ابناء علي بن محمد الجميعه رحمه الله يدعمون مبادرات حائل    جناح "مكة عبر التاريخ" يأسر اهتمام الزوّار في معرض "جسور"بكوسوفو    "جامعة نايف" تحصل على اعتماد دولي لكافة برامجها التدريبية    المملكة تنضم إلى اتفاقية منظمة "الفاو" لمكافحة الصيد البحري الجائر    جامعي الخبر يحصل على الاعتماد الكامل من الهيئة المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية الأمريكية    منظومة رقمية لإدارة دوري روشن بالذكاء الاصطناعي    جائزة البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية لمجمع الملك سلمان العالمي    بطولة السعودية تويوتا للراليات تواصل مسيرتها بثلاث جولات    تعليم جازان ينظم لقاءً تربويًا بعنوان رحلة التحول في منظومة حوكمة إدارات ومكاتب التعليم لمديري ومديرات المدارس    انخفاض أسعار الذهب مع تخفيف حدة التوترات التجارية    6 عمليات فصل ناجحة لتوائم ملتصقة "مصريين" بالمملكة    ريم العبلي وزيرة في المانيا حظيت باهتمام الناشطين العرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟    قمة بغداد: نحو نهج عربي جديد    وزارة الثقافة الفلسطينية تطلق جائزة القدس للمرأة العربية للإبداع الأدبي في الرواية العربية المنشورة    إنجازان جديدان لجامعة إماراتية التنبؤ بالجلطات الدموية والعزل بمخلفات النخيل    إستمرار تأثير الرياح النشطة على مختلف مناطق المملكة    أوكرانيا: قصف روسي لعدة مناطق رغم إعلان بوتين عن وقف إطلاق النار    أمير منطقة المدينة المنورة يلتقي وزير التعليم    الديوان الملكي: وفاة صاحبة السمو الملكي الأميرة/ جواهر بنت بندر بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود    الأهلي بطلًا لدوري المحترفين الإلكتروني (eSPL)    90 مليار دولار إسهام "الطيران" في الاقتصاد السعودي    الخريف التقى قادة "إيرباص" في تولوز .. تعاون «سعودي-فرنسي» في صناعات الفضاء    الزهراني يحتفل بزواج ابنه أنس    "النقل" تمهل ملاك القوارب المهملة شهرًا لمراجعتها    إطلاق أول دليل سعودي ل"الذكاء الاصطناعي" لذوي الإعاقة    15 مليون دولار مكافأة لتفكيك شبكات المليشيا.. ضربات إسرائيل الجوية تعمق أزمة الحوثيين    نُذر حرب شاملة.. ودعوات دولية للتهدئة.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يهدد ب«كارثة نووية»    تصاعد وتيرة التصعيد العسكري.. الجيش السوداني يحبط هجوماً على أكبر قاعدة بحرية    11 فيلمًا وثائقيًا تثري برنامج "أيام البحر الأحمر"    أخبار وأسواق    في ختام الجولة 30 من روشن.. الاتحاد يقترب من حسم اللقب.. والأهلي يتقدم للثالث    في إياب نصف نهائي يوروبا ليغ.. بيلباو ينتظر معجزة أمام يونايتد.. وتوتنهام يخشى مفاجآت جليمت    إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.. وصول التوأم الملتصق الصومالي "رحمة ورملا" إلى الرياض    ألم الفقد    ليس حُلْمَاً.. بل واقعٌ يتحقَّق    وأخرى توثّق تاريخ الطب الشعبي في القصيم    مذكرة تفاهم لتفعيل قطاع التأمين الثقافي    لاعبو الأهلي: لم نتأثر بأفراح آسيا    الرُّؤى والمتشهُّون    استخدام الأطفال المصاعد بمفردهم.. خطر    بين السلاح والضمير السعودي    انخفاض معدل المواليد في اليابان    الرياض تتنفس صحة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة حتى الأحد المقبل    الجوازات تسخّر إمكاناتها لضيوف الرحمن في بنغلاديش    