كل شخص منَّا يعيش مشكلات على اختلافها كبيرة كانت أم صغيرة. وكلنا لديه مشكلات بحكم أننا كائنات تتطور وتنمو وتتغير. الحياة مركبة من طرفين، فمن المستحيل أن تُختزَل الحياة في شكل واحد فقط، لأننا بطبيعتنا البشرية نصاب بالملل مع الوقت. لو تمعنَّا قليلًا في كل الأمور والأحداث، لوجدنا أن الحياة ليست سيئة بالدرجة التي نتصورها، بل إننا نحن من اخترنا طريق التشاؤم والبؤس. ولأننا نريد أن نكون أفضل نفسيًّا فإنه من الضروري أن نغير نظرتنا إلى الحياة. كلما كانت نظرتنا أكثر إيجابية كانت حياتنا أهدأ، ولو لم يحدث ما انتظرناه من أحداث جميلة فإننا حصرنا مدة الخوف والقلق بمدة أقل بكثير. وأمثلة ذلك: أن نرى في الأطفال نعمة وبابًا للجنة، بدلًا من أن نراهم عبئًا يهدد راحتنا ومسؤولية صعبة. أو أن نرى في المشكلات البسيطة محركًا لحياتنا بدلًا من أن تكون روتينًا مُملًّا. أما المشكلات الكبيرة فهي ابتلاءات تُرفع بها درجاتنا وتُمحى بها السيئات، ولا بد لها أن تُحل، ولا بد من فرج يجبر الخاطر. قد ينسحب شخص ما من حياتك فتكون منزعجًا في البداية، قد يكون هذا الشخص يحسدك أو يصيبك بالعين وأنت لا تعلم، وخروجه من حياتك يفتح لك أبواب الخير والرزق، في الوقت الذي يصبح هو جاهلًا لتطورات حياتك، وتغيب عنه تفاصيلك. كما أن السلبيين والمتشائمين هم مصدر السلبية والعكس صحيح، إذ إنك لو أحطت نفسك بأناس إيجابيين لهم نظرة تفاؤل لوجدت نفسك شخصًا حيويًّا وأكثر إيجابية، ومن ثَم أكثر تطورًا وراحة مع إنتاجية أكبر من أي وقت مضى. لا تنسَ أن كل متوقع آتٍ وأن الاختيار بيدك. فإن أردت قدوم الخير إليك فتوقع الخير وتفاءل واستبشر به، وإن توقعت الشر فستلقاه كذلك. وتذكر أن الله معك، وهو الذي لا يخفى عليه شيء ولا يضيع عبده أبدًا. وكلما أحسنت الظن بالله وتيقنت أن ما يحدث هو خير لك، فإن الطمأنينة ستحل محل كل خوف، وستجدها في حياتك بإذن الله.