کشفت هيئة التراث بالتعاون مع نيوم عن أقدم مستوطنة معمارية من العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية بموقع "مصيون" شمال غرب منطقة تبوك، في ورقة علمية نشرت نتائجها على مجلة(Asian Journal of Paleopathology)، وذلك ضمن أعمال المسح والتنقيب المشتركة مع جامعة كانازاوا اليابانية، ويعود تاريخ المستوطنة إلى العصر الحجري الحديث (ما قبل الفخار المبكر)، أي قبل نحو 10,300 - 11,000 سنة، ويكشف عن بدايات استقرار الإنسان في المنطقة. تُعرف منطقة غرب آسيا بأنها مهد طقوس جنازة فريدة تتضمن دفنًاثانويًا، مثل دفن الجمجمة، ووفقًا لدراسات سابقة، اقتصرت هذهالطقوس على منطقة الهلال الخصيب. وهذا الاكتشاف يتعلق بممارسات الجنازة المتبعة لثلاثة بقايا هياكل عظمية بشرية منمستوطنة مصيون التي تعود إلى العصر الحجري الحديث ما قبلالفخاري المبكر (ب) في شمال الحجاز، خلف الحافة الجنوبيةالغربية للهلال الخصيب التقليدي. وتشير نتائج التحليلاتالتشريحية وتحليلات الجثث إلى أن البقايا البشرية الثلاثة دُفنتعلى فترات إما في وضع القرفصاء أو في وضعية استلقاء جانبيمنحني. دُفنت بالقرب من بعضها البعض بالقرب من أرضية منزلمهجور وغُطيت بالحجر والتربة، مما يشير إلى أنها كانت المدفنالأساسي؛ وتشير السمات المورفولوجية للجمجمة والتقييمالمورفومتري لعظام الجمجمة وما خلف الجمجمة إلى أنها جميعًالذكور بالغين، وهو ما يتوافق مع حقيقة أن مخبأ الجمجمة يركزعادةً على الذكور. نتائج هذه الدراسة لا تُوسّع النطاق الإقليمي لممارسات الجنازة فيالعصر الحجري الحديث ما قبل الفخار فحسب، بل تُقدّم أيضًا رؤىًمهمة حول الخلفية الاجتماعية للانتقال من الصيد وجمع الثمار إلىالزراعة شبه المستقرة في شمال الحجاز. أهمية الاكتشاف تعزيز حضور المملكة على خارطة الاكتشافات الأثرية عالياً، ويؤكد مكانتها الدولية في دراسة الحضارات. إبراز جهود هيئة التراث في حماية المواقع الأثرية بالشراكة مع جهات دولية. إلقاء الضوء على أقدم مستوطنة معمارية عرفت في الجزيرة العربية، بما يعكس قيمتها التاريخية. دليل على وجود اتصال ثقافي بين شمال غرب المملكة ومنطقة الهلال الخصيب في بدايات العصرالحجري الحديث.