الأميرة دعاء نموذج لتفعيل اليوم العالمي للأسرة    أحمد الديين الشيوعي الأخير    همسة إلى لجنة الاستقطاب    الخط السعودي في مدرجات الذهب.. حين يتجلّى الحرف هويةً ويهتف دعمًا    تطوير قطاع الرعاية الجلدية وتوفير أنظمة دعم للمرضى    أمير تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    الموافقة على استحداث عدد من البرامج الاكاديمية الجديدة بالجامعة    الشيخ بندر المطيري يشكر القيادة بمناسبة ترقيته للمرتبة الخامسة عشرة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل العام للولايات المتحدة الأمريكية    مؤتمر للأبحاث الصيدلانية والابتكار    المرأة السعودية تشارك في خدمة المستفيدين من مبادرة طريق مكة    الرياض تستضيف النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية    رشيد حميد راعي هلا وألفين تحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأميرة نورة بنت محمد والأميرة نهى بنت سعود يزوران طالبات المدرسة الخامسة والعشرين ويطمئنان على الأوضاع
بعد الأحداث الإرهابية في الرس
نشر في الجزيرة يوم 22 - 04 - 2005

في بادرة حانية خفَّفت روعة طالبات المدرسة الخامسة والعشرين الابتدائية بالرس بعد الأحداث الإرهابية التي قامت بها الفئة الضالة قامت حرم أمير منطقة القصيم صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود وفي معيتها حرم نائب أمير القصيم صاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبد المحسن وعدد من المسؤولات ونساء المسؤولين وعميدات الكليات والأكاديميات بالمنطقة بزيارة لمقر المدرسة الخامسة والعشرين الابتدائية بمحافظة الرس، وكان في استقبال سموها سلطانة العساف حرم نائب محافظ الرس ومديرة الإشراف ومنسوبات المدرسة وعدد من التربويات وأمهات طالبات المدرسة الابتدائية، وذلك للاطمئنان على أوضاع الطالبات وعودة الأمن واستتبابه في المدرسة والمنطقة بعد نهاية الأعمال الإجرامية التي قام بها مجموعة من الفئة الضالة الذين تم حصارهم والقضاء عليهم في غضون ثلاثة أيام من العمليات الأمنية التي قام بها جنود الوطن البواسل.
وبعد وصول سموها والوفد المرافق للموقع الذي ينتشر فيه رجال الأمن وعدد من منسوبي التعليم ووسط اللافتات التي تملأ الشوارع وتندد بالإرهاب وتنادي بحب الوطن، وعلى سور تلك (الفيلا) التي اخترقها الرصاص وتحولت إلى ركام يعلق صاحبها لافتة كبيرة تقول: (بيتي ومالي وولدي فداء لك يا وطني)، وتكاد الشوارع تزدحم بالأهالي والصور المعبرة والنشيد الوطني الذي يملأ سماء محافظة الرس، وتكاد المدرسة الخامسة والعشرون تتحول إلى حديقة غناء؛ حيث تتناثر الزهور والورود في طرقات مسيرة الأميرة المحبوبة ومرافقيها، إلى أن استقرت في فناء المدرسة الذي تزين بالصور والعبارات الترحيبية والورود المعلقة على الحوائط وفي الأزقة وبين أيدي الطالبات الصغيرات، وفي اليد الأخرى يرتفع علم التوحيد الذي يؤكد الولاء للوطن والوقوف صفاً واحداً في وجه الإرهاب الدخيل، وجموع غفيرة من الأنفاس البشرية تقف للنشيد الوطني وترفع الأكف للمولى جلت قدرته أن يجعل هذا الوطن شامخاً آمناً ويحميه من كيد الخائنين.. وتغنت الطالبات بنشيد ترحيبي مقدرين لسمو الأميرة نورة عناءها في المجيء إليهم، ويمكث تحت جناحيها طفلتان صغيرتان، وتتعاقب الرؤوس على أحضان سموها الحانية ضاربة أروع الأمثال للأم المسؤولة التي تتألم حينما يتألم الأبناء.
