عُقد الأسبوع الماضي بالرياض منتدى الإعلام السعودي الذي ناقش قضايا صناعة الإعلام وكأن هذا المنتدى أعطى رسالة بأن الاستثمار في صناعة الإعلام في السعودية قد بدأ. نعم لدينا مكتسبات ونملك القوى التي تجعلنا نستثمر في هذه الصناعة التي أصبحت المحور في عملية التأثير، فعندما تمتلك الإعلام القوي والمؤثر والقادر فأنت تستطيع التأثير داخلياً وخارجياً والإعلام الحديث يتخذ منعطفاً مهماً في نقل الأحداث خاصة وأن المملكة العربية السعودية تشهد التحولات التطويرية المتألقة .. وحقيقة وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة وهو ابن الإعلام كان متألقاً في حديثه وطرحه الشفاف، في الجلسة التي عقدت وعنوانها «الإعلام السعودي والمرحلة الجديدة»، وأعتقد بل أجزم بأن هذه الجلسة كانت بداية الاستثمار عندما أعلن تركي الشبانة بأن مشروع المدينة الإعلامية قريبٌ وأن النجاح الحقيقي في الإعلام يبدأ على المستوى المحلي، وقال لدينا منصة إخبارية في (الديجيتال) وستنطلق في الربع الأول من 2020 وبلغتين، وهناك نقلة نوعية في تطوير القنوات الدينية والرياضية والقناة السعودية والإذاعة لها اهتمام وخطة مدروسة لتطويرها وقناة باللغة الإنجليزية، وفي كلماته الصادقة يقول وزير الإعلام: «نحن نريد أن نضع أفكارنا وتجاربنا لنرتقي بهذه الصناعة»، ويضيف: «الدعوة لكل المبدعين في الجانب الإنتاجي السعودي وأن الباب مفتوح على مصراعيه، نعم.. مستقبل الإعلام السعودي في ظل وجود هذا الزخم الذي تمر به السعودية لابد وأن يكون مستقبلاً زاهراً ومن يحكم هذا الوطن هو خادم الحرمين الشريفين صديق الإعلاميين ومن يدير دفة الاقتصاد ورؤية 2030 سمو ولي العهد، وسيكون هناك دعم للمؤسسات الإعلامية التي تدعم وتخدم المواهب الإعلامية وأن الصحف تجاوزت مرحلة الدعم المادي لطباعة الصحف الورقية ومن ركائز العمل الإعلامي وجود سوق إعلانية صحيحة ومتكاملة، والوضع الذي كنا عليه غير صحي..» انتهى مديرة الأخبار بالإذاعة الوطنية النرويجية، هيليا سولبيرغ تحدثت عن دور الصحافة في قيادة التغيير: «إن تأثير الإعلام بأنواعه على عقلية الأفراد بمختلف الأزمان ليصل إلى تشكيل نمط حياة الأفراد وهو ليس أداة معرفية تنقل الأخبار أو أداة تواصل وإنما هو أداة فعالة في تشكيل السلوك والتغيير على عدة أصعدة».. انتهى. حقيقة هذا المنتدى أعطى الفرصة للاطلاع بحكم وجود الخبرات الإعلامية وتجاربهم المهنية، فحضور 1000 إعلامي يجتمعون في السعودية الجديدة يمثلون المشهد في صناعة الإعلام بالقوة الناعمة وتحديات الرسالة الإعلامية في ظل هذا التطور المذهل وفي عصر تكنولوجيا الاتصال والمعرفة الرقمية وفي ظل الإعلام الرقمي التفاعلي وتقارب المسافات الزمانية والمكانية لم يكن إلا الارتباط بالساحة الإعلامية والاستثمار في صناعة الإعلام.
