- الرأي - خلود النبهان - الرياض : افتتح نادي فن وفنانين بالتعاون مع فندق مداريم بالرياض معرضه التشكيلي "أنا من هالأرض"، مساء الثلاثاء 23 سبتمبر 2025، برعاية رجل الأعمال الأستاذ أحمد بن حمود الذييب، ضمن فعاليات اليوم الوطني السعودي ال95. شهد المعرض حضور نخبة من الفنانين والفنانات والإعلاميين والشخصيات الثقافية، وامتلأت أروقة القاعة بلوحات تجسّد ملامح الوطن بروح فنية مبتكرة، ليبدو المعرض أشبه بنص بصري مفتوح . قدّمت الدكتورة زكيّة الصقعبي، رئيسة النادي ومنظمة المعرض، عملها لوحة الخيل التي رأت فيها رمزًا يجمع الماضي بالحاضر ويرفع راية المستقبل، وقالت: "أنا من الأرض، وأرفع لوحتي كعلمٍ يراقص هواء الوطن. اليوم الوطني جسرٌ يربط ماضيي بحاضري، شاركت بلوحة الخيل في معرضنا. الخيل تهمس لي أن الأرض غالية وأفخر بأن أكون جزءاً من تاريخها وحاضرها. أرفع خيولي نحو المستقبل كضوءٍ على صفحة المعرض." وعن تنظيم المعرض وما حمله من رموز، تقول حنان أبوحيمد، كاتبة ونائبة رئيسة النادي، وقد تنقلت بين اللوحات بفخر واعتزاز: "كان احتفالنا باليوم الوطني جميلًا ومبهجًا حيث أقمنا معرض (أنا من هالأرض) الذي عرضت فيه مجموعة من اللوحات الرائعة التي عبّرت بشكل كبير عن الوطن ورموزه، وكذلك بعض الأعمال الحرفية اليدوية المتميزة. وقد لاقى المعرض إقبالًا كبيرًا من أبناء وبنات الوطن ومن الإعلاميين والشخصيات الهامة وبعض كبار الشخصيات من خارج المملكة. يبتسم القلب فرحاً وفخراً بهذا اليوم الغالي على قلبي وقلب كل سعودي وسعودية، يحق لنا أن نفخر ونرفع الخفاق أخضر ونسأل الله أن يحفظ لنا حكامنا الكرام وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان." وشارك الأكاديمي أ.د. أحمد الحسين الحضور بتأملاته حول معنى هذه المناسبة، معتبرًا أن الفن في مثل هذه الأيام يجسد عمق الإنجازات الوطنية: "يُعدّ اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية من أبرز المناسبات الوطنية الغالية التي تعكس مدى التقدم والنمو والرقي الذي حققته المملكة منذ توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه –. اليوم الوطني لا يُعد مجرد ذكرى تاريخية، بل هو مؤشر حقيقي لما حققته المملكة من إنجازات في مختلف المجالات، ويعكس مدى ارتباط المواطن بوطنه العزيز وقيادته الكريمة." وفي قراءة بصرية حملت بُعدًا نقديًا، توقّف الفنان التشكيلي عبد الله محيا الشهراني أمام إحدى لوحاته التي اعتمدت على الخطوط والتباينات اللونية، وقال: "الخطوط المتقاطعة تعكس توازناً بين الماضي والحاضر، الصراع والسلام، الغموض والوضوح. أما تناثر البقع السوداء فهو أشبه بآثار تجربة أو ذاكرة عابرة تترك بصمتها على المسار، لكنه لا ينتقص من قوة اللون الأخضر الذي يظل سيد المشهد، واقفاً شامخاً كرمزٍ للثبات والانبعاث المستمر. إنها لوحة تدعو المتأمل إلى قراءة الذات في مرآة الألوان: كيف يمكننا أن نخلق انسجاماً داخلياً وسط التناقضات؟" أما الفنان التشكيلي خالد الزهيري فقد قدّم لوحة تجسد الانتماء بروحٍ نابضة، وقال عن تجربته: "بكل فخر واعتزاز، كانت مشاركتي في معرض (أنا من هالأرض) بمناسبة اليوم الوطني السعودي ال95 تجربة استثنائية وثرية. فقد منحتني الفرصة للتعبير عن انتمائي وولائي لوطني الغالي من خلال الفن، وترجمة مشاعري تجاه هذه الأرض الطيبة التي تحتضننا جميعًا. إن وجودي بين نخبة من الفنانين والفنانات في هذا المعرض جسّد لي معنى الوحدة والإبداع المشترك، وزادني إصرارًا على أن أستمر في تقديم ما يعكس هوية وعمق هذا الوطن العظيم. فخورة بهذه المشاركة التي ستبقى راسخة في ذاكرتي، وأهديها بكل حب إلى وطني قيادةً وشعبًا." وقدّمت الفنانة التشكيلية مضاوي السويلم عملها "مؤسس المجد" الذي جمع بين قصر سلوى والمصمك في تكوين واحد يحكي عبق التاريخ، وقالت: "الملك المؤسس يتصدر المشهد بين مجدي قصر سلوى والمصمك، مجسداً رمز التاريخ وعبق الأصالة بكامل زيه النجدي. عملي يحاكي ألوان البيئة السعودية، وترمز الأبواب باللون الأخضر إلى الكرم والعطاء. مشاعري خليط من الفخر والسرور بمشاركتي في معرض (أنا من هالأرض)، حيث يتناغم عملي مع روح المكان ويروي قصة حضارتنا وأصالة الماضي." وعن عملها الذي مزج بين رموز الماضي والحاضر، تحدثت الفنانة التشكيلية وفاء الشاعر بقولها: "هذه اللوحة تعبّر عن تاريخ وهوية المملكة العربية السعودية، حيث جمعت بين الماضي ممثلاً بالبيوت الطينية والجمل، والحاضر من خلال الأبراج الحديثة، وأيضاً روحانية المكان بوجود الحرمين الشريفين. أما الخيّال على الحصان فيرمز إلى الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – مؤسس هذا الكيان العظيم، ووجه المرأة في برج المملكة يعكس دور المرأة السعودية ومكانتها كشريك أساسي مع الرجل في مسيرة النهضة والتطور ورفع راية السعودية." اختُتم المعرض وسط تفاعل كبير من الحضور الذين أشادوا بمستوى الأعمال وعمق الرسائل التي حملتها اللوحات، ليبقى "أنا من هالأرض" علامة على أن الفن التشكيلي قادر على توثيق حب الوطن بلغة اللون والرمز. ‹ › ×