أكدت دول مجلس التعاون الخليجي الست أمس الاثنين، تضامنها الكامل مع سورية في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة في حي الدويلعة بدمشق. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي في بيان له "عن إدانته واستنكاره الشديدين للتفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة في حي الدويلعة بدمشق في سورية، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا الأبرياء وجرح العديد". وجدد البديوي "التأكيد على وقوف دول مجلس التعاون بجانب الجمهورية العربية السورية قيادةً وشعبًا، والتضامن الكامل معها في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار". ووقع تفجير انتحاري داخل كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بريف دمشق، الأحد، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المصلين، بحسب ما أعلنته مصادر طبية وأمنية. الشرع: سنقدم المجرمين للعدالة وقدم الرئيس السوري أحمد الشرع تعازيه لأسر الذين قضوا في التفجير الإرهابي. ونقلت رئاسة الجمهورية عبر موقعها على مواقع التواصل عن الرئيس الشرع "نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسر من قضوا بالتفجير الإجرامي الذي أصاب جميع الشعب السوري ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى". وأكد بيان الرئاسة السورية "إن هذه الجريمة البشعة التي استهدفت الأبرياء الآمنين في دور عبادتهم تذكرنا بأهمية التكاتف والوحدة -حكومةً وشعباً- في مواجهة كل ما يهدد أمننا واستقرار وطننا". وأضاف الرئيس السوري "نقف اليوم جميعاً صفاً واحداً، رافضين الظلم والإجرام بكل أشكاله، ونعاهد المكلومين بأننا سنواصل الليل بالنهار مستنفرين كامل أجهزتنا الأمنية المختصة، لضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة النكراء، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل، نسأل الله أن يمنح أهلنا الصبر والسلوان، وأن يشفي جرحانا، وأن يحفظ سورية الحبيبة من كل مكروه". وكان وزير الداخلية السوري أنس خطاب ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة عقدا جلسة طارئة، للوقوف على آخر مجريات التحقيقات المتعلقة بالتفجير الإرهابي الغادر، الذي وقع الأحد في كنيسة القديس مار إلياس بدمشق. وأعلنت وزارة الصحة السورية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بالعاصمة دمشق إلى 22 شخصاً، وإصابة 59 آخرين. وأكدت الوزارة في بيان، نقله الاثنين تلفزيون سورية، جاهزية الفرق الطبية والإسعافية بشكل كامل، مشيرة إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، ويتم متابعة حالتهم الصحية بشكل مباشر ومستمر. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن التحقيقات الأولية تشير إلى تورط تنظيم الدولة "داعش" في تنفيذ الهجوم. وأفاد المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، في مؤتمر صحفي، أن منفّذ الهجوم هو انتحاري دخل الكنيسة وفجّر نفسه بعد إطلاق النار. وأضاف نور الدين البابا أن "الهجوم لم يستهدف طائفة بعينها، بل كل السوريين"، مشيراً إلى أن العملية تستهدف إثارة فتنة دينية وزعزعة الاستقرار في البلاد. ولفت إلى أن أمن دور العبادة "خط أحمر"، وأن كل من تورط في العملية سيُحاسب. وعقب التفجير، فرضت قوى الأمن الداخلي طوقاً أمنياً محكماً في محيط الكنيسة، وشملت الإجراءات إغلاق جميع الطرق المؤدية إليها، إلى جانب إغلاق كنائس أخرى في مناطق باب توما، وباب شرقي، والقصاع، ودويلعة، تحسباً لأي هجمات محتملة، بحسب تلفزيون سورية. إدانة عربية أوروبية أدان أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط بشدة التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بدمشق. ونقل جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام، قلق الجامعة العربية البالغ من هذا التطور الجديد والذي يمثل استهدافاً للمدنيين في إحدى دور العبادة وما قد يترتب عليه من تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار في سورية. وأشار في هذا السياق الي الخطورة التي لا تزال تمثلها التنظيمات الإرهابية ولا سيما تنظيم "داعش"، من حيث تزايد مخاطرها بفعل حالات الفوضى والانعدام الأمني معرباً عن الأمل في أن تتمكن الحكومة السورية من التصدي لهذه التنظيمات الارهابية وغيرها ممن يستهدفون السلم الأهلي في سورية والإقليم. وأكد المتحدث تضامن الجامعة العربية مع سورية حكومة وشعبا، ودعمها لجهود تحقيق المسار الانتقالي السلمي الذي يحفظ حقوق جميع أبناء الشعب السوري ويحقق طموحاته في الاستقرار والتنمية. كما دان الاتحاد الأوروبي الإثنين الهجوم الانتحاري "الشنيع" الذي استهدف كنيسة في دمشق، معربا عن "التضامن" مع سورية في تصدّيها لأعمال العنف. وقال الناطق باسم المفوضية الأوروبية المعني بشؤون السياسة الخارحية أنور العنوني في بيان إن "هذا العنف الشنيع والجبان إزاء المسيحيين هو هجوم ضدّ السوريين برمتّهم"، مشدّدا على "ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة التهديد الإرهابي والقضاء التام على داعش"، الذي حمّلته السلطات السورية مسؤولية هذه العملية الانتحارية. أردوغان: تركيا لن تسمح للإرهاب أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين أنّ تركيا لن تسمح بجر سورية إلى الفوضى وانعدام الاستقرار مجددا، وذلك في أعقاب الهجوم الانتحاري في كنيسة في دمشق. وكتب أردوغان على إكس "لن نسمح أبداً لجارتنا وشقيقتنا سورية... أن تُجر إلى وضع جديد من عدم الاستقرار بفعل منظمات إرهابية (تتحرك) بالوكالة"، متعهّدا دعم الحكومة الجديدة في معركتها مع مثل هذه الجماعات. وقال إنّ "هذا العمل الإرهابي الشنيع" الذي نسبته السلطات السورية إلى انتحاري من تنظيم "داعش"، يهدف خصوصاً إلى تقويض "ثقافة العيش المشترك والاستقرار في منطقتنا". وكان التنظيم المتطرف سيطر عام 2014 على مناطق واسعة في سورية والعراق المجاور، حتى دحره من العراق عام 2017، ثم من سورية عام 2019. أحمد الشرع (رويترز) أحمد أبو الغيط جاسم البديوي