وجهنا اليوم هو سليمان بن عواض الزايدي، عضو مجلس الشورى السابق، وأحد وجهاء مكةالمكرمة ورجالات التربية والتعليم. حصل الزايدي على بكالوريوس اللغة وآدابها من جامعة الملك عبدالعزيز، وعلى الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة أوكلاهوما الأمريكية، وتولى العديد من المناصب التربوية، منها مديرًا للتعليم في ينبع، ثم بالعاصمة المقدسة، فمديرًا عامًا للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة. كما أختير عضوا في مجلس الشورى لثلاثة دورات متتالية، وشغل منصب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس. التقيناه عبر زاوية "وجوه وشموس" لنتعرف على جوانب أخرى من حياته وشخصيته، ربما نقرأها لأول مرة، من خلال هذا الحوار. ذاكرة أولى ** رحلتنا معك تبدأ من ذاكرة السنين.. حكايات الزمن الأول؟ - دعني أبدأ معكم من الورقة الأولى، مسقط الرأس بني سعد بالطائف، أرض حليمة السعدية التي وطأتها الأقدام الشريفة.. أرض النقاء والصفاء والوفاء والذكاء. ** ماذا بقي من ذاكرة تلك الورقة؟ - أبرز ما يطوف بخيالي تلك الصورة الجميلة لمجتمع القرية، مجتمع الأسرة الواحدة، مجتمع الحب والألفة، المجتمع الذي تذوب فيه الفوارق الاجتماعية، ولاشك أن أجمل وجهين ذبت حباً فيها هما وجها أبي وأمي، فقد كانا يمثلان البيت المطمئن بكل معنى الكلمة. قيادات تعليمية مؤثرة ** في مرحلة التعليم، ماذا تحفظ من أسماء كان لها وضوح في مسيرتك؟ - في مراحل حياتي التعليمية هناك الكثير من الشخصيات التي أثرت على مسيرتي التعليمية، ومنها شقيقي محمد وأساتذتي الكثر، وما يمكن قوله هو أن معلمي تلك الحقبة كانوا نجومًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. ** ومن القيادات التعليمية التي أثرت فيكم؟ - قد نتحدث عن مديري تعليم الطائف، كان لهم تأثير وهم عبدالرحمن العيدان الذي غير مسار تعليمي إلى دار التوحيد، وعبدالله الحصين الذي كنت أتابع مقالاته في عكاظ، وسعد عبدالواحد الذي زاملته.. -رحمهم الله جميعًا-. تربوي إعلامي ** أنت بالإضافة إلى كونك تربويا عملت بالإعلام في وقت مبكر؟ - نعم، بدأت في جريدة الندوة عام 1385ه وكنت أغطي للجريدة أخبار المدارس والدوائر الحكومية، ثم أشرفت على مكتبة اليمامة الصحفية بالطائف ثم في عكاظ بعد ذلك. ** ولماذا لم تواصل رغم حبك للإعلام؟ - كثرة المهام والمسؤوليات وبالذات طيلة عشرين عامًا، حيث كنت مديرًا للتعليم في ينبع ثم العاصمة المقدسة ثم محافظة جدة. الصحافة.. والمراحل ** كمتابع قديم للصحف.. ما رأيك فيها بشكل عام، وكذلك رؤساء التحرير؟ - أنا من الملتزمين بقراءة الصحف الورقية رغم طغيان الإعلام الجديد الإلكتروني، فالصحيفة أصبحت جزءا من تكويني الشخصي، ولا أستطيع أن يمر يوم دون أن أقرأ الصحف السعودية. وقد عاصرت معظم مراحلها من الأفراد إلى المؤسسات، وأظن الكثيرين غيري مثلي. القيادات الصحفية ** لم تجبني على الشطر الثاني من السؤال.. رؤساء التحرير؟ - كل رؤساء التحرير يتم اختيارهم بعناية، وقد مر على صحافتنا مجموعة من رؤساء التحرير كانت لهم بصمات واضحة وأسهموا في تنمية البلاد ويتمتعون بحس وطني رفيع كحامد مطاوع وتركي السديري وهاشم عبده هاشم وخالد المالك وقينان الغامدي وغيرهم. كُتاب أتابعهم ** الكُتاب الذين تحرص على متابعتهم؟ - مازن بليلة، خلف الحربي، محمد الحساني، الذكير، الخذندار. قيادة المرأة ** أعرف أثناء وجودكم في مجلس الشورى ناقشتم قضية قيادة المرأة للسيارة؟ - عندما كنت رئيسًا للجنة حقوق الإنسان، وجدنا أن الأمر لا يحتاج إلى إصدار قرار من مجلس الشورى لأن نظام المرور يعطي الحق للمرأة والرجل على حدِ سواء بقيادة السيارة اذا ما توفرت شروط القيادة فيهما.أما كون المرأة لم يسمح لها بالقيادة فالأمر يعود إلى قناعة السلطة التنفيذية وقبل ذلك إلى قناعة المجتمع. نتابع السجون ** بوصفكم مشرفًا على فرع جمعية حقوق الإنسان بمكةالمكرمة.. ماذا أنجزتم؟ - التنظيم لحقوق الإنسان شهد تأخرا كبيرا، ولكن الدولة بدأت بداية جيدة خلال السنوات الماضية وبدأت تؤسس لفكر حقوقي يمكن أن يعتمد عليه مستقبلًا. ** هل تتابعون كل الجهات وتدخلون كل الأماكن؟ - نعم.. ندخل كل الجهات سواء وردتنا شكاوى أم لا.. وهناك تعاون مع حقوق الانسان، ومن ذلك أن وزارة الداخلية سمحت للجمعية بفتح مكاتب لها في أكثر السجون أهمية. الحملات على التعليم ** نشهد تتابع حملات إعلامية مركزة على التعليم.. لماذا؟ - مشكلة التعليم أن الجميع ينظّر له ويتحدث عنه وينتقده دون فهم لمنظومة التعليم، وأنا ممن يدعون إلى ترك الشأن التعليمي للمختصين فيه ولرجاله.