قدرت شركة الجزيرة كابيتال (الذراع الاستثماري لبنك الجزيرة) السعر العادل لسهم الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية “سبيماكو الدوائية” ب 45.2 ريال سعودي، وهو ما يعني احتمال الاتجاه صعوداً بنسبة 35.6 في المائة عن المستويات الحالية. وكشف تقرير أصدرته إدارة الأبحاث في شركة الجزيرة للأسواق المالية (الجزيرة كابيتال) انها استخدمت نهج التقييم المختلط على أساس خصم التدفقات النقدية وأساليب التقييم النسبي. هذا ويتم تداول السهم حاليا بمكرر ربحية يبلغ 17.3 ضعفاً، وهذا الرقم يقع في منتصف معدله التاريخي لمدة سنتين ما بين 11.5 – 25.1 ضعفاً. في الوقت الذي ترى الجزيرة كابيتال بأن سبيماكو تقدم فرصة جذابة للاستثمار على المدى الطويل نظرا لارتفاع الطلب على الدواء ، سواء في السوق المحلية أو في منطقة الشرق الأوسط. ومما يعزز التفاؤل أيضاً النمو الأفقي لسبيماكو الدوائية لاستكشاف أسواق عالية النمو وتوسعة محفظة منتجاتها بإضافات جديدة ، والنمو العمودي الذي يتمثل في الابتكارات الجديدة في مجال الأدوية. وترى الجزيرة كابيتال أن التسارع في زيادة انتشار الأمراض المزمنة في المملكة هو الذي يرفع الطلب على الأدوية، حيث أدت التغيرات في أنماط الحياة وعادات الطعام والنظام الاجتماعي في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات القليلة الماضية إلى انتشار الأمراض المزمنة المرتبطة بهذا النمط من الحياة ، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ، وهي أمراض تنجم أساسا عن السمنة. ووفقاً لتقرير الجزيرة للأسواق المالية، تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثالثة في قائمة الدول التي يعاني سكانها من السمنة المفرطة وعدد مرضى السكري. ونتيجة لذلك ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية، ومرضى السكري والسمنة يعتبرون أكثر عرضة لأمراض القلب. و يتوقع التقرير أن تستمر هذه الأرقام في الارتفاع، وزيادة الطلب على العلاجات المرتبطة بها. هناك أيضا ارتفاع في مستويات متوسط العمر المتوقع ومعدلات المواليد والتغييرات الديموغرافية الذي من شأنه أن يزيد الطلب على الأدوية والخدمات المتخصصة مثل مرافق رعاية الأمومة والطفولة. كما انه من المتوقع أن يؤدي تركيز الحكومة على تطوير مرافق الرعاية الصحية المحلية وتزايد مشاركة القطاع الخاص لزيادة الإنفاق العام في هذا المجال. هذه العوامل، وتوقعات مرصد الأعمال الدولية (BMI) التي تتنبأ بنمو سوق الدواء السعودي بمعدل سنوي مركب يبلغ 6.3 في المائة خلال الأعوام 2009- 2014 ليصل 14.1 بليون ريال سعودي بحلول عام 2014 يعزز من تفاؤل الجزيرة للأسواق المالية بمستقبل الصناعة الدوائية في المملكة. وقدرت الجزيرة كابيتال في تقريرها ان حصة “سبيماكو” تبلغ حالياً حوالى 9.4 في المائة وهي ثاني أكبر حصة في سوق الأدوية في المملكة التي تعتبر الاقتصاد الأضخم بين في دول مجلس التعاون الخليجي - ويقع ترتيبها بعد جلاكسو سميث كلاين (حصتها في السوق 10.3 في المائة). ومقارنة باللاعبين المحليين فان سبيماكو تملك أكبر حصة في السوق أي حوالي 39.4 في المائة. وهذا يعطي الشركة ميزة تنافسية كبيرة في الاستحواذ على جزء مهم من الطلب المحلي الذي تغطي الواردات منه حالياً حوالى 82 في المائة منه. فضلا عن أن 45 في المائة