ووسط حشد هائل من الأصوات التي تهتف بالتعبير عن الموقف والحديث عن الواقع المأساوي الذي مرت به مدينتنا الحبيبة إلا أن سموها تمنح أذنها للجميع وتصغي وتعطي الاهتمام منادية بأهمية الاطمئنان على الطالبات الصغيرات اللواتي لا زلنا يعانين من تأثير الموقف، وأهمية الوقوف على تأهيلهن وإعادة ثقتهن لرحاب المدرسة مقدِّمة استعدادات المتخصصات في علم النفس لتبني هذه الفكرة والإشراف عليها.. تعطرت الأجواء بتلاوة عطرة، ووجلت القلوب بدعاء القنوت.. ثم انتظمت معلمات الابتدائية الخامسة والعشرين في مسيرة الشجاعة ليقفن بين يدي سمو الأميرة نورة ويتسلمن خطابات شكر وتقدير على موقفهن البطولي من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، ثم اصطفت طالبات المدرسة في مسيرة جميلة ليقفن للسلام على صاحبة السمو الأميرة ويمنحنها الوورد؛ تقديراً لتشريفها المدرسة وسعيها للاطمئنان على الطالبات.. بعد ذلك صدحت طالبات الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بنشيد ترحيبي معبرات عن سعادتهن بالوجوه القادمة والزيارة الثمنية.. ألقت بعد ذلك رئيسة شعبة توجيه وإرشاد الطالبات الأستاذة فوزية الرميح كلمة قالت فيها: الحمد لله على انقشاع هذه الغمة والنصر المبين، نعم نصر سطره التاريخ لك يا رسَّنا المجيد، يا بلاد الحب والأمان، يا نبض في كل كيان، حفظ الله كل شبر من أرضك يا بلاد الحرمين. ثم قدمت رسائل معطرة لصاحبة السمو على مبادرتها الطيبة، ورسالة لرجال الأمن البواسل الذين قدموا أرواحهم للذود عن الوطن، ورسالة لمدير التعليم ومنسوبيه على مواقفهم البطولية في إخلاء المدرسة والوقوف مع الطالبات حتى وصولهن إلى بيوتهن، ورسالة لوكيلة المدرسة الأستاذة نورة الغفيلي ومعلماتها على موقفهن الشجاع وتصرفهن بحكمة، واختتمت فوزية الرميح كملتها بأبيات شعر.
يا وطنا كلنا لك فداء شعب وجنود
ما تغيرك الزوابع وفعل حثالها
يا وطنا كلنا لك على عهد الجدود دون الأم الغالية يرخصون عيالها ثم صدحت طالبات المرحلة الابتدائية بالمحافظة بنشيد جميل يعبر عن الولاء والحب للوطن بعنوان (حبي لمملكتي).
