الهلال.. الأكثر توازناً والأفضل انتشاراً والأقل جرأة

المدرب الوطني سعد السبيعي في رؤية تحليلية لقمة الكرة العربية بين الزعيم والعميد:

سيلتقي اليوم فريقا الهلال والاتحاد في مباراة الذهاب لدور الأربعة ضمن بطولة أبطال العرب، وعندما يلتقي الزعيم بالعميد فموعدنا مع المتعة والإثارة والتشويق.
* وسأتحدث أولاً عن الهلال بصفته صاحب الأرض والجمهور، فالهلال يعيش أفضل حالاته الفنية قياساً بالموسم السابق، وقدم مستويات جيدة ومتفاوتة في بعض المباريات، وإن كان لم يرتقِ بعد إلى مستواه المعروف، ويهمه كسب هذه المباراة وبأعلى نتيجة حتى يتسنى له حسم التأهل للنهائي في مباراة الإياب خصوصاً أنه قد أقصى بطل آسيا من كأس ولي العهد، وهو بحالة فنية ونفسية أفضل من الاتحاد.
* الاتحاد هو بطل آسيا المتوج وهو يقدم مستويات لا تتناسب مع ما يمتلكه من نجوم وإمكانات مادية وبشرية، وهو يبحث عن الفوز أو لا يخسر على أقل تقدير، ومن ثم يرتب أوراقه الفنية لمباراة الرد، وهو يعيش حالة من انعدام الوزن بعد خروجه من مسابقة كأس ولي العهد وعدم ثبات مدربه على تشكيلة واحدة لحداثة إشرافه على الفريق.
المدربان وطريقة اللعب
يعتبر الهلال هذا الموسم أكثر استقراراً فنياً من الاتحاد لوجود باكيتا مع الفريق من بداية الموسم، بعكس الاتحاد الذي أحضر أكثر من مدرب!! وينهج المدرب الهلالي عدة طرق منها 4 - 5 - 1، 4 - 4 - 1 - 1، 4 - 4 - 2، حسب ما يراه مناسباً لنوعية وظروف المباراة، وإن كان يعتمد غالباً على الحذر ويُكثر من تطبيق طريقة 4 - 5 - 1. والفريق يلعب بطريقة متوازنة وانتشار رائع، ولكن يعاب عليه عدم الجرأة في بعض المباريات، خصوصاً وهو يملك لاعبين مؤثرين وعلى مستوى عالٍ من المهارة، ويهتم كثيراً بالدفاع على حساب الهجوم، ونلاحظ قلة الأهداف الهلالية، وفي بعض المباريات تأتي الأهداف عن طريق ولادة متعسرة، وكثيراً ما ساهم الدفاع والوسط في تحقيق النتائج.
* الاتحاد فريق يملك ترسانة من النجوم، ولكن عدم استقراره التدريبي أثر على عطائه الفني، والمدرب يوردانيسكو من الواضح أنه لم يتعرف على الفريق جيداً، والدليل عدم ثباته على تشكيلة واحدة خلال المباريات التي أشرف عليها، والتغيير مازال مستمراً مما أثر على أداء الفريق وظهوره بمستوى لم يرضِ جماهيره ومحبيه.
خطوط الفريقين
* الحراسة: نجد أن الحراسة في الفريقين مطمئنة، وذلك بوجود العملاقين الدعيع ومبروك زايد، وكل منهما مصدر أمان وثقة لفريقه، ومستواهما متقارب إلى حد كبير، وإن كان الدعيع يتفوق بالخبرة ومبروك بالمهارة لصغر سنه مقارنة بالدعيع.
* الدفاع: رباعي خط الدفاع الهلالي شبه ثابت هذا الموسم، وواضح التفاهم بينهم، وإن كان يلاحظ على الفريق في بعض فترات المباراة عدم وجود عمق دفاعي خصوصاً في الهجمات المرتدة على المرمى الهلالي، والكرات العرضية تشكل خطراً كبيراً على المدافعين؛ لوجود بطء نسبي في التغطية والتمركز، ويتميز الدفاع الهلالي بوجود ظهيرين على مستوى عالٍ من المهارة ووجود تفاريس كقلب دفاع متمكن يساهم في إحراز الأهداف والمفرج الذي ظهر بمستوى متطور هذا الموسم.
* وبالنسبة للدفاع الاتحادي فدفاعه قوي ومتماسك بوجود قلبي دفاع المنتخب السعودي، ويتميز قلب الدفاع بالتفاهم والانسجام الواضح بينهما؛ لأنهما يلعبان مع بعض منذ فترة طويلة.
ويلاحظ على الفريق عدم ثباته على أظهر معينة علماً بأنه يملك عددا لا بأس به من الأظهر أصحاب المستوى الرائع والمساندة المدروسة، ويلاحظ على خط الدفاع بشكل عام السرحان والاتكالية أحياناً مما يسبب حرجاً للفريق.
* خط الوسط: وسط الهلال
يملك أوراقا جيدة، ويغيب عنه خالد عزيز الذي قدم مستوى جيداً أمام الاتحاد في المباراة الأخيرة، ويبرز في هذا الخط عمر الغامدي الذي تتعدد مهامه سواء كمحور ثان أو كوسط أيمن أو وسط مهاجم حسب متطلبات اللعب، ويكملهما الشلهوب من الجهة اليسرى وكماتشو خلف المهاجمين، وإذا لعب بطريقة 4 - 5 - 1 يضيف البرقان كمحور ثان والغامدي يميل للوسط الأيمن. وأعتقد أن مشعل الموري (وهو لاعب لم يستغل الاستغلال الأمثل) لا تظهر خطورته إلا على الطرف الأيمن كجناح تقليدي، وإن كان يحتاج إلى تفاهم أكثر مع الدوخي، فمشعل الموري يملك ترسانة مهارات مثل المراوغة والسرعة وقوة الالتحام والجرأة واجادة عكس الكرات الخطرة داخل الصندوق والتصويب على المرمى وسرعة الارتداد عند فقدان الكرة.. ويكمل هذا الخط الشلهوب وكماتشو وطريقة أدائهما متقاربة إلى حد كبير وهما صانعا اللعب في الفريق وصاحبا تمريرة الهدف.