من الأدوية التي تبيعها سبيماكو هي وصفات طبية، وهي، أي الوصفات، تسيطر على أكبر حصة من السوق أو ما يعادل 80.8 في المائة من السوق الدوائية بالمملكة. وحول التوسع في أسواق جديدة وإطلاق منتجات جديدة سيحفز نمو المبيعات ، قال التقرير ان سبيماكو تركز باستمرار على التوسع في أسواق جديدة بالإضافة لتطوير منتجات جديدة للاستفادة من فرص النمو. فالشركة متواجدة حاليا في 11 بلدا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وترسخ أقدامها هناك، خصوصا الأسواق الأفريقية المتزايدة النمو. كما أن سبيماكو تخطط للتوسع في أوروبا الشرقية ، التي فيها سوق كبيرة للأدوية الرخيصة. وبغض النظر عن هذا فالشركة بصدد توسيع محفظة منتجاتها لعلاج عدد متزايد من الأمراض المرتبطة بنمط الحياة كمرض السكري وضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية وارتفاع ضغط الدم. والشركة تمارس أيضا نشاطاً متزايداً لتوسعة محفظتها الأكبر في سوق في المملكة العربية السعودية من الأدوية ذات الماركات وذلك بإبرام عقود جديدة مع شركات الأدوية المتعددة الجنسيات (مثل سانوفي افنتيس و ايلي ليللي و شيرينغ بلاو وجلاكسو سميث كلاين) لتسويق منتجاتها في السوق المملكة العربية السعودية. ولذلك تتوقع الجزيرة للأسواق المالية بأن تسجل سبيماكو نمواً قوياً في ربحها الإجمالي في السنوات المقبلة مع ازدياد المساهمات من أجزاء أخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا. واعتبر التقرير ان القيود المشددة على الأسعار يمكن أن تضر الهوامش الربحية وتعتبر من مخاطر الاستثمار حيث انه في الوقت الذي توفر فيه الحكومة السعودية المرافق الطبية مجانا لمواطنيها والأدوية المدعومة للمغتربين، فهي تراقب بقوة تكاليف الرعاية الصحية من خلال التحكم في أسعار الأدوية. و قد خفضت الحكومة أسعار 1400 دواء في شباط / فبراير 2008. وأي خفض إضافي في الأسعار تفرضه الحكومة سيضر بشكل هوامش الربحية للمنتجين المحليين. وتوقع تقرير الجزيرة كابيتال أن ترتفع الإيرادات بنسبة 14.8 في المائة في السنة المالية 2010. وبعد ذلك من المتوقع أن تنمو هذه الإيرادات بمعدل بمتوسط سنوي قدره 11 في المائة خلال الفترة من 2010- 2014. كما توقع أن ترتفع هوامش الربحية الإجمالية لسبيماكو إلى 44.8 في المائة في عام 2010 (بعد أن كانت 44.1 في المائة في السنة المالية 2009). وتتوقع الجزيرة للأسواق المالية أن يصل متوسط الهوامش الإجمالية إلى 45.5 في المائة خلال السنوات المالية 2010 - 2014 عندما تبدأ الشركة بالاستفادة من مصنع العناصر الدوائية الفعالة. ولكن تظل الجزيرة للأسواق المالية متحفظة على توسع الهامش نظرا للرقابة المشددة على الأسعار في المملكة. وتوقع التقرير ايضا ان يبلغ العائد المطلوب على الاستثمار يبلغ 11.8 في المائة والذي يفترض معدلا خاليا من المخاطر عند 3.7 في المائة (وهذا مبني على حقيقة أن العائد العام للخزانة الأمريكية لمدة عشر سنوات يبلغ 3.7 في المائة في الوقت الحاضر)، و هناك 6.8في المائة علاوة مخاطر ومعامل بيتا يبلغ واحد في المائة ومخاطر جيوسياسية تبلغ 1.3في المائة. وتوصلت الجزيرة للأسواق المالية لتكلفة الدين بالنظر في سعر الفائدة على القروض على المديين القصير والمتوسط، حيث تم تقدير تكاليف الديون بعد الضريبة ب 1.8 في المائة.
