كما أن للسلع والمنتجات ضمان تجاري يكفل للمشتري ثمن المبيع إذا وقعت به أعطال أو ظهرت به عيوب أثناء مدة زمنية معينة، كذلك الزواج يوجد له ضمان يكفل نجاح الزواج دون مدة زمنية محددة إذا أسس الشريكان (الزوجان) بنيان الزوجية على تقوى من الله، والمعاشرة بالمعروف، والمودة والرحمة، والاحترام، والتغافل، واستمر الحال على ذلك بينهما مدى الحياة، ولكن قد يكون ضمان الزواج محدد بمدة زمنية معينة إذا لم يلتزم الزوجين أو أحدهما بالحقوق والواجبات الزوجية. وبعد تقوى الله التي هي أساس نجاح العلاقة بين الزوجين، والتعامل مع شريك الحياة بالمودة والرحمة لقوله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) يأتي الاحترام المتبادل بين الزوجين، وتجنُب انتقاد ولوم وتأنيب شريك الحياة على السلوكيات السلبية، واستبدال ذلك بالمدح على كل سلوك إيجابي يفعله، وتكرار عبارات المدح مثل شكرًا أو جزاك الله خير أو الله يعطيك العافية، أو الله يحفظك أو الله يسعدك، وغيرها من العبارات، ومع الوقت سوف يتغير الشريك للأفضل وسوف يستمر على فعل السلوكيات الإيجابية. كما أن التغافل عن السلبيات يجعلها تخف ولا تتكرر وقد تزول، لأن الانتقاد واللوم والتأنيب يولد العناد، ويغذي السلبيات، ويجلب المشاكل، ويدمر العلاقة بين الزوجين، أما الاحترام والمدح والتغافل فيغذي الحب بين الزوجين ويعمر العلاقة بينهما، لأن كل طرف يحب سماع المدح فيه، وأن يحترمه ويتغافل عن زلاته الطرف الآخر، وسوف يكون مرتاحًا وسعيدًا في السكن مع شريكه لأنه مغمور بالمودة والرحمة، والمعاشرة بالمعروف، والاحترام. إن المشاكل والخلافات الزوجية طبيعية، ولا بد أن تقع بين الزوجين، شئنا أم أبينا، ولم يسلم منها البيت النبوي ولا بيوت الصحابة، ولكن المطلوب احتواء المشاكل والتخفيف منها قدر الإمكان من خلال المعاشرة بالمعروف، والمودة والرحمة، والاحترام، والتغافل. ومما يساعد على التخفيف من الخلافات الزوجية أن يكتب كل طرف إيجابيات وسلبيات الطرف الآخر وما يكره وما يحب منه ويذكرها للطرف الآخر، والاتفاق على أن يتجنب كل طرف السلبيات التي تصدر منه تجاه الطرف الآخر والاستمرار على فعل ما يحب كل طرف، والاتفاق على السكوت وقت الخلافات الزوجية، والتغافل عن الزلات، وأن يبادر المخطئ بالاعتذار. وكذلك يمكن أن يخصص الزوجان يوم واحد كل أسبوع لمناقشة المشاكل الأسبوعية على انفراد بهدوء في مكان هادئ، مع احتساء المشروب المفضل، لنقاش كل ما يستجد من سلبيات في الحياة الزوجية التي حصلت خلال الأسبوع، والاتفاق على عدم تكرارها، وتحديد اليوم الأسبوعي لا يجعل المشاكل تتراكم إلى شهور وسنوات، كما أن الهدف من ذلك حتى تؤجل وتجمع المشاكل لطرحها في يوم واحد وليس بشكل يومي فيكون الخلاف والتوتر بين الزوجين دائم يوميًا، وتخصيص يوم أسبوعي يفلتر المشاكل، ومع تأجيل مناقشة المشاكل إلى اليوم الأسبوعي المحدد قد يلغي بعضها ولا يطرح للنقاش، ولا شك أن الحل الذهبي هو التغافل. ومهم جدًا الاحتفاظ بما كتب الزوجين من الإيجابيات والسلبيات والمكروهات والمحبوبات حتى إذا أخل أحدهما بالاتفاقية في المستقبل يتم تذكيره بها. أرجو من الله العلي القدير أن يرزقكم الحياة الزوجية السعيدة، مع ضمان الزواج الأبدي.