* وبالنسبة لخط وسط الاتحاد فيعتبر خطا قويا ومتميزا بوجود سعود كريري والواكد ومحمد نور ومناف أبو شقير والسويد.. وقد افتقر الفريق لإمكانات خميس العويران؛ لأنه من أفضل اللاعبين في المحور الدفاعي وضابط إيقاع للفريق ككل، ويتميز لاعبوه بالكرة السهلة والانضباط التكتيكي والضغط على حامل الكرة وتنويع الهجمات والتحكم في رتم المباراة.
ويوجد به محمد نور ومناف أبو شقير المساندان للهجمة وصانعا كرة الهدف، وأيضاً كهدافين لأنهما قادمان من الخلف ويصعب مراقبتهما.. وتميل الكفة لصالح الفريق الاتحادي في الوسط، وإذا لعب المدرب بخمسة لاعبين في الوسط ومهاجم وحيد كما في مباراة الذهاب لكأس ولي العهد فأعتقد أن عطاء الفريق سيقل نظراً لعدم تعود اللاعبين على طريقة 4 - 5 - 1.
خط الهجوم
* الهجوم الهلالي هو أضعف الخطوط الهلالية لاعتماد مدربه بشكل كبير على رأس حربة وحيد في أغلب المباريات، وهو يمتلك مهاجمين على مستوى عالٍ، وغالباً ما يكونون بجواره على خط الاحتياط، ويشاركون حسب الحاجة لهم.
* خط الهجوم الاتحادي هو أقوى من خط الهجوم الهلالي؛ وذلك بوجود هدافين متميزين مثل سيرجيو وهيريرا وحمزة ومحمد أمين ومرزوق.. وأعتقد أن سبب خسارة الفريق في مباراة الذهاب هو لعبه بطريقة 4 - 5 - 1 بوجود مهاجم وحيد أغلب فترات المباراة، ولو لعب بمهاجمين منذ بداية المباراة فأعتقد أنه لن يخسر تلك المباراة.
كيف يفوز الهلال
1 - اللعب عن طريق الأطراف بشكل أكبر مع التنويع في الهجمات.
2 - اللعب بمهاجمين منذ بداية المباراة؛ لأنه يلعب على أرضه وبين جماهيره.
3- مراقبة مفاتيح اللعب الاتحادية محمد نور ومناف أبوشقير مع تشديد الرقابة اللصيقة على المهاجمين.
4 - التوازن بين الدفاع والهجوم.
5- امتلاك منطقة المناورة والضغط على حامل الكرة.
6- تفعيل الهجمات المرتدة؛ وذلك للوصول للمرمى بأقل عدد من اللمسات وبأقصر الطرق.
7- تجنب الأخطاء بالقرب من خط ال 18 والتصويب من خارج المنطقة.
8- اللعب بطريقة نصف ملعب مع الاعتماد على الكرات المرتدة السريعة وتواجد ثلاثة لاعبين في منطقة جزاء الخصم كحد أدنى.
كيف يفوز الاتحاد:
1- استغلال الفراغ الذي يتركه الدوخي في الخلف أثناء مساندته للهجمة؛ لأن الدوخي بطيء في العودة لمركزه.
2- عدم تقدم الظهيرين معاً، وإنما واحد ساند والآخر يغطي في الجهة الأخرى.
3- استغلال البطء النسبي لفهد المفرج خصوصاً عندما تعتمد الهجمة على السرعة، أما إذا كانت تعتمد على التوقيت ففهد مدافع متمكن في التوقيت والانقضاض.
4- عدم الاندفاع للمرمى الهلالي؛ لأن ذلك سيكلف الفريق كثيراً، وإنما استدارج الفريق الهلالي لملعبه واللعب على الكرات المرتدة.
5- عدم اللعب بمهاجم وحيد؛ لأن الفريق لم يتعود على ذلك.
6- وضع التشكيلة المثالية والمناسبة والتعامل الجيد مع المباراة وقراءتها جيداً من قبل المدرب واختيار التغيرات المناسبة.
7- اللعب عن طريق الأطراف مع عكس الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء الهلالية سيربك الدفاع الهلالي مع وجود مهاجمين يجيدان الكرات الهوائية.
8- مراقبة الشلهوب وكماتشو ومحاولة عزلهما عن الفريق تشل حركة الفريق الهلالي.
نقاط فنية متفرقة من مباراتي كأس ولي العهد
1- انهزم الاتحاد نفسياً قبل أن ينهزم فنياً في مباراتي الكأس؛ وذلك لاعتقاد لاعبيه ومنسوبيه أن الهلال أصبح عقدة، ومحاولة إثبات العكس مما شتت تفكيرهم.
2- عدم توفيق يوردانيسكو في التشكيل والطريقة والتغيير في المباراتين.
3- إذا اعتقد الهلاليون أنهم أفضل فنياً من الاتحاد فسيفوز الاتحاد بمجموع المباراتين.
4- الهلال أفضل نفسياً سواء في الأشواط الأصلية أو الإضافية وتنعكس الآية إذا وصلت المباراة إلى ضربات الترجيح.