نظّم مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري, في مقره بالرياض أمس (الأحد)، ملتقى التسامح السنوي تزامنًا مع اليوم الدولي للتسامح 2025، تحت عنوان "التسامح لغة الحضارات وجسر التواصل"، بمشاركة عدد من الأكاديميين والمفكرين وقادة الرأي من داخل المملكة وخارجها. وأَكد نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، دعم المملكة للجهود الأممية في مجال نشر قيم التسامح والحوار؛ لمنع حدوث النزاعات وحلها بالطرق السلمية، حيث دعمت المملكة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية على المستويين الإقليمي والدولي، وبادرت بالتعاون مع جمهورية النمسا وإسبانيا ودولة الفاتيكان بتأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وقال الخريجي خلال مشاركته في الملتقى:" إن الاحتفاء باليوم العالمي للتسامح هو دليل على الاهتمام الدولي بقيم الحوار والتسامح والعيش المشترك كوسيلة لحل النزاعات"، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي أدرك منذ وقت مبكر التداعيات السلبية للتعصب وخطاب الكراهية على السلام والاستقرار الدوليين. وأضاف الخريجي:"على الرغم من أن الصراعات ذات النزعة الدينية أو العرقية أو القومية هي صراعات ذات طابع محلي، وتستدعي حلولًا محلية، إلا أن نجاح مساعي حل تلك النزاعات يتطلب دعمًا دوليًا"، مشددًا على أهمية بذل المجتمع الدولي، خصوصًا الأممالمتحدة ومنظماتها الفرعية، جهودًا حثيثة لتعزيز دور الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات كوسيلة أساسية لمنع العنف، والتصدي لخطاب الكراهية وحل النزاعات، وتعزيز التفاهم المتبادل، وتحقيق السلام المستدام. وقال نائب وزير الخارجية:" إن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ أسهم في دعم الجهود الأممية في حل النزاعات من خلال الحوار عبر تأسيس منصات الحوار والمصالحة، وبناء قدرات القيادات الدينية المحلية في نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وماينمار والعراق ولبنان، وللمركز دور محوري في إطلاق خطة عمل فاس العالمية للقيادات الدينية والجهات الفاعلة؛ لمنع ومواجهة التحريض على العنف الذي يؤدي إلى ارتكاب جرائم وحشية عام 2017، كما أن المملكة قدمت الدعم المالي والسياسي لجهود رابطة العام الإسلامي الرامية؛ لتعزيز قيم الحوار والتعايش بين أتباع الأديان". من جهته، أكد رئيس مجلس الأمناء بمركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري الدكتور عبدالعزيز السبيل أن تنظيم الملتقى، يأتي انسجامًا مع اهتمام القيادة الرشيدة بقيمة التسامح؛ بوصفها قيمة إسلامية وإنسانية كبرى، مشيرًا إلى أن المملكة تؤدي دورًا فاعلًا في تعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب وبناء السلام العالمي. وأوضح أن المركز يعمل على ترسيخ مفهوم التسامح عبر برامجه ومبادراته ومعرضه التفاعلي، ويبرز قيمة التسامح بأساليب حديثة جاذبة. واشتمل الملتقى على ثلاث جلسات؛ الأولى بعنوان" التسامح لغة الحضارات وجسر التواصل"، وخصصت الجلسة الثانية لاستعراض التجارب المحلية والدولية المعززة لقيم التسامح والتعايش. واختُتم الملتقى بجلسة حملت عنوان" تعزيز الوعي بأهمية التسامح قيمةً أساسيةً لبناء مجتمعات مسالمة ومستدامة".