، اتخذت (سابك) خطوات استباقية وإجراءات احترازية تتماشى مع التعليمات الحكومية ووفق أعلى معايير السلامة، لضمان صحة موظفيها وعائلاتهم، ودعماً لأعمال زبائنها وشركائها. تضمنت هذه الجهود تفعيل العمل عن بعد بتحويل موظفي (سابك) للعمل من المنزل حماية لهم ولعائلاتهم، ورفع مستوي وعي منسوبيها تجاه هذا الوباء لضمان سلامتهم وذويهم؛ من خلال دورات تثقيفية عبر الإنترنت، وإعلانات توعوية عبر البريد الإلكتروني، ومحتوى وقائي في الشاشات الداخلية، لتمكين الموظفين من المساهمة بفاعلية في استمرارية أعمال الشركة في ظل تطبيق التباعد الاجتماعي.
كما تستمر (سابك) في التواصل مع طلاب الابتعاث والموظفين الزائرين للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم، وفي هذا الإطار؛ وفّرت الشركة طائرة خاصة لإجلاء طلابها المبتعثين وموظفيها الزائرين نظراً لتعطل خطوط الطيران الدولية، وتعاونت (سابك) مع الجهات الحكومية المعنية ونجحت في إحضارهم إلى المملكة مع بقائهم تحت الحجر الصحي وتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي، وتتواصل الشركة مع الأطراف المعنية لمتابعة أحوال منسوبيها من مختلف المناطق حول العالم.
سابك تواصل مسيرة التحول الطموحة
وقد أعدت (سابك) نفسها لمواصلة استراتيجيتها للتحول ومسيرتها الطموحة، ومقابلة تحديات العام 2020م وما يليه، لتوثيق مكانتها العالمية الرائدة في مجال صناعة الكيماويات، ومواصلة تحسين أدائها لما فيه صالح مساهميها، وتعزيز هويتها ورسم مستقبل نموها وميزاتها التنافسية، ومواصلة الاستثمار في الابتكار لإيجاد الحلول التي تحقق أهداف الاقتصادات الدائرية منخفضة الكربون، وتوفر حلولاً تجارية واقتصادية قابلة للتطبيق، وتعزيز ريادة المملكة في مجال الاقتصاد الكربوني الدائري، وتوظيف الابتكار لخدمة البيئة وازدهار التنمية المستدامة في المملكة والعالم، وتحقيق قيمة مضافة عالية في جميع أبعاد الاستدامة، بما يجسد شعارها "كيمياء وتواصلTM".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.