يكثر الهمس دائماً وبصوت مسموع أحياناً إلى قضية تشكيلية إن جازت التسمية ألا وهي غياب الفن التشكيلي النسائي السعودي وعدم تألقه وحضوره بل إن المتابع لما تنشره بعض الصحف والمجلات يجد أن ذلك يمثل من وجهة نظرهم إشكالية بحاجة إلى معالجة سريعة وحل فوري. قضية التشكيل النسائي قضية تطرح دائماً هنا وهناك سواء بالتصريح أو بالتلميح إلى درجة أن إحدى الصحفيات قالت إن مشاركة المرأة السعودية في معارض الفن التشكيلي تأتي لتكمل الواجهة الحضارية للمملكة فقط. وهذا في اعتقادي الشخصي يمثل وجهة نظر ضيقة جداً وغير متابعة إطلاقاً للمشهد التشكيلي النسائي السعودي والذي كما نعلم جميعاً له حضوره وله تواجده سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي، بل ان بدايات تواجد المرأة وحضورها من خلال هذا النشاط كان في أواخر الستينات الميلادية وتحديداً عام 1968م عندما اشتركت الفنانة التشكيلية القديرة/ صفية بن زقر مع رفيقة دربها الفنانة التشكيلية منيرة الموصلي في معرض تشكيلي مشترك أقيم في جدة وهي بذلك تكون بداية مقاربة للبداية الرجالية في هذا الطرح الجمالي. والمتابع للمسيرة التشكيلية السعودية بشكل عام يجد أن المرأة لها حضورها ومشاركتها الجادة بل ان المعارض التنافسية والمسابقات يكون للمرأة فيها نصيب أوفر من الجوائز المخصصة للأعمال الفائزة وما أسماء مثل / صفية بن زقر، منيرة الموصلي، بدرية الناصر، شريفة السديري، هدى العمر، هلا بنت خالد، اضواء بنت يزيد، سلوى عثمان، لمياء السبهان، نوال معلي، منى القصبي، فوزية عبداللطيف، شادية عالم، رائدة عاشور، حنان حلواني، اسماء الدخيل، زهرة بوعلي، حميده السنان، حنان البويدي، وسمية العشيوي، مسعودة قربان، ابتهاج إدريس وغيرهن الكثير من الأسماء التشكيلية النسائية إلا أسماء لها حضورها القوي والفاعل في الساحة التشكيلية سواء في الفعاليات المحلية أو الدولية. صحيح ان الساحة لا تخلو من مدّعيات الفن أو المتسلقات أو الباحثات عن الشهرة والحضور الإعلامي من خلال الفن التشكيلي بطريقة أو بأخرى وهي طرق معروفة للجميع. لكن يظل الفن الصادق هو الباقي وتظل الموهبة هي التي توصل إلى طريق النجاح والشهرة من أوسع ابوابه، لأنه في النهاية لا يصح الا الصحيح والبقاء دائماً كما قيل للأفضل سواء في مجال الفن التشكيلي أو أي مجال آخر من مجالات الابداع. إضاءة: فاتني في مقالة الأسبوع الماضي عندما تطرقت إلى مجموعة فناني الدوادمي أن أشيد بعطاء وتضحية وفاعلية الأستاذ/ خالد الحميضي المشرف الثقافي بنادي الدرع بالدوادمي ورئيس مجموعة فناني الدوادمي، فهذا الرجل هو الدينمو المحرك لهذه الجماعة. تحية خاصة للأستاذ خالد ومزيداً من العطاء والابداع.