بعد ذلك ألقت مديرة المدرسة الخامسة والعشرين الأستاذة فاطمة صالح الطاسان كلمة قالت فيها: في مثل هذا اليوم، وفي هذا المكان بالتحديد، وقعت مأساة تابعها وتأثر بها كل من كان له قلب، مأساة كان ضحيتها اثنتان وتسعون طفلة واثنتا عشرة معلمة، قضين اثنتا عشرة ساعة في رعب وخوف تحت صوت الطلقات ودوي الانفجارات من فئة ضالة لم تراعِ شيخاً ولا طفلاً ولا رجلاً ولا امرأة، حتى جاء نصر الله.. إلى أن قالت: وها نحن اليوم يا سمو الأميرة نسعد بتواجدك بيننا في صورة تعجز الكلمات عن التعبير عنها، وأتيتِ تمسحين على رؤوس الصغيرات وتكرمين المعلمات وتواسين الأمهات، فلك الشكر كل الشكر على موقفك النبيل.. شاركت بعد ذلك طالبات المتوسطة العاشرة زميلاتهن في المدرسة بنشيد وطني ينادي بوحدة الوطن وينفي الأعمال الإجرامية.. بعد ذلك تقدمت الأستاذة منيرة الحديثي رئيسة إشراف دور تحفيظ القرآن الكريم بالرس، وهي أم لطفلة كانت محتجزة داخل المدرسة خلال الساعات الطويلة، وقدمت كلمات مؤثرة بعنوان (يوم أم)، نالت إعجاب الأميرة نورة والحضور، جاء فيها:
بدأ الصباح ساكناً وهادئاً ككل يوم، ومضينا إلى مدارسنا بهدوء، رحمة الله تحيط بنا من كل مكان.. لم نعلم أن ذلك الهدوء تتبعه عاصفة.. عاصفة نفسية.. بعد ساعة بدَّد رصاص الفئة الباغية ذلك الهدوء.. لم أكن أتصور للحظة واحدة أن يصلني هذا التمرُّد ويبدِّد أمني.. تمرُّد جعلني أقف حائرة في المنتصف بعيدة عن صغيراتي اللاتي كنَّ على مقربة من يد العدوان.. بدت اللحظات بطيئة وصعبة.. أصعب من دوي الرصاص، وليس للحزن والحيرة وجه واحد، بل يتشكل بعدة صور.. دعاء، وبكاء، وصمت، وابتهال.. وفي كل وقت أستعجل الوقت، وعشرات السنين تلوح أمام عينيَّ.. بل في ساعات تيبَّست أطرافي.. وجمدت دماء عروقي.. وكل شيء يتوقف ما خلا دقات قلبي.. نعم كان أصعب يوم في حياتي.
بعد ذلك نادت الطالبات بأبيات شعرية للشاعر الصغير بدر المشرافي ابن المشرفة التربوية عزيزة المطيري، وتقول:
يا ويل منهو يقرب الرس بالشين
لا والله الا غاب صوت وصورة
العز لله ثم نسل السلاطين
العز لله ثم لخوان نوره
لو الضحايا تصبح اليوم بيتين
لا ابو مذاهبهم تراها معثورة
ثم ألقت الأستاذة نورة حمد اللحيدة مديرة الابتدائية الثانية والعشرين ووالدة الطالبة روابي الرميح إحدى منسوبات المدرسة الخامسة والعشرين قصيدة جادت بها قريحتها، جاء فيها:
سلام يا حماية الدار والدين
سلام يا نسل الرجال المغاوير
سلام يا أهل الرس يا قرة العين
سلام أحلى من أصوات العصافير
للوقفة اللي سجلت للدواوين
منها استنار الأفق عز وتباشير
وقفة شرف مرسومة من وفيين
سطر لها في ساحة الرس تسطير
ثم نادت طالبات مجمع تحفيظ القرآن الكريم بإشراف كل من الأستاذة رقية العواجي والأستاذة موضي الحناكي برسالة شعرية مؤثرة، جاء فيها:
يا شباب الدين لا يمكن يكون
قتلكم وإرهابكم هذا جهاد
ديننا واضح جلي للعيون
ما يغير ديننا هذا العلاج
أنفس معصومة ومعاهدة
وأنفس مقتولة من دون ذنب
كل هذا ترسمونه بالجهاد
لا ورب البيت ما هذا جهاد
يا شباب الدين ما فيكم شجاع
يقرأ القرآن معنى واتِّباع
ثم يسمع أمر من أمره مطاع
أسأله بالله فعلة ذا جهاد؟
ولقد هتف الجميع تصفيقاً لهذه المشاركة الجميلة التي تحكي الواقع الأليم الذي يعاني منه بعض الشباب المنحرف.. بعد ذلك استمتع الجميع بحوار مع وكيلة المدرسة الأستاذة نورة الغفيلي التي تحدثت عن الموقف بتفاصيله منذ ساعات الصباح الأولى إلى أن تم إخلاء المدرسة بمنتهى الشجاعة والحكمة، مثنية على تعاون المعلمات ورجال الأمن البواسل. وقامت الأستاذة فاطمة القبلان بتمثيل الموقف في موقع الطالبات وطريقة الإخلاء وبسالة رجال الأمن الذين اصطفوا كحائط يحول بين الطالبات وبين الفئة الضالة والطلقات النارية؛ ليخرجون في معيتها على شكل مجاميع من الباب الخلفي للمدرسة ليجدوا المواطن خالد الغفيلي يفتح أبواب منزله ليستقبل الطالبات والمعلمات ويساعدهن على الخروج من الباب الخلفي لمنزله؛ حيث تقف باصات إدارة التعليم التي تقل مديرة التعليم بالرس ومنسوبي الإدارة، وفي موقف أبوي حنون يقوم نائب المحافظ الأستاذ خالد العساف مع مدير تعليم الرس بتوزيع عبوات الماء على الطالبات داخل الباصات.
