إنجازان جديدان لجامعة إماراتية التنبؤ بالجلطات الدموية والعزل بمخلفات النخيل

في مجالي الطب والزراعة نجح باحثو جامعة الإمارات العربية المتحدة في تطوير تقنيتين جديدتين، من شأنهما إحداث نقلة غير تقليدية في مجالين مختلفين.
ففي عالم الطب، توصلوا لتقنية تتيح مراقبة تدفق الدم بشكل غير جراحي باستخدام مجسات كهروضغطية، بالاعتماد على مواد خاصة تولد إشارات كهربائية عند تعرضها للإجهاد؛ مما يساعد على قياس معايير حيوية مهمة مثل سرعة تدفق الدم ومستوى لزوجته، وتقديم بيانات فورية يمكن أن تساعد على التنبؤ بالجلطات الدموية.
التقنية الجديدة أكثر فعالية من حيث التكلفة؛ مما يجعلها مناسبة للاستخدام في المستشفيات والمنازل على حد سواء، ويقول الدكتور محمود الأحمد، منسق فريق البحث: "أتاح هذا المشروع فرصة تدريب لأربعة طلاب جامعيين في مجال البحث العلمي، ونسعى في المستقبل لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين النظام وتوسيع استخدامه".ويبرز هذا البحث الدور المحوري للتعاون متعدد التخصصات، إذ تولى مهندسو الكهرباء تطوير وتحسين أداء المستشعرات، بينما يقوم متخصصو الطب الحيوي بالاختبارات اللازمة وتقييم تطبيقاتها في المجالات الفسيولوجية، لنجسد التكامل بين القطاعات الأكاديمية، والصناعية، والحكومية في مواجهة التحديات الصحية.
وفي مجال آخر، تسعى الدراسات البحثية بنفس الجامعة لإنتاج عوازل حرارية خضراء بالاستفادة من مخلفات النخيل، لتوفير بدائل مستدامة وقابلة للتحلل البيولوجي وصديقة للبيئة، لأغراض العزل الحراري في مجال البناء والحفاظ على الطاقة.
الفريق البحثي بالجامعة بقيادة الدكتور باسم أبو جدايل رئيس قسم الهندسة الكيميائية والبترول، اتبع منهجية علمية مدروسة لاستخدام مخلفات النخيل لتعزيز البوليمرات الحيوية، بغرض إنتاج العوازل الحرارية القابلة للتحلل، إذ أُخْضِعَت المركّبات المطورة لعدة اختبارات للحصول على تركيبة منتج ذات خصائص مُثلى، مع تطبيق العديد من المعالجات السطحية على ألياف النخيل، لضمان فاعلية توافقها وتدعيم أداء المواد للعزل المطور.
وأشار أبو جدايل إلى استخدام التقنية الخضراء للعمل على عزل مواد مخلفات النخيل وفق طرق مبتكرة لإنتاج عوازل قائمة على تقنية الهلام الهوائي، من أجل رفع مستويات العزل الحرارية لدرجات تضمن انخفاض الكثافة والانتشار الحراري، وتعزز من فاعلية العزل الصوتي.
وأضاف بأن نتائج الدراسات أكدت بروز مزايا واعدة، من الناحيتين البيئية والاقتصادية، كون مخلفات النخيل توفر خاصية القابلية للتحلل البيولوجي، وتقدم حلًا حقيقيًّا لمشكلة إدارة النفايات، وتحقيق دور إيجابي في دعم الاستدامة وإيجاد حلول للتحديات الرئيسة التي تواجه البلاد والمنطقة، مثل الاستهلاك الكهربائي، وانبعاثات الكربون، وإدارة النفايات.