أحبطت وزارة الداخلية السورية محاولة لتنفيذ هجوم إرهابي؛ استهدف كنيسة مار إلياس المارونية في قرية الخريبات بريف مدينة طرطوس الساحلية، في خطوة تعكس استمرار التهديدات الأمنية التي تواجهها البلاد رغم التحولات السياسية التي شهدتها خلال الأشهر الماضية. وأكدت الوزارة في بيان أمس (الأربعاء) أن وحدة المهام الخاصة تمكنت- بعد رصد دقيق وتنفيذ كمين محكم- من اعتقال عنصرين يتبعان لإحدى المجموعات الخارجة عن القانون المرتبطة بفلول النظام السابق، كانا في طريقهما لتنفيذ العملية الإرهابية. وقد ضُبط بحوزتهما عبوة ناسفة وأوراق تحمل عبارات تهديد ووعيد، بالإضافة إلى علم لتنظيم داعش، ما يشير إلى محاولة لخلط الرسائل والدوافع بين من يوصفون بفلول النظام البائد وبقايا التنظيم الإرهابي. ونشرت الوزارة صورًا للمضبوطات التي وُجدت مع الموقوفين، في إطار سياسة إعلامية، تهدف إلى طمأنة الرأي العام وإبراز كفاءة الأجهزة الأمنية في التصدي لما تصفه ب"التهديدات المتعددة المصادر". وتعيد هذه المحاولة الفاشلة إلى الأذهان الهجوم الدموي الذي شهدته منطقة الدويلعة بدمشق في يونيو الماضي، عندما اقتحم مسلحان كنيسة مار إلياس وفتحا النار على المصلين، ما أدى إلى مقتل نحو 25 شخصًا. وكانت وزارة الداخلية قد كشفت حينها أن المنفذين تسللا من مخيم الهول عبر البادية، وأنهما ينتميان إلى تنظيم داعش، مشيرة إلى إحباط محاولة تفجير انتحاري أخرى في مقام السيدة زينب بريف دمشق عبر اعتقال أحد العنصرين قبل تنفيذ عمليته. وتواجه سوريا منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024 مشهداً أمنياً معقدًا، حيث تؤكد السلطات الجديدة استمرار خطر فلول النظام السابق إلى جانب بقايا تنظيم داعش، رغم تراجع نشاط التنظيم بشكل كبير واقتصار وجوده على جيوب صغيرة في مناطق البادية. وبينما تسعى الحكومة إلى فرض السيطرة الأمنية الكاملة، لا تزال الحوادث المتفرقة والتسللات من الحدود والمخيمات تشكل تحديًا حقيقيًا لمسار الاستقرار الهش.