توالت بعدها المشاركات المدرسية من أناشيد ومشاهد تمثيلية جادت بها مدارس تحفيظ القرآن والمتوسطة العاشرة وبعض المدارس الابتدائية المشاركة لزميلاتهن من الخامسة والعشرين وإحساسهن الصادق نحوهن بالحب والعطاء.. وبعد أن تم تكريم المعلمات ومدراء الإدارات ومدير شرطة الرس ورئيس البلدية ومدير كهرباء الرس وجميع الجهات المشاركة في العمل البطولي من خلال دروع تقديرية سلَّمتها سمو الأميرة نورة بنت محمد ترجَّلت بعدها بكملة مؤثرة جداً، فقالت:
الحقيقة أنني كنت طوال الوقت أحاول أن أجمع أفكاري وماذا يا ترى سأقول، فالموقف جدُّ صعب، ولكن بمجرد أن رأيت الأطفال والمعلمات ومدى التماسك الذي كان بينهن وقت الحدث شعرت بأن كل قواعد اللغة العربية ستذوب حياءً من عدم القدرة على التعبير عن هذا الموقف الرائع.. وأحب أن أقول لكم بأننا عشنا معكم الموقف بحذافيره يوماً بيوم وثانية بثانية، وكنا نتمنى أن نكون معكم.. وأقولها صدقاً كنتُ أتساءل: كيف نكون خارج الأسوار ويمكننا أن نسعد وأنتم فيما كنتم فيه من حال؟! لكن الذي أثلج صدري هو موقف وكيلة المدرسة الأستاذة نورة الغفيلي ومعلماتها البطولي الذي ليس محل تقييمي أنا شخصياً بل تناولته الصحف وتناقلته المحطات المختلفة، وكلها تثني على هذا الموقف الشجاع بالرغم من أن موقف الفئة الضالة غريب على بلادنا الغالية، وهو دخيل علينا، لذلك غالباً يتصرف الإنسان خلاله بعشوائية، ولكن حكمة الوكيلة والمعلمات جعلتني أصفق لهن إجلالاً وتقديراً.. وأنا الحقيقة كنت أسأل الطالبات منذ قليل وودت أن الموقف كان بالنسبة لهن أقل سلبيات، وذلك يعود إلى التصرف السليم.. إنني جدُّ معجبة بتصرف الأخوات المعلمات على الرغم من أنهن أمهات، إلا أن تصرفهن خفَّف حدة الموقف وجعله يمر بسلام رغم أصوات الطلقات النارية.. ثم استطردت سموها قائلة: لقد كلفني صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بنقل تقديره الخاص لكنَّ واحترامه للموقف المشرف والدور العظيم الذي قامت به الوكيلة والمعلمات وتعاونهن مع رجال الأمن كي يمر الموقف دون خسائر بالأرواح.. كما أن أمير المنطقة الذي كان شغله الشاغل سلامة الطالبات والمعلمات يقدِّر كثيراً هذا الموقف البطولي ويثني عليه، على الرغم من أنه كان مع الحدث لحظة بلحظة لكي يطمئن على سلامة الطالبات. أيضاً أريد أن أشيد ببسالة رجال الأمن الذين كانوا يرابطون في قلب الحدث رغم طول الساعات التي امتدت حفاظاً على الأرواح.. أقول: لقد كانت قلوبنا معهم ودعواتنا تتسابق من أجلهم إلى المولى جلت قدرته أن يحفظهم من يد العابثين.. ولا ننسى أهالي الرس الذين عُرف عنهم الكرم والأبواب المفتوحة الذين كانوا يحملون طعامهم ليخرجونه إلى رجال الأمن