حذرت السعودية من خطر استمرار النهج الإسرائيلي الدموي ضد قطاع غزة وسكانها، معربة عن إدانتها بأشد العبارات لعمليات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومواصلتها ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات فعلية تضع حدًا لهذا النهج الإجرامي القائم على انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وطالبت المملكة في بيان لوزارة الخارجية، الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن باتخاذ قرارات فورية لوقف آلة القتل والتجويع والتهجير الإسرائيلية ضد شعب فلسطين الشقيق، وتطبيق جميع القرارات الدولية ذات الصلة على سلطات الاحتلال بكل حزم؛ بما يحافظ على الأرواح البريئة في قطاع غزة ويضمن الوقف الفوري لكل أشكال الإبادة الجماعية والتهجير القسري. وواصل الجيش الإسرائيلي أمس (الأربعاء) توسيع عملياته البرية داخل مدينة غزة، حيث استهدف القصف برج الظافر 5 في حي تل الهوى، بعد أيام من تدمير عدة أبراج سكنية وتجارية بينها "برج السوسي" و"برج الرؤيا". وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن العملية تمثل "خطوة أساسية نحو قلب مدينة غزة"، مشيرة إلى تقديرات بوجود ما بين ألفي إلى ثلاثة آلاف مقاتل من حماس داخلها. وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صعّد لهجته، قائلاً:" إن غزة تحترق وستتحول إلى شاهد قبر لحركة حماس"، بينما أعلن الجيش تدمير عشرات المواقع التي وصفها ب"العسكرية" وتكثيف الضربات الجوية والمدفعية، التي تجاوزت 150 هدفًا خلال يومين. كما أشار إلى فتح "مسار انتقال مؤقت" عبر شارع صلاح الدين لنزوح السكان جنوبًا لمدة 48 ساعة. ومع تصاعد العمليات، انقطعت خدمات الإنترنت والاتصالات في مدينة غزة وشمال القطاع، فيما أعلنت وزارة الصحة أن مستشفى الرنتيسي للأطفال تعرض لقصف مباشر أصاب طوابقه العليا ثلاث مرات متتالية، ما أدى إلى إجلاء نصف المرضى ووقف العديد من العلاجات، رغم كونه المركز الوحيد المتخصص في علاج الأورام وغسيل الكلى وأمراض الأطفال. الضحايا المدنيون يتزايدون بوتيرة سريعة، حيث أعلنت مصادر طبية عن مقتل نحو 100 شخص خلال ساعات، بينهم 35 منذ فجر اليوم، لترتفع حصيلة الحرب المستمرة منذ قرابة عامين إلى أكثر من 64 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة التي تعد أرقامها"موثوقة" وفق الأممالمتحدة. على الصعيد الدولي، أصدرت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة تقريرًا تاريخيًا يتهم إسرائيل للمرة الأولى بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة. الأمين العام أنطونيو غوتيريش حذر بدوره من أن إسرائيل عازمة على"الذهاب حتى النهاية" في حربها، دون استعداد جدي للدخول في محادثات سلام. وفي خضم هذا التصعيد، يبقى مصير 48 رهينة إسرائيليًا محتجزين لدى حماس غامضًا، وسط مخاوف من استخدامهم ك"دروع بشرية"، وهو ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتحذير من أن الحركة"ستدفع ثمنًا باهظًا" إن مسّت أيًا منهم. في المقابل، حمّلت عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن حياتهم. أما الوضع الإنساني في القطاع، فيتفاقم بشكل غير مسبوق، إذ نزح ما يقارب 400 ألف فلسطيني نحو الجنوب، رغم غياب أي مناطق آمنة، وفق تقارير أممية، ما يجعل غزة اليوم على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة.