الأسطورة سالم الدوسري، حتى وهو في سن الرابعة والثلاثين، يكفي أن يظهر بنصف مستواه ليحدث الفارق في التسجيل والصناعة، ولينجح في قيادة المنتخب إلى الفوز في مباراة الافتتاح أمام عمان في البطولة العربية، حيث صنع هدفين وتُوّج بجائزة أفضل لاعب في المباراة. وفي المباراة الثانية أمام جزر القمر واصل التورنيدو تألقه بصناعته هدفين متتاليين لزميله محمد كنو، قبل أن يضيف الهدف الثالث بلمسة من ماركته الخاصة؛ تلك المراوغة والتحكم الخيالي بالكرة وكأنه في حصة تدريبية، لا في مباراة مهمة. لا أحد من الخصوم تمكن من إيقافه، فهو - حين يكون في مزاجه العالي - يفعل الصعب ويسجّل السهل. ومثلما حصد الأفضلية كلاعب آسيوي، يبدو أنه في طريقه أيضاً ليكون أفضل لاعب عربي، خصوصاً بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في مباراتي عمان وجزر القمر. وكلنا نتمنى أن يواصل تألقه ويقود منتخبنا لتحقيق لقب البطولة العربية وإسعاد جماهير كرة القدم السعودية المتعطّشة للبطولات. المنتخب ظهر في بداية البطولة بصورة جيدة بقيادة سالم ورفاقه، وعلى لاعبينا أن يدركوا أنهم مقبلون على مهمة أصعب في الأدوار المقبلة، وأن المطلوب منهم هو مضاعفة الجهد ورفع مستوى التركيز حتى نصل للخطوة الأخيرة، ونحقق ما نصبو إليه بإذن الله. صحيح أن قرعة كأس العالم 2026 ظهرت ووضعتنا في مجموعة تضم إسبانيا والأوروغواي والرأس الأخضر، ويجب التفكير فيها لاحقاً، لكن دعونا نؤجل ذلك الآن، لنُصَبّ كامل تركيزنا على البطولة العربية ونحصد لقبها، ونُنهي جفاف السنين الذي تجاوز عشرين عاماً من غياب المنتخب عن منصّات التتويج. آن الأوان يا أخضر لتعود بطلاً، فالتاريخ يشهد بأنك أحد أعمدة كرة القدم العربية والخليجية والآسيوية. حسين البراهيم - الدمام