الذين يرابطون في المكان ويسخرون أنفسهم وأبناءهم بخدمتهم.. منا الشكر كل الشكر على مواقفهم النبيلة، ولكل مَن كان له يد في قمع هذا الشر والتعاون مع رجال الأمن.. وبالمناسبة أرغب أن أنبه الأمهات اللواتي تعرضت صغيراتهن إلى هذا الموقف إلى أن المتخصصات في رياض الأطفال وعلم النفس أفادوا بأن هذا الموقف قد يظل فترة في نفوسهن ولا يمكنهن التعبير عنه، لذلك أنبه إلى أن مجموعة من المتخصصات السعوديات تبرعن في تصميم برنامج ومساعدة الطالبات ليتجاوزن هذه الأزمة بطريقة علمية سليمة، وأنا على أتم الاستعداد لمن ترغب في ذلك في تسهيل مهمتها.. أشكر الله الذي أنهى هذه المحنة على خير دون خسائر بالأرواح، وأشكر الجميع على مواقفهم المشرفة، وأرجو من الله العزيز الحكيم أن تكون آخر المصائب، وألا يفجعنا في أمننا ولا في أوطاننا.
دروع وشهادات التكريم
1- خطاب شكر وتقدير من أمير منطقة القصيم لجميع منسوبات المدرسة (25) الابتدائية.
2- درع تقديري لسمو الأميرة نورة بنت محمد من حرم نائب محافظ الرس.
3- درع تقديري لمدير إدارة التربية والتعليم بالرس.
4- درع تقديري لمدير مستشفى الرس العام.
5- دروع تقديرية من المحافظة لجميع منسوبات المدرسة 25 الابتدائية.
6- درع تقديري لرئيس بلدية محافظة الرس الأستاذ عبد الرحمن العميل.
7- درع تقديري لمدير شركة كهرباء الرس الأستاذ عادل الزين.
8- شهادات شكر من إدارة الإشراف لأهالي الطالبات.
9- درع تقديري من شعبة توجيه وإرشاد الطالبات لمحافظ الرس ومدير تعليم البنات بالرس.
10- درع تقديري لمدير شرطة محافظة الرس.
11- تقديم هدايا لأمهات الطالبات.
12- درع تقديري لحارس المدرسة تقديراً لشجاعته وحرصه على سلامة الطالبات.
13- درع للعاملات في المدرسة.
14- درع تقديري من إدارة المدرسة لصاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد وحرم محافظ الرس ومدير إدارة التعليم.
15- هدايا من الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن لمنسوبات المدرسة الخامسة والعشرين الابتدائية.
16- قدَّمت مجموعة السكب التجارية هدايا للطالبات والمعلمات.
17- قدَّمت حلويات جهينة حلويات للطالبات والمعلمات.
أسماء معلمات المدرسة الخامسة والعشرين بالرس:
1- فاطمة صالح الطاسان - مديرة المدرسة.
2- نورة صالح الغفيلي - وكيلة المدرسة.
3- أسماء فهد الحربي.
4- أمجاد محمد القزلان.
5- حصة سليمان الخليوي.
6- عزيزة غباش العوفي.
7- شعاع بادي الريس.
8- فاطمة عبد الله القزلان.
9- فاطمة علي الهزاع.
10- فاطمة ناصر القبلان.
11- فوزية إبراهيم الحميد.
12- فوزية علي الغفيلي.
13- مريم إبراهيم النفير.
14- لطيفة ناصر العزام.
15- نوال محمد الشارخ.
16- منيرة حماد البطاح.
