اولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - القرآن الكريم والعناية به وحمايته من التحريف جل اهتمامه في اطار اهتماماته رعاه الله بما يخدم الاسلام والمسلمين وقد تبنى حفظه الله فكرة انشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة للعناية به وصيانته من التحريف. وذكر للجزيرة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي امين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة ان فكرة انشاء هذا المشروع كانت تدور في عقل ووجدان الملك فهد حتى اختار المدينةالمنورة كموقع لانشاء هذا المشروع الاسلامي الكبير وعند قيام الملك فهد بزيارة للمدينة المنورة تشرف حفظه الله كما قال بوضع حجر الاساس لهذا المشروع عام 1403ه وتحديدا في اليوم السادس عشر من شهر محرم وقد تابع حفظه الله مراحل انشاء هذا المجمع طوال فترة تنفيذه خلال زياراته السنوية للمدينة المنورة وعند اكتمال هذا المشروع اقامت وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد حفلا كبيرا برعاية الملك فهد بن عبد العزيز لافتتاحه في السادس من شهر صفر من عام 1405ه ليكون هذا المجمع اكبر صرح طباعي في العالم لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد بدأ هذا المجمع باصدار طبعات دقيقة وسليمة الرسم والضبط للمصحف الشريف وترجمة معان صحيحة للقرآن الكريم الى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون في ارجاء العالم، وكذا تسجيل القرآن الكريم بأصوات كبار القراء وخدمة السنة والسيرة النبوية العطرة والوفاء باحتياجات الحرمين الشريفين والمساجد والعالم الاسلامي من المصاحف واجراء البحوث والدراسات المتعلقة بعلوم القرآن الكريم والسنة المطهرة وتقديم هدية خادم الحرمين الشريفين من المصاحف سنويا لحجاج بيت الله الحرام عبر منافذ المملكة المختلفة. وقال الدكتور العوفي: يعد انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة من اجل صور العناية بالقرآن الكريم حفظا، وطباعة وتوزيعا على المسلمين في مختلف ارجاء المعمورة، وينظر المسلمون الى المجمع على انه من ابرز الصور المشرقة والمشرفة الدالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقادا ومنهاجا، وقولا، وتطبيقا وهذا الامر ليس مستغربا من المملكة العربية السعودية التي قامت باعلاء كلمة التوحيد، ورفعت رايته خفاقة عالية، وعرفت بنبل مقاصدها، وعلو همتها، وسمو اهدافها، وحرصها على كل ما من شأنه خدمة الاسلام والمسلمين وذلك منذ عهد مؤسسها المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله. وبين ان الطاقة الانتاجية للمجمع تصل الى ما يزيد على عشرة ملايين نسخة من مختلف الاصدارات سنويا للوردية الواحدة حيث يمكن تشغيل ثلاث ورديات لينتج المجمع ثلاثين مليون نسخة سنويا مشيرا الى ان عدد الاصدارات التي ينتجها المجمع يبلغ اكثر من ستين اصدارا موزعين بين مصاحف كاملة واجزاء وترجمات وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية المطهرة. وتبلغ مساحة المجمع حوالي مائتين وخمسين الف متر مربع يشتمل على كافة الخدمات من مبان ومواقع المطابع والصيانة والمستودعات في وحدة متكاملة وبتصميم فريد حاز على جائزة المدينةالمنورة في التصميم المعماري عام 1416ه. هذا وقد بلغ انتاج المجمع الآن اكثر من 165 مليون نسخة من مختلف الاصدارات تم توزيع اكثر من 150 مليون نسخة داخليا وخارجيا كما ينتج المجمع المصحف المعلم. ويواصل المجمع تقديم هدية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على الحجاج بناء على توجيهاته حفظه الله ويصدر المجمع اكثر من عشرين ترجمة لمعاني القرآن الكريم بعدة لغات منها «الباشتو، البراهونية، الألبانية، الاندونيسية، الاردية، البنغالية، البوسنية، التركية، التاملية، الصومالية، الصينية، الفرنسية، القازقية، الانجليزية، الهوسا، الايغورية». الجدير بالذكر ان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة يستقبل على مدار العام وفودا اسلامية للاطلاع على هذه المدينة الطباعية الكبيرة وتتولى وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد عملية الاشراف على هذا المجمع ويقوم معالي الشيخ صالح آل الشيخ بعمل المشرف العام على المجمع ويرأس اجتماعات الهيئة العليا، ويتابع تنفيذ سياسات المجمع وتحقيق اهدافه فضيلة الاستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي المستشار والمشرف على الامانة العامة للمجمع.