لقاءات مختصرة
- وفي نهاية الحفل التقت (الجزيرة) بعدد من الأمهات اللواتي عايشن الحدث مع بناتهن، فقالت لولوه محمد العقلان أم الطالبة لميس العميري: عندما سمعت الحدث ذُهلت وحاولت الاتصال بحارس المدرسة الذي أخبرني أن رجال الأمن يطوقون المدرسة ويحرسونها.
- وتقول منيرة محمد الزغيبي: أنا أعمل في مدرسة تبعد 80 كيلومتراً عن المحافظة، وكان طفلي الصغير (سنتين و9 شهور) مع الخادمة في المسكن الذي في قلب الحدث.. وزوجي الذي يعمل في الأمن ويعسكر مع زملائه في المكان لم يتمكن من إخراج طفلي من المسكن إلا في المساء، وكان يقول: حالهم حال كل الأطفال والأسر داخل البيوت، وبقيت في بيت أختي دون أطفالي حتى تم إخراجهم الساعة الثامنة مساء!!
- وقالت فاطمة محمد العقلان: كنت في المنزل أثناء الحادث، وزوجي خارجه، ولم يتمكن من دخول المنزل وبقي في بيت أخته حتى المساء، حينما جاء ليصحبنا إلى بيت أخته ونبقى 6 أيام خارج مسكننا بلا ملابس ولا أدوات مدرسية لأبنائنا.. ولكن الحمد لله على كل حال شعرنا بقيمة هذا البلد الغالي، وقيمة رجال الأمن، وكنا خلال الأيام العصيبة نعد القهوة والشاي والطعام لرجال الأمن ونستقبل طلباتهم ونلبي كل احتياجاتهم، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الرجال.
- الشيخ مشعل بن مفرح الحربي (حارس المدرسة الخامسة والعشرين) قال: لقد كنتُ متردداً في الاستجابة لرجال الأمن في مغادرة المكان على الرغم من اختراق الرصاص لباب الغرفة التي كنت موجوداً فيها، ولكن كنت حريصاً على سلامة الطالبات والاطمئنان عليهن.. لقد فوجئت بتطويق رجال الأمن للمنازل المجاورة للمدرسة، ثم بعدها سمعت طلقات نارية قوية وعرفت أننا في خطر، ومع ذلك لم أغادر موقعي إلا مع آخر طالبة من المدرسة.
- وقالت المعلمة فوزية الغفيلي في رسالة للوطن: يا وطن الحرمين.. ومهبط الرسالة.. ومثوى خير البرية.. يا وطن الخير والسلام.. والمحبة والوئام.. تبَّت يد المفسدين والقتلة والمارقين.. الذين انتهكوا الحرمات وسفكوا الدماء.. وهدموا الديار.. ونشروا الفساد.
على هامش الحفل
- شارك الشاعر ناصر الشعلان (جريح نجد) بقصيدة جميلة تم توزيعها على الحضور.
- تقيم إدارة المدرسة بالتعاون مع إدارة الإشراف أسبوعين ترفيهيين للطالبات حتى يتم نسيان الحدث.
- تقيم (المراجيح) الترفيهية يوماً مفتوحاً للطالبات.
- قامت الطالبات في يوم الحفل بعمل رسومات جميلة تعبر عن الولاء للوطن ونبذ الإرهاب.
- قام الأستاذ عبد العزيز البطي رئيس نادي الخلود بالرس بإعداد كتيب جميل بعنوان (الصامدات في الرس) يتحدث عن الموقف البطولي لمنسوبات المدرسة، ويحوي صور الطالبات مع رجال الأمن.
- أعدت الأستاذة فوزية حسين القزلان مطوية جميلة تحوي توجيهات وتنبيهات حول الحدث.
- سجلت الأميرة نورة بنت محمد كلمة إعزاز في سجل المدرسة.
- ظهرت المدرسة 25 الابتدائية كفتاة في ليلة عرسها تزينها الزهور والبالونات واللافتات الممتدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.